عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 7:56
من أيّ باب ندخل؟!
في حياة الشباب..تتبرعم كلُّ يوم، أو كلُّ مدّة مشكلة أو مشاكل جديدة، منها: ما تحملهُ طبيعة الشباب أنفسهم وخاصّة في مرحلة المراهقة من (تغيّرات) تفرض (استجابات) معيّنة.. ومنها: ما تفرضهُ طبيعة العلاقة الإشكالية بين جيلين: جيل عاش حياته وعهده.. وجيل يريد أن يدشِّن عهده الخاص به.. بما لا يوفِّر مساحة مشتركة أحياناً.. ومنها: ما ينقلُه عصرُ التقنيات ـ ذات القفزات الهائلة ـ من (قيم) قد تتصارع مع (قيم) متوارثة.. وقد تنسجم أو تلتقي معها في المحتوى العام، ولكنّها تختلف في التفاصيل والمظاهر.. ومنها: ما تراكمَ من مشكلات أتخمت بها (الكتب) و(المؤتمرات) و(الندوات).. ولم تنزل من تلك (الأبراج) لتمشي مع الشباب في الشارع.. أو حيث يعيشون هم، لا حيث ما يعيش الكُتّاب.. أين الخلل؟ هل هو في الطرح النظريّ لتلك المشاكل؟ أم في عدم التصدّي لوضع الحلول والمقترحات والتوصيات موضع التنفيذ؟ لا شكّ، أنّ هناك حلولاً كثيرة تُطرح.. وأكثرها جديّ ومُجد.. ولكن: شكوى الشباب.. أنّ أغلبها آت من أُناس لم يتحسّسوا عمق المشكلة أو قل حقيقتها.. وبالتالي فهي كمن يتحدّث بلغة لا يفهمها السامع.. قد تكون (قيِّمة).. لكن ما فائدة ما لا أستطيع فهمه أو هضمه؟! شكوى المعنيين: اللغة مفهومة والخطاب واضح.. نحن لا نتحدّث عن ألغاز ومعميّات.. ولكن الشباب يعيشون في عالم سريع التغيّر والتبدّل.. وهم يلاحقونه في (متغيراته).. ويهجرونه في (ثوابته).. هل يمكن أن نلتقي في منتصف الجسر، بدلاً من أن ننسفه فنهوي جميعاً إلى القاع؟ اللقاء في منصتف الجسر.. من ممكنات الحلّ.. لذلك.. فنحن بحاجة إلى (إعادة نظر) كما أنّنا بحاجة أيضاً إلى (إعادة اعتبار).. إعادة نظر في (ماذا)؟ وإعادة نظر إلى (ماذا)؟ إعادة نظر في النقاط الإشكالية العالقة: ـ هل يمكن الاستغناء عن الآباء بالمرّة؟ هل يبقى الآباء متزمتين في نظرتهم للأبناء؟ ـ كيف نوفِّق بين (التجربة) وبين (العقل)؟ كيف نوازن في النظرة بين ما هو (حقيقي) وبين ما هو (مزعوم)؟ وإذا استقصت الأمور واشتبكت المواقف، فإلى مَن نرجع؟ وإعادة اعتبار لـ : ـ (قيم) أخلاقية ومعنوية (مصادرة) أو (مهدورة).. لم تمت، بل هي (حيّة) وقادرة على أن تبعث الحياة أيضاً ولأجيال طويلة.. ـ (الأسرة) العارفة بواجباتها ومسؤولياتها.. ـ (الحوار) البنّاء.. الذي لن تعثر البشرية، مهما تطورت في أساليبها الحضارية الأخرى، على بديل عنه في حلّ مشكلاتها. ـ موقع الشباب من (أنفسهم) و(أسرهم) و(مجتمعهم) و(مستقبلهم).. الكتاب.. لا يوفِّر إجابات جاهزة.. إنّه يطرح بعض القضايا للمناقشة!!
فوضى الوقت !
الوقت المهدور.. فرص مهدورة.. سواء كانت فرصاً (ماليّة) أو (ثقافية).. البعض منّا يفرِّط بأوقاته ويبذِّر ويُسرف أكثر ممّا يبذِّر ويُسرف بأمواله.. في حين أنّ الوقت مال، كما يقول أصحاب المال.. ونحنُ نقول إنّ الوقت (فُرَص): فرصة للتقرّب إلى الله.. فرصة لبناء الشخصية.. فرصة للتعلّم.. فرصة للمعرفة.. فرصة للكسب الثقافي أو المادّي.. فرصة للتعارف.. الخ. فما هذه الفوضى الوقتيّة في حياتنا إذاً؟! ـ أوقات طويلة للثرثرة.. ـ أوقات غير محدّدة للتسكّع والتطلّع في واجهات المحلاّت.. ـ أوقات ممدودة وممطوطة للجلوس إلى (الانترنيت).. ـ أوقات مفتوحة للهو واللعب والسهر والعبث.. ـ أوقات مُبدَّدَة على مصاطب المقاهي ومنعطفات الشوارع.. ـ أوقات شاسعة للنظرات البلهاء الفارغة.. لماذا ذلك؟! لأنّنا نعتبر الوقت ملكاً يمكنُ أن نتصرّف به كما نشاء حتى ولو أتلفناه وأرقناهُ على الأرض، وبذّرناه تبذيرا! ليسَ المبذِّرون بأموالهم فقط (إخوان الشياطين).. المبذِّرون بأوقاتهم كذلك.. لأنّ الوقت غير المعمور أو المملوء أو المشغول بالعمل الصالح والنافع، والذي بلا مردود إيجابيّ.. هدر.. وأيّ هدر!! أحد الذين يعرفون قيمة الوقت، وقد وظّفه توظيفاً جيِّداً، يقول: «الوقتُ أرخصُ شيء في الوجود، وهو الشيء الوحيد الذي لا يمكن شراؤه»! إنّه مخترع الكهرباء (أديسون). أجرِ إحصاءً للأوقات المهدورة سُدىً.. ستحصل على نتائج مذهلة، فإذا كانت قطرة الماء التي تنزفُ من حنفية عاطلة.. قد تملأ خزّاناً كبيراً بعد ساعات من نزفها.. فكم من الساعات والأيام والأسابيع والشهور والسنوات تذهب مع الرِّيح.. أو في (المجاري) مع الفضلات.. أو في الترّهات عبثاً ؟! تأمّل في أنّ ساعة تفكّر يمكن أن تُنتج (مشروعاً).. (كتاباً).. (حلاًّ لمشكلة).. (اكتشافاً لنظرية).. (هداية إلى الطريق الصحيح).. (إنقاذاً لمستقبل مهدّد).. الخ. العالِم الذي قضى أوقاتاً مهمّة في التعرّف على (الجراثيم).. (باستور) يقول: «إذا أضعتُ دقيقةً واحدة من حياتي، أُحسّ بأنّني اقترفتُ جريمة ضدّ الإنسانية»!! لأنّها يمكن أن تكون دقيقة (إنقاذ) للانسانية فيما يُبدعهُ عقله! إليك بعضاً ممّن عرفوا قيمةَ الوقت عسى أن تعرفه مثلهم.. «إنّ قيمة الوقت كقيمة المال، كلاهما قيمته في جودة إنفاقه، وحسن استعماله»! (أحمد أمين) إنّه يحدِّثنا عن «الزمن النوعيّ» لا الكميّ المعدود بالثواني والساعات، فكم من ساحة الزمن مشغولة بما يبقى بعد أن يفنى أو يذهب الزمن؟! وقال مجرّب: «الزمان هو المادة الخام في يد الانسان، كالخشب في يد النجّار، والحديد في يد الحدّاد، فهو يستطيع أن يصوغ منه حياة طيِّبة سعيدة، أو سيِّئة يائسة». وقال (بوسيسه) أحد الفلاسفة: «إنّ ساعات الانتباه التي نقضيها في المدرسة، توفِّر علينا كثيراً من أيام التعاسة في الحياة». ويقول (بنيامين فرانكلين): «إذا كنتَ تحبّ الحياة فلا تضيع الوقت سُدىً، لأنّ الوقت هو مادّة الحياة»! لكي نحلّ مشكلة (فوضى الوقت).. لنتذكّر المثال التالي: لديّ مبلغٌ من المال وعندي عدّة احتياجات: طعام، شراب، لباس، كتب، القيام برحلة، شراء لعبة مسلّية.. الخ. هل يصحّ أن أُريق مالي كلّه على مائدة الطعام، أو على مشترياتي من الألبسة، أو الكتب، أو الرحلة، أو الألعاب؟ الحكمةُ.. عقلي.. يقول لي: إعطِ لكلّ حاجة استحقاقها من المال.. الوقت.. كالمال، تنتظرهُ احتياجات، فهل يصحّ أن نُنفقه في حاجة واحدة فقط؟!
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 7:57
الجوّال .. النمّام !
تتطوّر التقنيات على شكل متواليات هندسيّة.. يصعب اللحاق بها أحياناً.. وهي تفقد متعتها بسرعة.. لأنّك ما إن تقتني إحداها حتى يكون السوق قد استقبل الأخرى أو عشرات غيرها. الجديد ـ غالباً ـ هو في شكل (الأداة) ومستوى (الأداء) وليس في أصل الوظيفة أو الهدف.. أداة الطحن ـ كانت في البدء ـ يدوية.. ثمّ تطوّرت شيئاً فشيئاً إلى مكائن ومطاحن.. اليوم بضغطة زر.. تستحيل المواد الصلبة إلى مساحيق وسوائل. وسيلة النقل، كانت الدابّة سواء كانت فرساً أو جملاً أو بغلاً أو حماراً.. هي اليوم متعددة.. لكنّها تخدم الغرض ذاته.. تختصر على الانسان وقته ومتاعبه.. وتوصله إلى المكان المقصود.. وسائل الاتصال كانت بدائيّة بسيطة.. إحداها استخدام الحمام الزاجل في نقل الرسائل.. مع تطوّر العصر استحدثت وسائل جديدة، كالهاتف والبريد والفاكس والبريد الالكتروني.. لكلّ واحدة من هذه الوسائط أخوات وبنات كثيرات. الهاتف تطوّر.. ليصبح هاتفاً نقّالاً محمولاً جوّالاً، يكون معك حيثما تكون، لكنّ مهمّته لم تتغيّر كثيراً.. هي هي.. كان ينقل الرسائل الصوتية المباشرة وغدا ينقلها كذلك، ولكن بشكل أسهل وأكثر مرونة.. راح ينقل الصوت مباشرة، أو يخزن لك رسالة صوتية، وربّما يحتفظ بالصورة الملتقطة آنيّاً في ذاكرته.. الازدواجيّة الوظيفيّة لم تغيِّر أصل الاختراع.. هناك إضافات نوعيّة دخلت على ما هو موجود فعلاً.. وكأيّ جهاز آخر.. فالهاتف النقّال أو الجوّال صُمّم أو صُنع ليقضي ويُسدي خدماته للناس.. وكأي جهاز أو مُختَرع آخر.. يمكن أن يكون سلاحاً ذا حدّين.. يُستخدم في (النافع) ويستعمل في (الضارّ).. كان (الهاتفُ) يستخدم من قِبَل المسيئين وممّن في قلوبهم مرض للمعاكسة والتحرّش الجنسيّ.. وهو اليوم يؤدِّي الغرض الدنيء نفسه، ولكن بدرجة أكبر وأخبث.. فمن الظواهر الشائعة في بعض البلدان: (البلوتوس) مثلاً.. فالخليويّ (النقّال) في الصناعة الجديدة يختزن ملفّات مرئية أو صوتية، ويبثّها في ميدان مغناطيسي قطره 100م أو يزيد، وبدون أن يطبع رقم جوّالك تستلم أنت ومَن يدورون في فلك ذلك الميدان رسائل موجّهة من مرسل مجهول، على شكل كلمات بذيئة أو صور خليعة! وقد ينقل هؤلاء عبر جوّالاتهم رسائلهم القصيرة عبر القنوات الفضائية التي لا (تدقِّق) ولا (تحقِّق) ولا (تراقب) ولا (تحاسب).. وهي منقوصة الحريّة في غير جانب، لكنّها تتعامل بحريّة مغرضة وتامّة في هذا الجانب .. ! المشكلةُ بالأمس.. هي المشكلةُ اليوم.. نعم، ربّما اتّسعت دائرة الخراب والفساد أكثر. والذي لم يمنعه حياؤه من المعاكسة المباشرة، أو غير المباشرة عبر الهاتف، بالأمس، هو الذي يزاولها ـ اليوم ـ (بطريقة عصرية) ولا نقول متحضّرة لأنّها منافية للتحضّر.. فكلّ إساءات الأدب (تخلّف) و(رجعيّة) و(بهيميّة).. سواء جاءت عبر الهاتف العادي أو الهاتف النقّال، أو أيّة وسيلة أخرى.. في الحديث الشريف: «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت».. هذه ليست دعوة لـ (الإنفلات)، بل إقرار أنّ الحياء إذا نقص أو زالَ لم يكن ثمة رادع يردع الانسان عن القيام بأيّ عمل مشين ومهين. من هنا نفهم لماذا: «إنّ الله يحبّ الحييّ المتعفِّف، ويبغض الوقح المُلحِف ((5)) »! وحبّ الله ليس (عاطفة).. إنّه كرامة ورحمة.. وبُغضه ليس (عاطفة) إنّه سخط وانتقام، ولذا فمن لا يستحي من الناس، كيف نتوقّع منه أن يستحي من الله؟! الحياء ليس شعبة من الإيمان فقط، بل هو من أهمّ شعبه، لأنّ لكلّ دين خُلق، وخُلق الاسلام الحياء.. فكيف أكونُ مسلماً وأنا أتسوّر على أعراض الناس؟ وكيف أكون مؤمناً وأنا أنتهكُ حرماتهم؟! يقول الشاعر: إذا قلّ ماءُ الوجه((6)) قلّ حياؤهُ***ولا خيرٌ في وجه إذا قلّ ماؤهُ حياؤكَ فاحفظهُ عليكَ فإنّما***يدلُّ على وجه الكريم حياؤهُ إستحِ من الله.. أوّلاً!!
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 7:57
لصّ في ثوب صديق !
كأيّ وسيلة إعلامية ومعلوماتية.. (الانترنيت) ليس استثناءً.. ينطبق عليه ما ينطبق على الهاتف الجوّال.. اختراع أو صناعة أو تقنيّة حيادية.. المُستخدِمْ هو الذي يقودُه من أُذنه إلى هذا (المكان) الصالح أو ذاك المكان الموبوء.. وحيثُ ترتعُ.. يكون نموّك.. فالذي يتغذّى على (الطفيليات) ستقتلهُ (السموم) أو تتهددُه الأمراض، والذي يتغذّى على الزاد الطيِّب.. سينشأ معافى سليماً.. وستكون لديه مناعة في مواجهة الآفات.. (الانترنيت) أشبه بـ (سوق) تُطرحُ فيه البضاعة (الفاسدة) و(الكاسدة) والبضاعة ذات الفائدة.. وعلى مقدار عقل وذوق المشتري (الزبون) تتوقف مسألة (الاختيار).. فكلُّ امرئ وما اختار.. أنتَ (حرٌّ) في اختيارك.. (مسؤولٌ) عن نتائج هذا الاختيار. وحديث (الانترنيت) الشبكة العنكبوتية.. ذو شؤون وشجون.. واسعٌ بسعة عالمه.. لكن ما يهمّنا هنا هو (مقاهي الانترنيت)((7)). لا فرقَ عندنا بين أن نكون في مقهى على «الكورنيش» أو مقهى شعبيّ على منعطف أحد الشوارع، أو مقهى عصريّ في واجهة شارع راق، أو في مقهى على الانترنيت، «المقهى الالكتروني». ليس المهم كم من الزبائن هناك.. المهم كيف أتصرّف حين أكون هناك! أخلاق الانسان المسلم ليست قبّعة الرأس، أو المعطف الذي يخلعه عند الدخول إلى البيت، فالكلام المهذّب مطلوب في كلّ تلك المقاهي وخارج تلك المقاهي.. والبذاءة والإساءة مرفوضة في مقهى منعزل لا يرتاده إلاّ ثلّة قليلة.. أو في مقهى حاشد.. النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علّمنا درساً في التخاطب غاية في الرقيّ الحضاريّ: «قلْ خيراً.. أو فاصمت»!! مخطئٌ مَن يتصوّر أنّ الكلام ليس عليه ضريبة.. عليه ضريبة.. وضريبة فادحة أيضاً: (ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد ) (ق / 18). تذهب الكلمة التي تُطلقُها في الأثير.. تتبدّد في الهواء.. وتبقى تبعتها تلاحقك إلى يوم المصير: (وقفوهم إنّهم مسؤولون )(الصافات/ 24). السيِّد المسيح (عليه السلام) يقول: «ليس ما يدخل الفم ينجِّس الانسان، بل ما يخرج من الفم.. هذا ينجِّس الانسان»! الطهارة المعنوية.. أهمّ بكثير.. من الطهارة المادية. النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «طهِّروا أفواهكم، فإنّها مسالُك التسبيح»! إنّ «زلّة اللسان» أخطر من «زلّة القدم».. من هذه يمكن أن أقوم.. ومن تلك قد لا أقوم أبداً.. ولذلك فمن كثر كلامه (ثرثرته) ولغوه.. كثُرت أخطاؤه، هذا إذا كان الكلام عادياً، فكيف إذا كانت الكلمات كلمات بذاءة وإساءة؟! حتى لو كنتَ صاحبَ حقّ، وتناقش قضيّة حقّ، وتدافع عن حقّ، فإنّ ذلك لا يبرِّر لكَ كلام السوء والفحشاء والسباب.. حقّك يدافع عن نفسه كونه حقاً.. فلماذا تنتقص منه بالهراء والإهانة؟! صادقٌ مَن قال: «قلبُ الأحمق في فمه، وفم العاقل في قلبه». هل يمكن أن نُحدث تبادل مواقع؟ العقلاء فعلوا! لسانٌ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادهُ***فلم يبقَ إلاّ صورة اللحمِ والدم (الانترنيت) قد يكون صديقاً مخلصاً.. وما أروع صحبة الأصدقاء المخلصين، وقد يكون لصّاً في ثوب صديق.. فالويل هنا من مزالقه ومهاويه.. قد لا يجرّني إلى (السجن).. بل إلى ما هو أخطر من ذلك((8)) .. !
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 7:58
موضة الغرف الخاصّة !
المطالبة بأن تكون لكلّ فتاة أو شاب غرفة خاصّة به، هذا إذا سمحت امكانات البيت من حيث السعة بذلك، لها وجهان: الوجه الأوّل: إيجابيّ، وهو أنّ هكذا أماكن تتيح الشعور بالاستقلالية والاستمتاع بعالم خاص من الهدوء والصفاء، والحفاظ على الأسرار ممّا ينشده الشاب وتبحث عنه الفتاة، وقد يُتاحُ له أو لها أن يستقبلا أصدقاءهما هناك ليتبادلوا الأحاديث الودّية، وربّما أتاح ذلك جوّاً دراسياً طيّباً للتباحث والمدارسة والمذاكرة، نظراً إلى أنّ أجواء البيت عادة لا تكون صالحة لذلك، خاصّة البيوت ذات الكثافة الأسريّة. الوجه الثاني: سلبيّ، وهو أنّ هذه الغرف أصبحت (موضة) وتقليداً، إذ لابدّ من غرفة خاصّة حتى ولو لم تكن هناك حاجات ماسّة كالتي ذكرناها. ففي استقراء لآثار هذه الغرف، اتّضح أنّها لا تُستعمل للأغراض المرجوّة إلاّ نادراً، بل تستخدم لأغراض معاكسة أحياناً. ويزدادُ الطين بلّة حينما يكون هناك جهاز تلفاز وفديو، أو فرع خاص لجهاز الهاتف، ومع شيوع استعمال الهاتف النقّال، تكتسي المسألة خطراً إضافياً، خاصّة مع انعدام الرقابة أو صعوبتها في الأماكن التي ينفرد بها الأبناء.. هذه الغرف تتحوّل ـ في بعض الأحيان ـ إلى ما يُشبه الأماكن المشبوهة.. تُعرض فيها الأفلام الرخيصة أو الممنوعة، وتجري فيها الأحاديث الخارجة عن دائرة الأدب، وربّما كانت مرتعاً لمحذورات ومحظورات أخرى، كالتدخين وغيره. ولأنّ هذه الغرف خاصّة ولا يجوز التسوّر على أسرارها واقتحام خصوصياتها، فقد تُستغل حالة الاطمئنان هذه، والأمن من انعدام الرقابة، لاخفاء مجلاّت داعرة أو صور فاضحة، أو مسكّرات أحياناً، أو شرائط ماجنة، مرئية أو مسموعة.. الخ. الأغراض الخاصّة جدّاً زحفت على الأغراض المباحة في بعض الغرف الخاصّة، فاستولت عليها.. ممّا أصبحت ـ في حالات من هذا القبيل ـ خطراً يتهدّد الشاب أو الفتاة أو الأسرة معاً. ما هو الحلّ؟ الشريعة الاسلامية تحذِّر من اجتماع الجنسين في مكان مبيت واحد حتى ولو كانا أخوين.. إذ لابدّ من الفصل في المنامات.. وهذا ممكن حتى مع عدم توفر أماكن خاصّة كافية.. فلابدّ من العزل بشكل أو بآخر. وإذا كانَ هناك أكثر من أخ وأكثر من أخت فيمكن أن يشتركا في غرفة واحدة، وهذا ممّا يقلِّل من المخاطر المذكورة، ما لم يكن الأخوان شريكين في التستر على بعضهما البعض. كما يمكن أن تُخصّص غرفة منعزلة عن أجواء الصخب البيتيّ لتكون غرفة الدراسة والمطالعة وأداء الفروض المدرسية ومتابعة الانترنيت، المشتركة لكل الأبناء من الطلبة، أي بمثابة مكتبة أو ركن دراسي منفرد. وحتى مع الاضطرار لأفراد غرف خاصّة، أو مجاراةً للعرف السائد، فمن المنصوح به أن تكون الغرف خالية من أجهزة التلفاز والانترنيت ما أمكن، ويمكن أن يشترك أخوان أو أختان في غرفة، مع ضرورة ارتيادها من قبل الوالدين بطريقة لائقة سواء للزيارة أو للتأكد من نظافتها من غير القمامة أيضاً!![center]
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 7:58
معلِّمات البنات !!
لا نتحدّث هنا عن المعلِّمات والمدرِّسات في المدارس الرسميّة أو الأهليّة، بل نشير إلى نوع جديد نسبياً من المعلِّمات، وهي التمثيليات والمسلسلات التي تغزو الفضائيات في الأيام العادية وفي شهر رمضان على وجه التحديد حيث تكون حمّى المنافسة في عرضها واستعراضها، على أشدّها. لماذا أصبحت المسلسلات معلِّمات وربّما أمّهات أيضاً؟ التمثيل منذُ أقدم العصور وسيبقى، العامل الأكثر تأثيراً في تشكيل ذهنية وعواطف المشاهد.. لأنّه يجسِّد المشاهد والمواقف بشكل حسّي ملموس ومنظور ومسموع، فيوحي بالفكرة أو يبثّها ويرسلها مقشّرة أو معلّبة في قالب فنّي جذّاب يستهوي النفوس. أصحاب التجارب (البصرية).. وتُجّار الدعارة باسم الفنّ، يتفنّون في تزريق الأفكار والمفاهيم والسلوكيات المنحرفة في أفلامهم ومسلسلاتهم ممّا قد يفوّت على الشاهد غير الناقد فرصة الرصد والنقد والفرز بسهولة. هل الحلّ أن نمتنع عن المشاهدة؟ هذا حلٌّ سوف لن يجد أذناً صاغية، ولا عيوناً عمياء؟! إنّ الإغراء بالمشاهدة شديد، والتأثير الفنّي على المشاهد قويّ وأكيد.. الدراسات تقول إنّ هناك علاقة طرديّة بين ما يشاهده الشاب أو الفتاة وبين (الانحراف) حتى ان 64 % من البرامج المثيرة (أفلام، مسلسلات، مسرحيات) هي ممّا تشاهده هذه الشريحة، وهي أعلى نسبة مشاهدة، فهي تفوق نسبة مشاهدة البرامج الرياضية والأخرى التوجيهية. مكمن الخطورة في (التقليد) و(المحاكاة) فكما تؤثر أفلام العصابات على الذكور من الشباب لتحدث فيهم اضطرابات نفسية وسلوكية، وبالتالي تؤدِّي إلى ارتكاب جرائم صغيرة أو كبيرة، فكذلك تؤثر الأفلام العاطفية أو الغرامية الملتهبة على مشاعر الفتيات، ممّا ينجم عنه حالات من التورط المؤسف أحياناً.. وقد يقعن ضحايا الانجرار إلى الشهوة نتيجة المشاهد المثيرة لغرائزهنّ((9)). وكلّما زادت (الجرعة) زادت (الجرأة).. كما يقال. تلك قاعدة إعلامية.. تربوية. في دراسة أُجريت على مجموعة من الطالبات الجامعيات في مصر، طُرح عليهنّ السؤال التالي: هل تغيّرت لديك صورة المرأة من خلال الفضائيات، أم لا؟ أكّدت 22 % من الطالبات على أنّ حالة تكرار الشعور بالرغبة الجنسيّة، وضعف الالتزام الديني قد ازدادت لديهنّ. وطالما كانت الجهات المشرفة والمعنيّة بالتوجيه الإعلاميّ تتقصّد ـ أحياناً ـ الإساءة إلى الشباب والفتيات من خلال عروض مخلّة بالآداب والعفّة، فالحلّ إذاً لا يأتي ـ في جانب كبير منه ـ إلاّ من الداخل. وعودة إلى العنوان.. فإنّ الملاحظ، ومن خلال استطلاعات ميدانية أنّ كثيراً من الأمّهات والمعلّمات تنازلن للمسلسلات والأفلام في تربية البنات، فإذا التقى هذا مع ضعف الجانب الثقافي والإيماني والعلاقاتي (نعني صحبة أصدقاء وصديقات السوء).. كانت الطامّة الكبرى! إنّ درساً عملياً واحداً تقدِّمه أمّ لابنتها في صدق ومحبّة وإخلاص لسوف يبقى رفيقاً ملازماً لها حتى آخر العمر، فكم تفرّط أمٌّ جاهلة أو متجاهلة، إتكالية أم متكلة، بدورها التربوي الذي لا يضاهى ولا ينافس، إن هي أوكلت المهمة لغيرها من (الأمّهات) أو (المعلّمات) غير المهذّبات أو غير المسؤولات. وبطبيعة الحال، فليس كلّ انتاج درامي: تلفزيونيّ أو سينمائيّ، هابط وساقط ومنحطّ، فنحن لا نغمط التجارب الفنّية الصالحة حقّها، فهي تغني الثقافة، وتثري حركة القيم في خطّ السلوك، وتعزّز القناعات الأوّلية، وقد ترشد إلى الهدى والخير والاصلاح. إنّ الخلفيّة التربويّة المتينة، وثقافة الشاب أو الفتاة العامّة والأسرية والشرعية، وتقويم السلوك الايجابي واعتماده من خلال البناء الروحيّ والأخلاقيّ، والصداقات الصالحة، والمشاهدة الناقدة، بل المشاهدة الجماعية أيضاً.. من بين أهم عوامل امتصاص الآثار السلبية للمشاهدة التلفازية أو السينمائية أو المسرحية.
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 7:59
يفضِّلونها.. سكرتيرة!!
لم تمنع الشريعة الاسلامية الفتاة أو المرأة من الدخول إلى عالم العمل، لكنّ بعض الأعمال تتطلّب جهداً شاقاً لا يتحمّله إلاّ الرجال، فهي معفوّة منها بسبب طبيعة التركيبة الجسدية للمرأة، ليس إلاّ.. وهذا هو احترام للخصوصية! ولو أرادت الخوض فيها لما مُنعت، فكلّ انسان وما أوتي من قوّة وما لديه من قدرة على الصبر والتحمّل. وهناك أعمال لا يليق بالمرأة أن تدخل ميدانها، لا من جهة احتكارها للرجال، أو من جهة اقصاء المرأة عن ارتيادها، وسلبها حقوقها وامتيازاتها ومساواتها مع الرجل، بل لجهة أنّ لها تأثيراً نفسياً وسلوكياً واجتماعياً عليها. عاملات الاتصالات ـ مثلاً ـ (البدّالات والتحويلات الهاتفية) كثيراً ما يتعرّضن للمعاكسة.. خاصّة إذا أعانت العاملة ـ في هذا الحقل ـ على نفسها، بترقيق صوتها، أو الضحك المغري من وراء الهاتف، أو تقبل الملاطفة من زبون تتكرّر مكالمته.. ومثلهنّ (المذيعات) في التلفازات والفضائيات.. ومثلهنّ أيضاً (المناديات) من خلال مكبرات الصوت أو أجهزة الصوت الداخلية في الأسواق والمشافي والمطارات، حيث يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض.. وهكذا (الممثلات والفنانات) وملكات الجمال وعارضات الأزياء، بل حتى الموظّفات العاديات اللواتي يخرجن إلى العمل وكأنهنّ ذاهبات إلى حفلة عُرسْ.. لقد تحدّثن هؤلاء طويلاً عمّا يتعرّضن له في حياتهنّ الخاصّة أو العملية من معاكسات ومضايقات ومواقف محرجة تصل إلى حدّ التهديد بالقتل والتشويه أحياناً.. قد لا تمنع الشريعة الاسلامية المرأة من العمل كعاملة اتصالات، لكنّها توجِّه وتنبِّه إلى أنّ التزام العاملة بوظيفتها واحترامها لشخصيتها شيء، وبين (إعانتها على نفسها) شيء آخر.. فالآخر لا يمكنه الدخول إذا كان الباب موصداً.. أليس كذلك؟! غيرَ أنّ أخطر الأعمال النسوية على الاطلاق، ليست الأعمال المختلطة مع الرجال، وإن كانت لهذه تأثيراتها السلبية المسجّلة والمرصودة والتي تمّت دراستُها ميدانياً وإحصائياً، وإنّما هي أعمال الخلوة مع الرجال. (عمل السكرتيرة).. عمل خطير جدّاً.. لأنّه يحقِّق مفهوم (الخلوة).. فالسكرتيرة كثيراً ما تخلو برئيسها وكثيراً ما يخلو بها فيقع المحذور أو ما هو قريب من المحذور.. والذئب عادة يفترس الشاة القصيّة عن القطيع!! فبحسب طبيعة هذا العمل المُشكِل، فالسكرتيرة محطّ نظر ربّ العمل ورئيس المؤسسة، وبقدر ما تحقِّق له من درجات الرضا يتمسّك بها.. وغيرُ خاف أنّ الرضا العملي عن أدائها مفردة واحدة فقط، بل حتى التي تلتزم بحجابها وسترها الشرعيّ لا تخلو خلواتها مع صاحب العمل ـ أحياناً ـ من ملاطفات، إذا تمّ تمريرها ـ في مراحلها الأولى ـ فقد تجرّ إلى ما هو أخطر. هذا مكانٌ غير لائق للمرأة بالمرّة.. مهما كانت الأسباب والدواعي التي تدعوها للعمل فيه، لأنّه مخالفة صريحة لنصّ نبويّ وقاعدة اجتماعية مجرّبة: «ما اختلى رجل وامرأة إلاّ وكان الشيطان ثالثهما»! ولذلك قيل: عندما نَحذَرْ.. قد نُخطئ.. ولكن لا نُخدعْ! وقيل في شأن الاتقاء والحذر أيضاً: «ليست القلوبُ الطاهرة التي تتجنّب المطر، بل تلك التي تحملُ المظلاّت»! الاحتراس والاحتراز حسنٌ في حدّ ذاته، والذي يبقى بعيداً عن الماء لا يصاب بالبلل.. وأمّا المياه التي يمكنها إغراق شخص فهي ـ مهما كانت قليلة ـ محيط»! فإن كان ثوبكِ أبيضاً فلا تقتربي من بائع الزيت.. هناك.. مَن يقُلنَ: نحن نعرفُ أنفسنا جيِّداً، ولا يمكن أن نتعرّض إلى سوء أو أذى.. اللواتي يقلن ذلك لا يخدعن إلاّ أنفسهنّ، فليس الُمخاطِر بمحمود وإن سَلِمْ، ومَن يلعب بالنار لا يلومنّ إلاّ نفسه إذا احترق.. ومَن حذّركْ.. كمن بشِّركْ!!
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 7:59
الكتابة السرّيّة :
قد نعذر الشبّان الذين يعيشون في مناطق اضطهاد سياسيّ أو خنق وقمع للحرّيات في أن يعبِّروا بالطرق السريّة عن خلجات أنفسهم ورفضهم للواقع السلبيّ، وتطلّعاتهم لما يحلمون به أو ينشدونه.. فينتخبون طرق الكتابة على الجدران.. أو في قصاصات توضع تحت أبواب الدور.. أو في كتب مكتبة.. أو ما شاكل. قد نلتمس العذر لهؤلاء لأنّهم لم يجدوا وسيلة للتعبير عن دواخلهم سوى هذه الطرق السريّة، ولو أتيح لهم حريّة التعبير عن آرائهم في الصحافة، أو في غيرها لما التجأوا إلى هذه الأساليب التي تبدو مخلّة ومتخلّفة أيضاً. أمّا ما يشيع من كتابة سريّة في بلادنا، سواء على الوجه الداخلي لأبواب الحمّامات أو المرافق العامّة، أو على مصاطب الجلوس في المنتزهات، وعلى مقاعد الحافلات العامّة (الباصات).. من كلمات ورسوم خادشة للذوق وللحياء ومسيئة للقيم والأخلاق.. فلا نجد له تفسيراً سوى الإخلال بنظام الآداب العامّة. فمن الناحية الشرعية، لا يجوز ألبتّة أن تعتدي على المال العام، بالإتلاف والتشويه.. إنّه ليس ملكك، فكيف تتصرّف بما ليس لك بملك وكأنّه ملك خاصّ، علماً أنّه لا يجوز إتلاف المال الخاص والعبث به أيضاً.. هذا اعتداء سافر يمكن أن تُعاقَب عليه.. ثمّ إنّك توجِّه الإساءة إلى مَن يأتي بعدك بأن تفسد عليه مشاعره بترهات وتفاهات وإثارات رخيصة، خاصّة وأنّ البعض قد يغري الآخرين بفعلته الرعناء فيحتذوا حذوه، فيردّدوا عليه بعبارات أكثر خدشاً، ممّا يحوّل الأماكن المذكورة إلى صفحات مهاترة. إنّ الذي يُفرغُ ما في جعبته من بذاءة في حمام أو مرحاض أو (تواليت) لا يختلف عنه وهو يُفرغُ ما في بطنه في حوضها.. والذي يقيء ما في داخله على مصطبة في سيارة أجرة أو نقل عام.. كمن يقيء عليها ما في أمعائه.. وإنّ الذي يشوّه الأماكن النظيفة بقاذورات كتاباته السخيفة، كمن يُلقي القمامة في عرض الشارع الذي فرغت البلدية للتوّ من تنظيفه.. إنّنا ننادي بحماية البيئة والحفاظ عليها رائقة جميلة نظيفة تبعث على الراحة، وتدعو إلى الهدوء والسكينة، فإذا الذي يفعل ذلك يخرّب عليك متعتك وأمنك الاجتماعيّ، ويستفزّ مشاعرك، وقد يتسبّب في هياجك.. ما هذا إلاّ نقصٌ.. في الذوق، ونقصٌ في الحياء، ونقصٌ في الثقافة، ونقصٌ في الدين.. ونقصٌ في الوعي بشكل عام!!
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 8:00
لعبة الحظّ !
عجيبٌ هذا الاقبال المحموم على قراءة الأبراج والفناجين والطالع والتبصير ومعرفة الحظ وما يخبّئ الغد، من لدن الشبان والشيوخ والنساء والرجال. هو شيء ليس بالجديد، بالتأكيد، فالانسان منذ خُلق يتطلّع لمعرفة المجهول والمخبّئ المستور في عالم الغيب الذي لا يقدر على إدراكه أو إبصاره أو التكهّن به.. التنقيب عن الحظّ في جانب منه (اتكالية).. اعتماد كلّي على القوى الخارجية فيما تعجز عن اصابته القوى الذاتية.. كسب من غير جهد مبذول هو تعطيل مقصود للطاقات والعقل والارادة والعزم والسعي.. في جانب آخر، هو (تحذير) فالمعتمدون على الحظّ يأنسون بالأخبار المفرحة والنبؤات السعيدة والمفاجآت السارّة.. صدقت أم لم تصدق هم يؤمّلون أنفسهم بصدقها، وذلك عن طريق تصديقها.. وفي جانب منها، هي التشاؤم والقنوط ومسألة سعد ونحس، خاصّة لمن يتصوّر أنّ له حظّاً عاثراً لا يقوم أبداً. وعند البعض هي ثقافة تقوم على «أُصول».. فقد يحدِّثك أحدهم عن رمية من غير رام، وعن حظ في السحاب وعقل في التراب، وانّه لو اتّجر بالأكفان لما مات أحد، وقد يصنّف الناس إلى اثنين: ناس «تكدّ» وناس «تعدّ»، وإنّ الله أو (الحظ) يرسل الجوز لمن لا أضراس له. فالحظ عند هؤلاء هو (المفتاح السحريّ) و(حلاّل المشاكل) وأنّ حفنة من (الحظّ) خير ـ عندهم ـ من كيس ملآن بالحكمة، وإذا امتلكت الحظّ فذلك أفضل من النهوض باكراً، في ردّ على أولئك الذين يقولون «بارك اللهُ لأمّتي في بكورها» وإنّ الله يرزق المبكّرين، وبالتالي فالقاعدة الذهبية عند البطّالين ممّن يرقبون اصابة الحظ الهدف، هي: إذا أقبلت باض الحمام على الوتد، وإن أدبرت بال الحمارُ على الأسد، فالدنيا إقبال وإدبار، وليست جهداً وكفاحاً وارادة وتخطيطاً.. كلمات من هذا القبيل عند هؤلاء مثار للسخرية والتنذر.. إنّها ثقافة الاتكاليين.. ثقافة (التنبلة).. ثقافة مَن يريد أن يصوّر الحياة عديمة الاختيارات.. وإنّ النفق مظلم، وأنّ الذي (فاز) و(نجح) و(تفوّق) وأحرز التقدّم، لم يكن ذلك باجتهاد منه، بل بضربات حظّ وصدف محضة. الحياة ـ لمن يفهمها بالطبع ـ قائمة على الجدّ والاجتهاد والكدّ والكدح والزراعة والحصاد، ومَن لم يقطف الثمرة بيده فنادراً جداً أن تقع في فمه المفتوح ليأكلها لقمة سائغة، هيِّنة ليِّنة. حتى بطاقات اليانصيب تأتي ضمن عملية اقتراع، فالدولايب التي تدور أرقامُها أشبه بعملية سحب القرعة من بين مجموعة أسماء، ولا دخل للحظّ في ذلك.. وإنّما هي (مشاركة) ووقوع القرعة على أحد المشتركين، ولو لم يشترك لما حاز على الجائزة! بل حتى ذاك الذي جاءته تركة دسمة من عمّته الثريّة بعد أن أبدى لها من العطف والحنان ما لم تنله من أولادها وبناتها.. ربّما قام بذلك لوجه الله لا يريدُ جزاءً ولا شكورا، ولكنّ (إحسانه) هو الذي دفع عمّته لتوريثه، ولم تورِّث غيره! وذاك الذي اشترى متجراً في مكان مغمور، وكان يحسب أنّ له مستقبلاً زاهراً ثمّ انتعشت المنطقة وازدهرت وفتح الله عليه أبواب رزقه.. ليس محظوظاً اعتباطاً، بل مخطّط جيِّد وناضر للمستقبل بعين بصيرة نافذة.. بعض الدراسات النفسية لموضوع الحظّ تشير إلى أن (الارادة) عنصر فعّال في بناء (الحظّ) بما هو خطوة وتوفيق، فهي تخلق لصاحبها جوّاً غنيّاً بالفرص والمناسبات السعيدة، وليس حسنُ الحظّ غير الشجاعة، والعزيمة الناشطة، والفطنة الناجمة عن الانتباه والتعلّم، ومحصلة ظروف نفسيّة وصفات أخلاقية وأدبية ومزايا شخصية.. فقط لا غير. أمّا الذين يقرأون الفال والفنجان والطالع والنجوم، ويدّعون أنّهم قادرون على أن يخبرونا عمّا يحدث في المستقبل فرجم في الغيب، وقد تصيب الحجارة الطائشة رأساً، ولكنّه لم يكن هدفها المصوّبة نحوه! لو كان هؤلاء بهذه القدرة لكانوا اسعد الناس حظّاً، لكنّك تراهم تبحثون عن صيد سهل وساذج مغفّل ليوقعوه في شباكهم حتى يرتزقوا من غفلته ليس إلاّ.. الاعتماد على المصادفة ـ غالباً ـ يقود إلى الخسران، أمّا المعتمد على العقل والتدبير والتشاور والتخطيط والثقة والهمّة، والاستعانة بالله بعد أن يهيِّئ ذلك كلّه، فهو صاحب الحظّ السعيد، وكما يقال فالأرض البور يمكن زيادة انتاجها بالتسميد والتحسين والعناية.. بمعنى آخر: غيِّر نفسَكَ واستعداداتك.. يتغيّر حظّك!!
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 8:00
الحبّ .. شرط أم لا ؟
يُعلِّقُ بعضَ الشباب والفتيات سؤالٌ مهم وحيويّ: هل الحبّ قبل الزواج مطلوب وضروريّ؟ هل هو شرط أساسيّ؟! بعيداً عن الأجواء العاطفية الساخنة التي تخلقها الأفلام والمسلسلات والروايات الغرامية، بل وحتى القصص الوجدانية الواقعية التي تشهد على حالات وتجارب العنفوان العاطفيّ، والتعلّق الوجدانيّ، فإنّ المسألة بحاجة إلى مناقشة هادئة من خلال بضعة أسئلة مركزية تحلّ إشكالية الحبّ قبل الزواج: ـ هل الانشداد والتعلّق العاطفيّ، هو مجرد عواطف عذريّة خالصة، أم أنّه شيء غرائزي له علاقة بالغريزة؟ ـ هل الحبّ هو جنسٌ فقط؟ ـ كيف نظّم الاسلام العلاقة بين الجنسين؟ العواطف العذرية البحتة لا وجود لها في العلاقة بين الجنسين، أي ليس هناك حبّ من أجل الحبّ، بل حبّ لما يستتبع الحبّ، ويؤكِّد علماء الاجتماع، أنّ علاقة الرجل بالمرأة والشاب بالفتاة لا يمكن أن تكون علاقة صداقة بحتة، بل لابدّ أن يدخل عنصر الجنس فيها حتى ولو لم يصل إلى درجة الممارسة! أمّا سؤال: هل الحبّ هو جنسٌ فقط؟ بالتأكيد لا. ولذلك أطلق القرآن على طبيعة العلاقة العاطفية بين الذكر والأنثى صفة (السكن) و(المودّة) و(الرحمة).. وهذا هو الجانب الوجدانيّ الحميم من العلاقة. أمّا الجانب الجنسيّ منها فهو ما أطلق عليه بـ (الحرث) و(الإتيان) و(اللباس) و(التغشية) و(الاقتراب) و(الرفث) و(التماس) أو المماسّة.. إذاً هناك علاقتان: نفسيّة، وأخرى جسديّة، وهما مترابطتان، ولم يسمّ القرآن العلاقة حبّاً إلاّ في مشهد واحد، وهو انجذاب (زليخا) زوجة العزيز إلى (يوسف) جسدياً، حين عبّر عن ذلك بقوله (قد شغفها حبّاً)! فإذا اعتبرنا المصطلح السائد «الحبّ» بأنّه العنصر الجامع بين التعلّق النفسيّ والانجذاب الغريزيّ، فإنّ مساحة الحبّ تتسع لأكثر من التقارب الجسديّ.. فهي (السكن) و(المودّة) و(الرحمة) التي تغطّي مساحة ما قبل وما بعد ذلك، أي الحياة الزوجية في مساحتها الأرحب، وبالمناسبة فهذه كثيراً ما تضفي على الحياة المشتركة دفئاً وأنساً ورونقاً ونكهة خاصّة((10)). كيف نظّم الاسلام العلاقة؟ اعتبر الاسلام أيّة علاقة خارج إطار الشرعية (الزواج) علاقة محرّمة.. فحتى الخطوبة لا تمثل (اقتراناً)، بل هي مجرد تمهيد وإعلان له، وكما قبل الخطوبة، كذلك في الخطوبة لا يجوز اعتبار العلاقة شرعيّة، هذا، وقد حذّر الاسلام من (المثيرات) الغرائزية لئلاّ يقع المحذور سواء صدرت من المرأة أو من الرجل، وطالبَ الاثنين معاً بالالتزام بـ (العفّة). أمّا عند الاقتران، وحينما يحصل الزواج، وحتى لو لم تكن هناك علاقة مُمَهّدة أو تحضيرية، فإنّ هناك عاملين مساعدين على الاطمئنان لمستقبل العلاقة. 1 ـ حسن الاختيار من الطرفين، وهذا بحدّ ذاته يمثِّل حالة توافق وانسجام. 2 ـ لطف الله وعنايته في إدخال (السكن) و(المودّة) و(الرحمة) إلى بيت الزوجيّة. فضلاً عن أنّ فترة ما بعد العقد (الاقتران الشرعيّ) وقبل الزفاف، هي فرصة طيِّبة للانسجام العاطفي الذي لا يحتاج كما يتصوّر بعض الشباب والفتيات إلى وقت طويل، فاحساس الفتاة أنّ الشاب اختارها من بين النساء الأخريات يزرع حبّه في قلبها، وشعور الشاب أنّ الفتاة قبلته زوجاً من بين الشبان الآخرين، يغرس حبّها في قلبه. وبالتقاء الحبّين تنمو مزرعة الحبّ وتتفتّح عن أزاهير تفوح برائحته الزكيّة!
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 8:01
ثقافة «الهمبرغر» !
نظام الوجبات السريعة والأطباق الجاهزة، أصبح نظاماً غذائياً سائداً في الكثير من بلدان العالم، بما فيها بلادنا التي تستورد ما يسوّقه الآخرون، ومن غير تأن ودراسة أحياناً.. «الهمبرغر».. وجبة غذائية سريعة تحملُ حتى في بلدان الشرق اسمها الأجنبيّ «الساندويج».. وهي مفضّلة لدى الكثير من الشبّان والفتيات على المائدة البيتية. من هذا المعنى استُلّ معنى الثقافة الجاهزة والسريعة «ثقافة الهمبرغر».. إنّها الثقافة التي يلتقطها الشبّان والفتيات من مشاهد تمثيلية، أو لقطات عابرة، أو مصطلحات غير ناضجة حتى في أذهان مَن يتداولونها.. وما تبثّه الإعلانات والدعايات، وما تنشره كتيبات عابثة، وما يُطرح في السوق من ألعاب الـ (سي.دي) والـ (دي.في.دي) والـ (بلاي استيشن) التي تزرِّق ثقافة العنف والأنانية والجنس والمال، على طريقة دسّ السمّ في العسل. ثقافة تبدو سهلة وسريعة ومتداولة ولا تحتاج إلى كثير عناء لتعلّمها، بل وتعتبر لدى الكثيرين ثقافة تسلية، فلا يلتفتون إلى رسالة المضمون قدر التفاتهم إلى الإبهار البصريّ والصوتيّ.. العقلاءُ يقولون: الجودة والسرعة قلّما يجتمعان، وما نفعله بسرعة لا نفعله باتقان.. والأوقات الضائعة اليوم أخطر بكثير من الأوقات التي كانت تُضيّع من قبل.. فثقافة الهمبرغر تستنزفُ أوقاتنا بطريقة مقنّنة ومتقنة وعصرية، فلا أحد ـ ممّن يتعاطاها ـ يشعر أنه يضيِّع أو يقتل أو يهدر وقتاً! ونحن هنا نتحدّث عن الوقت النوعيّ بالطبع. ما هي النتائج التي أفرزتها هذه الثقافة الهشّة؟ ـ (بفضلها) بتنا نعتقد التأنّي والتريّث والترويّ في الكثير من أعمالنا وانجازاتنا، وبالتالي فقد افتقدنا الكثير من ممكنات الإبداع والتطور والإدهاش. ـ محاولة الطيران قبل أن نمتلك أجنحة.. ليست فاشلة فقط، بل تؤدِّي في الغالب إلى حوادث مؤسفة.. وربّما كوارث، وقد قيل: العنب المقطوف قبل أوانه، لن يصنع ولا حتى خلاًّ جيِّداً !! ـ لم يعد هناك تدبّر في العواقب، فالإقبال على شيء جديد نزل إلى السوق يكون بطريقة عمياء أحياناً، فالمأخوذ بالجديد كالمأخوذ بالسحر، ونادرون الذين يتعرّفون على مساوئ وأضرار ما يقتنون.. ـ في هذا الجو الانفعالي الاستطراقي الذي تهيمنُ عليه أضواءُ الدعاية، وبريق الإعلان، والإقبال الجماعي الكثيف، تراجعت مقولات مهمّة، من قبيل: «من الأفضل ان تتقدّم ببطء على أن تتراجع بسرعة».. أو «مَن يسير بتأن سوف يصل».. أو «عليك أن تقيس سبع مرّات قبل أن تقصّ مرّة واحدة». ـ وغابت كذلك عمليات (النقد) و(التقييم) و(المراجعة) و(التأنيب) الذاتي، واستشعار قيمة الشيء والاستمتاع به.. ـ (اللذّة) العاجلة هي المعيار الحاكم والمسيطر، أمّا كم من (الثقافة) و(المعرفة) و(التجربة) و(الخبرة) و(الآداب) تحصل من ذلك، فليس مهماً.. فهذه أمور في نظرة (ثقافة الهمبرغر) ينبغي أن تتراجع إلى الخط الخلفيّ. وباختصار، فثقافة الهمبرغر مصمّمة لتحطيم الثقافة الرصينة، ولكن الذين يستسهلون تعاطيها لا يشعرون.. إنّ حبوباً سهلة البلع.. أو كبسولة مضغوطة للفيتامينات المصنّعة لا يمكن أن تعوَّض عن فيتامين واحد طبيعي.. وهكذا الحال بالنسبة للثقافة (المسلوقة) أو المقلبة.. أو سريعة التحضير.. ولبن الأُم أفضل بمرّات عديدة من اللبن الاصطناعي.. فليس كلُّ سهل نافع، ولا كلُّ شائع مفيد ورائع، ولا كلُّ متداول صحيح وصحّي، ولا كلُّ ما يلمع ذهباً.. ولا كلُّ ما يقال في الإعلانات والفضائيات والانترنيت قابل للتصديق.. إنّك عندما تجهل أنّك غرض للسهام التي لا تُدميك ظاهراً، فقد تتساقط عليك بالجملة وأنت تحسبها حبّات مطر ناعمة، وقد لا يشعر بها البعض ألبتة، فالمستغرقون في الشيء المنهمكون فيه يغيبون عمّا حولهم لدرجة الانقطاع!!
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 8:01
نفورٌ من النصائح!!
شرائح واسعة من الشبّان والفتيات ينفرون من النصيحة ويتذمّرون منها، ويعتبرونها تقييداً لحريّاتهم.. وقد يردّ بعضهم بشيء من الجفاء: وفِّر النصيحة لنفسك.. أو إنّني أعرفُ ما ينفعني ويضرّني فلا حاجة لنصيحتك.. هذه الظاهرة أكثر من مؤسفة ليس لأنّها تغلق الباب بوجه النصيحة التي كان البعض من العقلاء يطالب بها بالحاح، وهو مستعد أن يدفع مقابلها ثمناً باهضاً حتى قيل: «النصيحةُ.. محمل» تقديراً لقيمتها، وإنّما لأنّها ترسم معالم مرحلة من الانفلات لم يعد فيها للوعظ والنصيحة والارشاد قيمة في نظر الزاهدين بها على الأقل. والحال أنّ أشدّ الناس حاجة إلى النصيحة، أشدّهم تأفّفاً منها! السببُ في رفض النصائح واضح.. لأنّها تستبطنُ أو تستظهرُ نقداً، وقد تُزعج المنصوح لأنّها تطالبُه بتغيير ما اعتاد عليه، أو استعذبه واستمرأه.. أو لأنّه يشعر بغرور فارغ وهو أنّه فوق النصيحة وأعلى من الوعظ، وحسبُه أن يتبع رأيه الخاصّ. ولكنّنا ـ كما طرحنا في البداية ـ نريد إعادة الاعتبار للنصيحة، بعد أن نعيد النظر في أثرها وقيمتها في حياتنا.. في الآثار تشديد على أنّ الأفضل من بين الآخرين، هو الذي يحضك النصيحة، لأنّه إنّما يريد بذلك الخير لك وكأنّك نفسه فكما يحبّ لنفسك يحبّ لك، ولذلك فالنصيحة لا تصدرُ عن عدوّ أو مُبغض! «خيرُ الأعوان والأخوان أشدّهم مبالغة في النصيحة»! وقيل كذلك: «مَن أحبّكَ نهاك، ومَن أبغضكَ أغراك»! إنّني عندما أستجيبُ لنصيحتك أُعينك على مساعدتي في تفادي ما أنا فيه، ولذلك دوّن النصيحة التي يقدِّمها لك شخص يحبّك حتى ولو لم تعجبك كهديّة.. عسى أن يأتي اليوم الذي تحتاجها فيه.. وهو آت لا محالة. النصيحة تأتي في وقت لتمنع المزيد من التداعي، فهي كالحاجز الذي يحول دون الانزلاق في الهاوية، أو كالدواء البسيط الذي يمنع مرضاً واهماً قد يستفحل لو تُرك بدون مداواة.. في الحديث الشريف: «مناصحُك مشفقٌ عليك، مُحسنٌ إليك، ناظرٌ في عواقبك، مستدركٌ فوارطك((11)).. ففي طاعته رشادُك، وفي مخالفته فسادُك»! فإذا قرّرتُ أن أتبع رأيي الخاص ولا آخذ بنصائح الآخرين، فعليّ أن أتحمّل العواقب وحدي.. ويالها من عواقب وخيمة.. فالذي ينصحني بعدم دخول غابة فيها وحوش مفترسة يريدُ نجاتي، فإذا خالفتُهُ ودخلتُها فلا ألوم إلاّ نفسي.. وما جدوى الندم بعد أن أكون طعمة لوحش أو مُطارَداً من قبله؟! نعم، لطريقة وأسلوب النصيحة دورٌ في تقبّلها، فقد لا نهرب من النصيحة كنصيحة، بل للأسلوب الذي تُصاغُ أو تُطرَح به، ولذلك فمن المنصوح به القول: «إذا وعظتَ فأوجز».. أي كن رفيقاً خفيفاً في نصيحتك ولا تثقل على المنصوح بقائمة طويلة من النصائح.. وقيل: «مَن وعظ أخاه سرّاً فقد زانه ومَن وعظَهُ علانية فقد شانه»! لأنّ النصائح السرّية تعبِّر عن حرص الناصح وحبّه، لأنّه لا يريد أن يفضح المنصوح أمام الآخرين.. والنصيحةُ عند الطلب والحاجة إليها، أفضل من النصيحة (تطوّعاً) لأنّها تكون ـ في الحالة الأولى ـ موضع حاجة فعليّة في نفس طالبها، فيسهل تقبّلها أو الأخذ بها. وأقدر النصائح على النفوذ إلى القلب تلك التي تخرج من القلب ومن عمق التجربة والمعاناة، والتي كان الناصحُ قد انتصح بها أوّلاً. «لقمان الحكيم» كان يُقدِّم النصائح والمواعظ الثمينة والنفيسة لابنه، لأنّه حبيبه ونفسُه وأولى الناس بهداياه، ولأنّ ابنه كان ذا أذن واعية، مستعداً لتقبّل النصائح والعمل بها، شعوراً منه أنّها مترشحة من قلب أب محبٌّ لا يريد له إلاّ الخير والصلاح، وصادق لا ينصح ابنه إلاّ بما سبقه إلى الانتصاح به!!
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 8:01
جوقة (الهيصة).. و (الفرفشة) !
للفرح في حياتنا مكانه وأسلوبه التعبيريّ الخاص.. أي أنّ له طرقه المعبّرة عنه.. ومخطئٌ مَن (يحظر) على الشباب والفتيات التعبير عن أفراحهم وتمتعهم بأيّام شبابهم بما يُدخل السرور إلى قلوبهم ويشرح صدورهم ويزيد من حيويتهم.. ففي حياة كئيبة يحيطها الملل والضجر من كلّ حدب وصوب، ويواجهها التجهّمُ والقنوط والإحباط من جميع الجهات، نحاولُ أن نقتنص ولو بعضَ وقت للخروج من الدائرة المغلقة، والأماكن التي فسد هواؤها لنستنشق هواءً نقيّاً، ونُمارسَ ملذّاتنا في غير محرّم، فأوقات السرور ـ كما يقال ـ خِلسة، أي أنّنا نختلِسها اختلاساً، وهي مجددة للنشاط، وباعثة على التجديد، ومقلّلة لنسب الإصابة بالغم والكآبة.. إنّها تعملُ كمضاد حيويّ للسموم النفسية ومطهر داخليّ لسخام الآلام والأحزان. إنّنا، هنا، لا نتحدّث عن الفرحة والبهجة المشروعين والمعبّر عنهما بالضحكة والبسمةِ والنكتة والدعابة وجلسة السمر والنزهة البريئة.. فالفرح المذموم هو فرح البَطرِين المبالغ فيه، والذي يُخرج الانسان عن طور إنسانيته تماماً كالثمل السكران الذي يترنّح تحت وطأة الخمرة.. ما يستوقفنا هو هذه الجوقات من العاطلين التي تبحث عن فرص (الهيصة) وتفتش عن مواطن (الفرفشة) وإذا لم تجدها خلقتها اختلاقاً، فالفرفشة عند البعض هدف بحد ذاتها.. واللاّفت أنّ هؤلاء لا يتورعون عن ارتكاب المخالفات الشرعية والذوقية الخارقة للضبط والتهذيب الاجتماعي فيما يسمّونه أفراحاً ومسرّات، وشعارهم: دعنا نبتهج إلى أقصى حدّ.. إنّه شبابنا الذي لا يعود! ومرّة أخرى، لسنا ضدّ الفرح والأفراح والفرحين، وإلاّ لما كانت الأعياد والمناسبات السعيدة، والمفاجآت السارّة.. إنّنا ضدّ أن يتحول الشبان إلى جوقة من المهرّجين، وأن يستغرقوا في أجواء (الهيصة) في مناسبة وفي غير مناسبة.. إنّ واحدة من ضوابط أخلاق الشاب المسلم أنّه لا يفقد وقاره حتى وهو يعيش المرح، ولا يسبب إزعاجاً للآخرين وهو يستمتع مع أقرانه من الشبّان. افرحوا أيُّها الشباب.. وابتهجن أيّتها الفتيات، وتمتعوا بشبابكم بما هو متوازن ومعقول.. أمّا الخروج عن حدود الأدب واللياقة والتهذيب الصراخ والعربدة والصفير والازعاجات الليلية، والتجاوزات الأخلاقية، فهو ما لا يقرّه عاقل يحترم عقله، أو متدين يراعي التزاماته الدينية، أو انسان يحرص على لياقاته الاجتماعية..
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 8:02
حمى الموضة !!
باتَ الخروجُ بنفس اللباس الذي ارتداه الشاب بالأمس منقصة.. وكانت مثل هذه الحالة ـ فيما مضى ـ مقتصرة على الفتيات.. حيث يتحرّجن من الذهاب إلى مكان عام بثوب سبق لصديقاتهنّ أو رأينهنّ يرتدينه ذات مرّة.. وكم أوقعت هذه الحالة المؤسفة بعض الفتيات في المحذور حتى يتسنّى لهنّ أن يتباهين بملابسهنّ وزينتهنّ الفاخرة والجديدة في كلّ مجلس، وهنّ لا يرتدينها إلاّ مرّة واحدة فقط، أو بضع مرّات! انتقال الظاهرة إلى الشبّان بدرجة أو بأخرى، يعني فيما يعنيه أنّ الانكباب على المظهر بات يشكِّل هاجساً مقلقاً، وعبئاً مالياً إضافياً، و(قيمة) بحدّ ذاته. أمّا الذي ينبري للقول: ليس الجمالُ بأثواب تزيّننا***إنّ الجمالَ جمالُ العلمِ والأدبِ فقد لا يتهم بالتخلّف والرجعيّة، بل قد يرجم بالحجارة! الغريب أنْ لا بعض الشبان ولا بعض الفتيات يعرفون أنّ الجمال المستعار، أو الزينة الظاهرية، مهما بدا ثميناً وجذّاباً، لا يعادل الجمال الحقيقي في قيمة أخلاقية أو علمية، أو خصلة حسنة، أو سلوك قويم يتمتع به الشاب أو الفتاة. تهافت غريب، وتكالب عجيب على أسواق الموضة، ومحلاّت الموضة وبرامج الموضة.. يدعونا كشبّان واعين متنورين أن نعيد النظر فيما يقلب النظر أو يصرفه عن الوجهة التي يُفترض أن ينظر إليها.. الملابس ـ على أنّها زينة ـ لكنّ التكلّف الباذخ فيها يشير إلى ضعف عقليّ، وخطأ في الحساب، وتقدير لما هو مقدّر بدرجة معيّنة بأكثر ممّا يستحق وإضعاف ما يستحقّ، ألم يقل ذلك الحكيم: «لا تنخدع باللباس أو المظهر، فمن أراد البحث عن اللؤلؤ فليغص إلى الأعماق»! قد يكون للباس ـ أحياناً ـ أثر سلبيّ على الأخلاق، ولهذا حُرّم لبس الحرير والذهب على الذكور لأنّها مدعاة للخيلاء والتبختر والتعالي، والمربيّ الاسلاميّ يسعى لإبعاد الشاب المسلم عن حالات الميوعة والبطر والاغترار بالقشور. كما أنّ للملابس الرثّة تأثيراً نفسياً سلبياً على لابسها، لذلك كان التأكيد على نظافة اللباس حتى ولو كان عتيقاً. نرجو أن لا يُفهم من هذا أنّنا نريد أن يخرج شبابنا بهيئة مزرية وهندام مهمل.. أبداً، وإنّما التحذير من شدّة الانشداد إلى المظهر والتكالب عليه بما نتناس معه أنّ هناك جوهراً أجدر بالتجميل والتكميل، أو على الأقل أن نوليه من اهتمامنا ما نوليه من لباسنا: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً، ولباس التقوى ذلك خير)((12)). ملاحظـة: هناك خدعة تجارية نُلفت النظر إليها.. ليس هناك لباس (حيّ) وآخر (ميت).. فمصمّموا الأزياء اخترعوا هذه (الكذبة) أو الأكذوبة حتى يروّجوا لبضائعهم الجديدة، وإلاّ فالواقع يكذِّبهم، بدليل أنّهم يعودون بين فترة وأخرى للموضات القديمة، بل إنّ الموضة القديمة تسير جنباً إلى جنب الموضة الجديدة.. والغريب أن أحداً لم يلتفت إلى كذب هؤلاء ليفضحهم، أو يحذر ـ على الأقل ـ من خدعهم وألاعيبهم، فقد يُنتجون أشياء بشعة أو مقرفة.. لكنّ الاقبال عليها يجعلها «جميلة» في نظر المخدوعين والمخدوعات ممّن يلهثون وراء الموضة والتقليعات.. إنّنا نربأ بشباننا وفتياتنا أن يُستدرجوا بهذه الطرق التجارية والدعائية المبتذلة..
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 8:03
اللاّ أُباليون!!
لا نريد أن نشنّ هجوماً ظالماً.. فالطبيب الجرّاح الذي يبضِّع جسد المريض الذي يحتاج إلى عملية جراحية ليشفى.. ليس (عدوانياً) ولا (سادياً) ولا مخبأ للتلذّذ بآهات وصرخات المريض. هناك شرائح شبابية آخذة بالاتساع.. ألقت الحبل على الغارب حتى مات أو انعدم أو ضعف الاحساس لدى بعضهم لدرجة أنّ ما يجري في أوطانهم وعلى أمّتهم لا يعنيهم بحال.. وكأنّهم يعيشون في جزر مقطوعة لا تربطها رابطة بالمحيط الذي تتلاطم أمواجه.. هذا الضمور في حاسّة الانتماء قد يكون مردّه إلى ما يعانيه الشبّان من قمع واضطهاد وحرمان في بلدانهم.. فهو (ردّة فعل) وليس (فعلاً).. ولكنّه ليس دائماً كذلك.. إنّه نوع من خمول الضمير وبلادة الاحساس أحياناً.. الشعور بالمسؤولية اكتسابيّ.. ينشأ منذ الطفولة وينمو ويترقّى بالممارسة.. نقطةُ انطلاقه من المشاركة الوجدانية في البيت مع الأهل، وفي الروح التعاونية في المدرسة مع الأصدقاء.. ثمّ يتطور إلى الإحساس الوطنيّ ليس في اجتناب كلّ ما يسيء إلى أمن الوطن في الداخل، وسمعته في الخارج، بل بما يلبّي احتياجاته الأساسية من خبرات واختصاصات وطاقات بناء ونماء ورفعة. ثمّ تتسع الحالة لتشمل الإحساس بالانتماء إلى الأمّة المسلمة، فكلُّ مسلم أخي وإن لم أتعرّف إليه عن كثب.. ما يصيب من أذى يصيبني، وما يحققه من مكاسب وإنجازات وانتصارات يشملني حتى ولو لم يدخل ذلك في حسابي المباشر.. جميلٌ ما نشاهده من تعاطف في شتى الأقطار مع قضايا الأمّة إن على صعيد التصويت والتأييد والمباركة والتعبئة (مع) أو (ضد).. كما في التصدّي للاهانات التي يتعرّض لها الدين الاسلامي ونبيّ الاسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) ومقدسات المسلمين وأحكامهم الشرعية، فالوقفة المشرّفة ضدّ المدارس التي منعت الطالبات المحجّبات من ارتياد المدارس باللباس الشرعيّ، والأخرى في رفض شراء البضائع من البلدان التي تهزأ أو تستخف بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت ذرائع واهية والتنادي إلى رفض وشجب العدوان على هذا البلد أو ذاك.. كلّها مظاهر وتجليات رائعة تدلّ على أن العرف الاسلاميّ لا يزال ينبض رغم محاولات خنقه واسكاته المتكررة.. في هذا الجوّ المحموم والتحديات العاصفة، لا يزال هناك من لا تشكِّل هذه القضايا والأحداث بالنسبة له همّاً أو اهتماماً، وكأنّه يقول بروح أنانية: البعيد سعيد.. وأنّ الذي يقع خارج داري من حرائق لا يعنيني لأنّه لا يصلني.. فيصمّ سمعه. فلا يريد أن يسمع أنّة متألِّم أو صرخة مستغيث، ويدير وجهه فلا يريد أن يرى منظراً يخدش مشاعره أو يقلق راحته أو يُحمِّلهُ مسؤوليةً ما. هل يمكن ـ وأنت مسلم ـ أن ترى حريقاً يشبّ في بيت جارك وأنت واقف تتفرّج؟! هل يمكن أن تسمع في الاذاعة أو التلفاز أو في صحيفة ما دعوة للتبرّع بالدم لمريض في حالة خطرة، وأنت قادر على التبرّع.. وتغضّ الطرف؟! هل تسمع استغاثة انسان في حالة غرق، وبامكانك إنقاذه وتتركه لفم الأمواج تبتلعه؟! البعض من الشبّان يضحّي بنفسه مؤثراً حياة الآخرين على حياته.. والبعضُ منهم غير مستعد للتضحية بأدنى جهد بسيط ليرفع ظُلامة.. أو يدافع عن حقّ.. أو في الحدّ الأدنى، يتعاطف تعاطفاً انسانياً، ويشارك مشاركة وجدانية .. !!
a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
موضوع: رد: اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون الخميس 22 نوفمبر 2007 - 8:03
البرامج الشبابية((13)).. نظرة نقدية:
في التقييم العام.. تُسعدنا أيّة بادرة أو محاولة مخلصة باتجاه الاهتمام بالشباب، وإلاّ فليس كلُّ ما يُقدَّم إلى الشباب (شبابيّ).. وليس كلُّ شبابيّ زاد صحّي وصالح.. فما أكثر ما يقدَّم باسم الشباب وهو يسيء لهم عامداً أو غير عامد. نحنُ مع البرنامج الذي يستهدف الارتقاء بوعي وثقافة وتديّن والتزام واحترام الشاب أو الفتاة لقيمهم وأخلاقهم وآدابهم العامّة، بل نثمن عالياً أي برنامج في فضائية أو زاوية أو صفحة في مجلة، أو موقع أو صفحة على الشبكة المعلوماتية (الانترنيت) تضع الله نصب عينيها إذ تضع الشباب في صلب اهتمامها.. فهؤلاء هم وصيةُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).. وهم براعم الأمل التي ستتفتح ـ عمّا قريب ـ عن أزاهير مختلفة اللون والرائحة لتصنع حديقة الوطن الجميلة.. هناك فعلاً برامج بالمستوى المطلوب، أو تسعى لأن تكون كذلك في جدّية ومضامين ما تقدِّمه من مواضيع ومعالجات تلامس حياة الشاب في الصميم، ولسنا في معرض الدعاية لبرنامج بعينه، بل نحاول الاتفاق على خصائص البرنامج المعبّر عن هموم وتطلّعات الشباب، ولا نقول (الناجح).. فالبرنامج المعبّر عنِّي ـ أنا الشاب أو أنا الفتاة ـ هو برنامج ناجح حتى ولو لم يُجر استطلاعاً للرأي بشأنه! البرنامج الذي يتعاطى مع هموم ومشاكل الشباب، لا من موقع المغازلة والتناغم والتملّق، بل من موقع الاحساس بالمسؤولية عن رفعها وتخفيفها، باللقاء بالمسؤولين المباشرين، بعد اللقاء بعينات شبابية تُفصح عن ابعاد تلك الهموم والمشاكل.. البرنامج الذي المسؤولين وجهاً لوجه أمام مسؤولياتهم في الخطأ والتقصير.. برنامج شبابيّ! البرنامج الذي ينقل صوراً حيّة عن تجارب وخبرات شبابية رائدة أو ذات لفتة معنوية، أو يسلّط الضوء على شباب عصاميين بنوا أنفسهم بأنفسهم.. برنامج شبابيّ.. ومؤثر أيضاً.. البرنامج الذي يصحِّح الأخطاء الشائعة، ويضع المفاهيم المتداولة في أوساط الشباب في نصابها الصحيح.. برنامج صحّي حتى ولو لم يتحدّث عن التغذية الصحّية! البرنامج الذي يرصدُ (العالي) من اهتمامات الشباب، فيرفعه ويرفده ويعضده ويغذِّيه، ويناقش (الكمالي) بشيء من الشفافية والواقعية، سيكون له موقع لائق في نفوسهم، حتى ولو كانت البرامج التي تخاطب (السفليّ) من الاهتمامات والاحتياجات تستقطب البعض وتغزو المواقع والفضائيات.. البرنامج الناصح.. الصادق.. الأمين.. الذي يلتقط الظواهر الشبابية المؤسفة، لا ليجعل منها مادة إعلامية تسدّ النقص في الأزمة البرامجية، بل ليُسائل كلّ مَن يقف وراءها: من أُسر متنكّبة عن مسؤولياتها، ومدارس تتراجع التربية إلى المقام الثاني بعد التعليم فيها، ومثقفين يحلّقون في فضاءات بعيدة.. وعلماء منهمكين فيما هو (أهمّ) في نظرهم.. برنامجي أنا المشاهد الشاب أو الفتاة، حتى وإن كان معدّه غيري!! قد يسأل بعض القُرّاء.. لقد قُلتم (نظرة نقديّة) فأين النقد.. نقول له: لقد فعلنا!! وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين