a7la klam
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

a7la klam


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اسم الكتاب: التوبة هدم بناء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Empty
مُساهمةموضوع: اسم الكتاب: التوبة هدم بناء   اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Icon_minitimeالثلاثاء 20 نوفمبر 2007 - 8:59

1 ـ التوبة لغة و شرعاً و محتوى

التوبة:ترك الذنب على أجمل الوجوه،وهوأبلغ وجوه الاعتذار،فان الاعتذار على ثلاثة أوجه:-
اما أن يقول المعتذر لم أفعل.أو يقول فعلت لاجل كذا.أو فعلت،وأسأت،وقد اقلعت،ولا رابع لذلك، وهذا الاخير هو التوبة.
والتوبة في الشرع: ترك الذنب لقبحه، والندم على ما فرط منه، و العزيمة على ترك المعاودة و تدارك ما أمكنه أن يتدارك من الاعمال بالاعادة، فمتى اجتمعت هذه الاربع فقد كملت شرائط التوبة.
وتاب الى الله: تذكّر ما يقتضي الانابة، نحو:
(فَتُوبُوا الى اللهِ جميعاً).(النور/ 31)
(أفلا يتوبون الى الله).(المائدة/ 74)
«و تاب الله عليه» - أي قبل توبته منه -.
والتائب: يقال لباذل التوبة، ولقابل التوبة.
فالعبد تائب الى الله. و الله تائب على عبده.
والتوّاب: العبد الكثير التوبة، وذلك بتركه كل وقت بعض الذنوب على الترتيب، حتّى يصير تاركاً لجميعها. وقد يقال لله ذلك لكثرة قبوله توبة العباد حالاً بعد حال، وقوله: (ومن تاب وعمل صالحاً فأنه يتوب الى الله متابا)أي التوبة التامة، وهو الجمع بين ترك القبيح وتحري الجميل: (عليه توكلت و اليه متاب، أنه هو التواب الرحيم)(1).
فمعنى التوبة إذن في لغة العرب هو الاعتذار عن فعل القبيح، بالاعتراف بالفعل، والتعهد بالترك، و عدم العودة.
وهي أعلى مراتب الاعتذار و الاستقامة والتبرؤ من الفعل.
والتوبة بمعناها الشرعي هي: (الرجوع من المعصية الى الطاعة، بقصد القربة المطلقة الى الله سبحانه).
وينطبق هذا الرجوع، أو التغيير على كل ما يمكن أن يصدر عن الانسان من أفعال وأقوال ومواقف، وما يحمله من أفكار ومشاعر و أحاسيس.
والتوبة بتحليلها الواقعي، هي انتقال و تحول في خط الحياة وطبيعة السلوك; لانها نتاج تغير نفسي وفكري جذري يحدث في أعماق الانسان.
وقبول التوبة في واقعه يعبر عن حب الله لعباده، وكمال صفات العفو والرحمة لديه سبحانه.
وهي تعبر عن ارادة الله الخيرة، واستمرار فيوضات اللطف والخير وشمولها لمسيرة الانسان; ليندمج في مسيرة الخير كما خرجت من يد بارئها، بعيدة عن الانحراف والتيه والتردي في متاهات الشر والانحراف.
والتوبة في مشروعية وجودها، وقبول الاثار المترتبة عليها; تحكي لنا عن عظمة قدرة الله، وامكان تصرفه في الكون، وفي الاثار العملية التي ينتجها الوجود، وعن قدرة الله سبحانه على حذفها من داخل اطار الترابط الكوني والانتظام الوجودي من ان تختل موازنة الفعل والنتيجة المترتبة عليه.
فهو سبحانه جعل - بحكمته - الذات الانسانية مبدأ للفعل الانساني .. فالفعل يبدأ من التصور، فالميل النفسي نحو الشيء المراد فعله، ثم اختياره و العزيمة على أدائه و إيقاعه تمهيداً لحدوثه وانتظامه في سلسلة الاسباب والنتائج الكونية العامة.
وبذا يبقى تحمل الانسان لنتائج الفعل مستمراً، بمالَهُ من ارتباط فكري ونفسي، وجهد جسدي في تجسيده واخراج ماهيته إلى حيز الوجود والاشهاد، فتبقى الصلة قائمة بين الفعل والانسان الفاعل، بما للفعل من أثر انطباعي على النفس وتحقق موضوعي سلبي خارج على ارادة الخير .. كامتداد لذات الفاعل و ارادته; ولذا فإنَّ أحدا لايملك قبول التوبة التي هي إبطال أثر الفعل والاعفاء من المسؤولية بعد الحدوث; إلاّ الذي خلق الاكوان وانظمتها، وإلاّ الذي يستطيع أن يتصرف بها ويقهرها، فيمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء. قال تعالى:
(أنّما أمرُهُ اذا ارادَ شيئاً أنْ يقولَ لَهُ كُنْ فيكونُ)(يس/ 82)
وقال تعالىSadإنَّ اللهَ يفعلُ مايُريدُ)(الحج/ 14)
والتوبة من الله سبحانه على العباد هي: قبول الاعتذار من الانسان، ومحو النتائج المترتبة تكوينيا وجزائيا على الانسان; قال تعالى:
(انّ الحسناتِ يُذهبْنَ السيئاتِ ذلكَ ذِكرى للذّاكرينَ).(هود/ 114)
فجعل سبحانه من جملة نظام النفس والسلوك أنَّ ارادة الخير والامتداد السلوكي لها قادرين في عالم الوجود الفعلي على حذف ما وقع من ارادة الشر وتجسيدها في العالم الخارجي بعد إذنه و مشيئته. ولولا تشريعه سبحانه بلطفه ورحمته للتوبة،لما كان بمقتضى منطق الوجود التكويني أن تكون هناك توبة،ولكان تحمّل الانسان لنتائج فعله متسقاً مع قواعد العدل حتّى مع ندم الانسان وتراجعه وتوبته.
لان الفعل وقع من الانسان، والنتيجه لابد أن تترتب، ولامجال في عالم التكوين الى الحذف والتخلص; لان الافعال قد وقعت، وأصبحت وجودا احتواها الكون وضمها الى سجل تحققاته، بعد أن كانت امكانا ينطوي في ضمير الانسان، وينزوي في بعض جوانبه.
وما أروع دعاء الامام علي بن الحسين (عليه السلام) وهو يضيء جوانب هذه الفكرة، ويزيدها وضوحاً، ويملؤها غنى وثراء بالفاظه وتعابيره حينما كان يردد:
(لا ينكر يا الهي عدلك ان عاقبته،ولا يستعظم عفوك ان عفوت عنه ورحمته)(2).وقوله(عليه السلام):«ما استوجبتُ بذلك محو سيئة واحدة من سيئاتي،وإن كنتَ تغفر لي حين استوجب مغفرتك،وتعفو عني حين استحق عفوك،فإن ذلك غير واجب لي باستحقاق،ولا أنا أهل له باستيجاب،إذ كان جزائي منك في أول ما عصيتك النار،فإن تعذبني فأنت غير ظالم لي»
وتلك حقيقة توصلت إليها الابحاث و الدراسات العلمية الحديثة، حيث أثبتت أن كل فعل يصدر في هذا الكون سواء من الانسان أم غيره، فانه يترك اهتزازا وحركة موجيّة. تبقى تتردد في هذا الكون ما زال قائماً، لان الكون عبارة عن جهاز تسجيل يحتفظ بكل ما يحدث فيه، من فعل وحركة.
وقد سجل القرآن الكريم هذه الحقيقة المرتبطة بالوجود الكوني للفعل بقوله: (وَوُضِعَ الكتابُ، فَتَرى الُمجرِمين مُشفِقينَ مِمّا فيه ويقولونَ يا وَيلَتنا مال هذا الكتابِ لايُغادِرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلاّ أحصاها، وَوَجدوا ما عَمِلوا حاضراً و لايَظلمُ رَبُّكَ أحدا). (الكهف/ 49)
(يومَ يبعثُهُمُ اللهُ جميعاً فَيُنبِّئُهم بما عملوا أحصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ واللهُ على كلِّ شيء شهيد). (المجادلة/ 6).
(إنّا نحنُ نحي الموَتى ونكتُبُ ماقدَّموا و آثارَهُم و كل شيء أحصيناهُ في إمام مُبين). (يس/ 12)
(هذا كتابُنا ينطِقُ عليكم بالحق انا كُنَّا نستنسِخُ ما كنتمْ تَعمَلُون ).(الجاثية/ 29).
وبذا لم يكن الانسان مستحقاً لقبول التوبة،وليس واجباً على الله قبولها،لانَّ الاصل في عالم الوجود هو الانتظام بخط سيره والاعتصام بقوانينه،أما الانحراف والشذوذ فانه يؤدي الى ما يعاكس هذه الارادة،ويبقى وجودا شاذا،ونشازا ينطق بالشهادة على فاعله..فليس واجباً على الله بعد الرسل والنذر والبيان والايضاح،أن يحذف للانسان خطيئته هذه،أو يلغي آثارها وجزاءها.
ولكن لطف الله ورحمته شاءت أن يتفضل على عباده، و يرفع عنهم نتائج افعالهم، ويحذفها من سجل الوجود; فيخاطبهم بقوله الحق الرؤوف:
(قُل يا عبادِيَ الذينَ أسْرَفوا على أنفُسِهمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحمةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغفِرُالذُنُوبَ جميعاً إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَحيم)(الزمر/ 53)
وكم كان دقيقاً توضيح الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)لهذه الحقيقة حين قال: اذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه، فسئل الامام، وكيف يستر عليه: قال: ينسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه، ويوحي إلى جوارحه، وإلى بقاع الارض أن اكتمي عليه ذنوبه، فيلقى الله عزوجل حين يلقاه،وليس شىء يشهد عليه بشيء من الذنوب(3).
وان في هذا الحديث، و في الايتين السابقتين، لتأكيدا على علاقة الفعل الانساني و ارتباطه بالكون وبالعالم من حوله ارتباطاً تكوينياً بعد حدوثه، اضافة إلى العلاقة العقلية والنفسية بالنسبة لفاعله.
وقد عبر الحديث عن القوة التي تسجل هذا الاثر وتحفظه بالملك(4)، كما أكد ان الكيان الجسمي للانسان باعتباره وجودا طبيعيا، وبقاع الارض التي هي البعد المكاني لتجسيد الفعل عليها فانها جميعا تتأثر بالحركة والفعل فتسجله وتحويه صيغة أثرية منطبعة.
وبالتوبة تتم براءة العبد إلى مولاه من فعله السيء هذا فيمحو الله هذا الاثر الفعلي بعد اضطراب أصله النفسي والعقلي عند الانسان وانسحابه منه، فيلغى من صفحة الوجود بارادة الهية قاهره فوق انظمة الوجود; وقانون عمله، فيتوقف أثره، ولا يلزم الانسان بتبعاته; فتنخفي الافعال والاثار من صفحة الوجود والحفظ، رغم حدوثها، يوم يُلقي الكون بصفحة الاثار ومدونات النشاط الانساني التي أحصاها آثارا و حوادث كونية منطوية في ثناياه، فيعيد إلقاءها في نهاية الشوط حقائق ذات طبيعة انسانية كما وقعت:
(واذا الصُحُفُ نُشِرَتْ ). (التكوير/ 10)
(وأمّا مَنْ أوتيَ كتابَهُ بشِمَالِهِ فَيقُولُ يا ليتَني لَمْ اُوتَ كِتابِيَه ).(الحاقة/ 25)
(إقرأ كتابَكَ كفى بِنَفسِكَ اليَوْمَ عَليكَ حسيبا). (الاسراء/ 14)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Empty
مُساهمةموضوع: رد: اسم الكتاب: التوبة هدم بناء   اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Icon_minitimeالثلاثاء 20 نوفمبر 2007 - 9:00

2 - التوبة بين الصفات و الاثار

ما أروع كلمة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)وهو ينقلها عن رب العزة، وما أعمق مدلولها ، وأبعد غورها، وأرحب آفاقها، وأوسع مداراتها: (لااله إلاّ الله حصني فمن دخل حصني أمن عذابي)(5).
فلو عرف الانسان المسلم معنى كلمة «لا اله إلاّ الله» على حقيقتها، و استوعب مفاهيمها ومحتوياتها، وأدرك أثرها في حياته و ارتباط وجوده بها، وتعلق عالمه بحقيقة انطباقها، لادرك ان كل شيء في هذا الوجود قائم «بلا اله إلاّ الله» ومتجه إليه.
ويجهل الكثير منا، وحتّى البعض من اولئك الذين يحفظون اسماء الله تباركت أسماؤه، ويعدِّدون صفاته، وأفعاله، ويدرسون علم التوحيد بنصوصه و قواعده، ويتحدثون عن اشراقات ذات الله، وفيوضات رحمته، وتعلق الوجود بقدرته ... حتّى اولئك، يغيب على الكثير منهم ، الكثير من حقائق الاثار المتجلية عن كلمة لا اله إلاّ الله.
فلو انفتحت أبعاد النفس على هذه الافاق الرحبة، واستوعبت العقول ما تحمل كلمة التوحيد من معان وصفات تختص بها الذات الالهية المقدسة، وعاشت في ظلال اشعتها، وانسياب أنوارها، لادرك الانسان أنه يعيش في ظل آثار هذه الصفات، وأنها حقائق تتجلى في عالم الوجود، و أنها ذات صلة بكيان الانسان ووجوده، ولادرك لكل صفة ربانية متجلية فيوضات تسد ثغرة في نفس الانسان، وتجسد أملا في حياته، لذا فان السعادة ستغمره، وسيشعر بمعنى الوجود كاملا لو أنه عاش يستوحي فيوضاتها، ويملاثغرات نفسه من آثارها.
ويهمنا في هذا البحث ان ندرس التوبة كأثر من آثار تجليات هذه الصفات الربانية في حياتنا.
لان لكل جانب من جوانب الوجود - بمافيه الوجود الانساني - ارتباطاً بصفة من الصفات الالهية المقدسة، ولانه الاثر المتجلي لهذه الصفات و الاسماء الحسنى.
وان كل ما في الوجود، من قدرة، وحكمة، وعلم، وعدل، ورحمة، وعطف، وقوة... الخ إنْ هو إلاّ ظل مفاض من الكمال الالهي المطلق، و إن تجليات هذا الكمال هي سر تقوّم العالم ومصدر وجوده، وان الوجود قبس من فيضه السرمدي المعطاء.
وقد تحدث القرآن الكريم عن صفات إلهية كثيرة، وصف الله سبحانه بها نفسه وعظم ذاته... نستعرض منها ما يرتبط بموضوع التوبة، لان التوبة أحد الاثار المتجلية للصفات الالهية الظاهرة في حياة الانسان.
والتوبة حسب منطق التوحيد تأتي كأثر لابد من تجليه وتحققه في نظام الخلق ، ما زال خالقه متصفاً بصفات لابد وان تترشح من جوانبها فيوضات الخير، وهذه الصفات هي:-
أولاً: لقد وصف الله سبحانه نفسه بالحلم، وجاءت صفة الحلم في أغلب الموارد القرآنية مقرونة بالمغفرة أثر من آثار الحلم، وصفة لازمة لها، إذ لايمكن أن تصدر المغفرة إلاّ من حليم، ولا يكون الحليم إلاّ غفورا.
فقد وردت لفظة حليم في القرآن الكريم في أحد عشر موضعا،في تسع سورمن القرآن، اقترنت فيها صفة الحلم بالمغفرة ست مرات،واقترنت الخمس الباقية منها بصفة الغني والعلم والشكر.
والحلم بالنسبة للانسان هو ضبط النفس عن الغضب، وتحقق طول الاناة عنده، أما بالنسبة لله سبحانه، فهو إمهال الانسان، و تأجيل العقوبة، وعدم التعجيل بها، واعطاؤه المدد الكافي لمراجعة نفسه، وامهاله للعودة والرجوع.
والمغفرة: هي المحو والتغطية والستر و الصيانة من الدنس بصورة عامة.
اما المغفرة من الله سبحانه، فهي ان يطهر عباده ويصونهم من العذاب، ويمحو عنهم سيئاتهم، ويستر عليهم ذنوبهم و عيوبهم، فلا يفضحهم; قال تعالى:
(لا يُؤاخِذُكُم اللهُ باللَّغْوِ في أيْمانِكُمْ وَلكنْ يُؤاخِذُكُم بما كَسَبَتْ قلُوبُكُم واللهُ غفورٌ حَليم). (البقرة/ 225)
(... واعلموا أنَّ اللهَ يَعلمُ مافي أنفُسِكُم فاحْذَروهُ واعلموا انّ اللهَ غفورٌ حَليم).(البقرة/ 235)
فاتصاف الله سبحانه بعلم ما في أنفس الناس من خير و شر، وعدم فضحه لهم، بل على العكس من ذلك، فانه يستر عليهم، ويعطيهم فرصة للعودة والرجوع الى الحق، ان اتصاف الله سبحانه بهذه الصفة هو الذي نسميه (حلما).
واتصافه بالحلم، والمغفرة، والستر، قد فتح لعباده باب التوبة; لانه تعالى لم يعاجلهم بالعقوبة، بل وسعهم بحلمه، ووعدهم بمحو الخطيئة وبالتسامح; بعظيم مغفرته، وواسع رحمته.
ثانياً: اتصافه سبحانه بالعفو والقدرة، فاتصافه بالقدرة أساس يبتني عليه العفو، وتنتج عنه التوبة، لانه لايعفو إلاّ المقتدر، ولايهب إلاّ المالك.
ولو تابعنا وصف القرآن لله سبحانه،ونسبة صفة العفو اليه لوجدنا:أن اتصافه بالعفو يأتي في أغلب الاحوال مقرونا بالمغفرة، وأحيانا اخرى يأتي عفوه مرتبطا بالحلم والقدرة; قال تعالى:
(...ولَقدْ عفا اللهُ عنهمْ إنَّ اللهَ غَفُورٌ حَليم)(آل عمران/ 155)
وقالSadإنْ تُبْدُوا خيرا او تُخفُوهُ أو تَعفوا عن سُوء فإنَّ اللهَ كان عَفُوَّا قديرا).(النساء/ 149)
وقال تعالىSadفاولئكَ عسى اللهُ أنْ يَعفُوَ عنهُم وكانَ اللهُ عَفُوَّاً غفورا).(النساء/ 99)
لتلازم هذه الصفات وارتباط بعضهاببعض.
فصفة المغفرة قائمة على العفو متوقفة على القدرة.
وباتصافه سبحانه بالقدرة على العفو عما يريد العفو عنه تشخصت التوبة حقيقة في عالم الاثار،ونظما في دنيا الانسان،كظل لصفة العفو والقدرة،و أثر موصول لها في حياة الانسان.
ثالثاً: اتصافه سبحانه باللطف.
واللطف الالهي: هو الرفق بالعباد والرقة عليهم.
ويتجلى هذا اللطف الالهي في تيسير الله لكل ما من شأنه أن يقرب العباد من الطاعة، ويبعدهم عن المعصية;تحننا عليهم،ورفقا بهم;فهو لايكلفهم فوق طاقتهم، ولايسد أمامهم أبواب الرجوع إليه بعد التمرد عليه، لئلا تكون نهاية شوطهم في هاوية العذاب والبعد عنه سبحانه.
لذا كانت التوبة مظهراً من مظاهر تجلي اللطف،وحالة من حالات ظهوره في دنيا الانسان.
قال تعالىSadواْذكُرْنَ ما يُتلى في بيوتِكُنَّ من آياتِ اللهِ والحِكمةِ إنَّ اللهَ كان لطيفاً خبيرا). (الاحزاب/ 34)
وقد أورد القرآن الكريم صفة اللطف في سبع مواضع مختلفة من موارده;جاءت منها صفة اللطف هذه مقترنة في خمس مواضع بصفة(خبير)،لوجود العلاقة الذاتية بين صفتي اللطف والخبرة;لان الذي يتصف باللطف وهو الخفاء وعدم الظهور للحواس لتنزهه عن الكثافة والتحيز المكاني والزماني،لايخفى عليه شيء; لارتفاع الحدود،ولسريان وجوده واحاطته بكل شيء بسبب لطافته، فيكون خبيرا بالامور لاطلاعه عليها،واحاطته بها،وحضورها لديه جميعا.
وهو سبحانه مطلع على ما في نفس الانسان من ضعف و عجز يحولان دون احتفاظه بخط الاستقامة في كل ما يصدر عنه، قال تعالى:
(اَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هوَ اللطيفُ الخبير).(الملك/ 14)
فالانسان بطبيعة تكوينه معرَّض للخروج على هذا الخط السلوكي المستقيم، وهو أيضاً كثيراً ما يحب العودة، ويتوق إلى الاستقامة، ليندمج مرة اخرى في عالم الخير والنقاء.
ولكي يتمكن من ذلك فانه يحتاج الى السماح والعفو، لتُقبل عودته، وترضى توبته.. فكان لطف الله ـ أي رفقه ورقته ـ هو الشفيع للانسان لقبول العودة، لانَ الله سبحانه يريد قرب العبد منه، ويحب أن يراه حقيقة تتطابق مع ارادة خالقه ورضاه سبحانه.
قال تعالى:
(... إن اللهَ يحبُّ التوَّابين ويحبُّ المُتَطَهِّرين).(البقرة/ 222)
لذا كانت التوبة وكان العفو الالهي الجميل.
رابعاً: اتصافه سبحانه بالود والرحمة:
والود هو المحبة.
والرحمة: هي رقة تقتضي الاحسان الى المرحوم.
والله سبحانه لم يصف ذاته المقدسة بصفة مكررة و مؤكد عليها كوصفه نفسه بالرحمة; حتّى ان صفة الرحمة استعملها القرآن الكريم بصورة معادلة لصفة الالوهية عندما أجاز اطلاق اسم (الرحمن) على الذات الالهية بدلا من تسمية الذات المقدسة بـ (الله) واعتبرها كافية لمناجاة ذاته المقدسة لتمام دلالتها عليه، فقال تعالى:
(قُل ادعُوااللهَ أوادعُوا الرحمنَ أياًما تَدْعُوا فَلهُ الاسماءُ الحُسْنى...)(الاسراء - 110)
فكلا اللفظين(الله)أو(الرحمن)يدل على الذات المتصفة بالصفات الحسنى،وان أثر هذه الصفة الربانية في حياة الانسان لعظيم;لانها المنبع الازلي لافاضة أحاسيس الامان والطمأنينة و السلام، والمصدر لبعث الامل و الرجاء في استمرار الرابطة بين الله وخلقه في نفس الانسان.
و هي وعاء صفات القرب التي تستوعب معاني الحب والود و المغفرة و الاحسان و السلام ..الخ.
وهي الوصل الذي يردم فجوة البعد و النفور،ويحذف الجفوة والصدود بين الانسان وخالقه.
وهي التي تهيء الاستعداد النفسي لدى الانسان لاشادة علاقته الوديه الامنة مع الله سبحانه.
وهي التي تضفي على شعور الانسان جواًمن الانس والطمأنينة حتى يتملكه الاحساس بالغبطة و الحماية من الوقوع تحت صفة الغضب و الجبروت والانتقام: (...وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عليكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى منكُمْ مِنْ أحَد أبَداً...). (النور/ 21)
(واستَغْفِروا ربَّكُمْ ثُمَّ تُوبوا إليه إنَّ ربّي رَحيمٌ وَدُود )(هود/ 90)
(وَقُلْ ربِّي اغفرْ وارحمْ وأنتَ خيرُ الراحمين).(المؤمنون/ 118)
(والهكُم الهٌ واحدٌ لا إله الا هُوَ الرحمنُ الرَّحيم).(البقرة/ 163)
وهكذا تشخص العلاقة بين الله وخلقه كما أرادها سبحانه أن تكون قائمة على اساس الرحمة واللطف والودّ والمغفرة والعفو والحلم والستر،ليحيى الانسان وقلبه عامر بالطمأنينة والحب والسلام،ونفسه يملؤها الامل والرجاءوانتظارالاحسان من رب يتصف بصفات الودوالحب هذه.
من هنا كان قبول التوبة أملا يراود قلب الانسان، ورجاء يعيش في نفسه كنتيجة منتظرة لهذة العلاقة الحبيبة بين الله وخلقه.
ولقد كان هذا الامل حقيقة، والرجاء واقعاً; يتجسدان في ظل صفات الله الرحمانية المقدسة:
(قُلْ ياعِباديَ الذينَ أسْرَفُوا على أنفُسِهِم لاتَقْنَطُوا مَنْ رَحمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُنوبَ جميعاً إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحيم).(الزمر/ 53)
فباب التوبة مفتوح، وحبلها ممدود; فهي كما وصفها الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): (التوبة حبل الله ومدد عنايته).
[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Empty
مُساهمةموضوع: رد: اسم الكتاب: التوبة هدم بناء   اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Icon_minitimeالثلاثاء 20 نوفمبر 2007 - 9:00

3 - التوبة تعبير عن واقعية الاسلام

الانسان هو المخاطب بالتشريع، ونشاطاته المختلفة هي مجال انطباق الاحكام والتشريعات الاسلامية; و ماجاء الاسلام إلاّ ليطابق بين نشاط الانسان واتجاهه في الحياة، و بين ارادة الخير ومشيئة الرحمة في هذا الوجود; لذا فان هذه المطابقة تقتضي منتهى الدقة في تقويم طبيعة الانسان، واستعداداته وامكاناته لئلا تتعذر هذه المطابقة وتنسف غاية الدين.
ومن هنا كانت التكاليف الاسلامية تجري بمستوى الطاقة والاستعداد الانساني، قال تعالى:
(لا يُكلِّفُ اللهُ نفساً إلاّ وُسْعَها)(البقرة/ 286)
وقال تعالىSadيا أيُّها الذينَ آمنوا لاتَتَّبعوا خُطُواتِ الشَيطانِ، وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشيطان فَانَّهُ يأمُرُ بالفَحشْاء والمُنكرِ وَلَوْلا فَضلُ اللهِ عليكُم وَ رَحْمَتُه ما زكى منكم مِنْ أحَد أبدا ولكنَّ اللهَ يزكي مَنْ يَشاء واللهُ سَميعٌ عليمٌ).(النور/ 21)
(اَلَمْ تَرَ الى الذينَ يُزكُّونَ أنفُسَهُم بَل اللهُ يُزكِّي مَنْ يشاءُ ولا يُظْلَمون فتيلا).(النساء/ 49)
(و ما أُبرّىءُ نَفْسي إنَّ النَفْسَ لامَّارة بالسوءِ الا ما رحِمَ ربِّي إنَّ ربِّي غَفور رَحيم). (يوسف/ 53)
(وَلَقَدْ خَلَقْنا الانسانَ ونَعلمُ ما تُوسْوِسُ بهِ نَفسُه...). (ق/ 16)
(إنَّ اللهَ يُحب مِنْ عبادهِ المفتّن التواب)(6).
(ان الله عزّ وجلّ أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والارض لنجوا بها،قوله عزّ وجلّ (7)Sadان الله يحب التوابين)وقولهSadالذيَن يحملونَ العَرش ومَنْ حَوَلهُ يُسبِّحونَ بحمدِ ربِّهم وَيُؤمنون به ويستغفرون للذينَ آمنوا ربَّنا وَسِعْتَ كلَّ شيء رحمةً وعلماً فاغفرْ للذين تابوا ـ إلى قوله ـ وذلكَ هُوَ الفوزُالعظيم).(الغافر/ 7 - 9)
وقولهSadوالذينَ لا يَدعُونَ معَ اللهِ إلهاً آخرَ ولايقتُلون النفسَ التي حرَّمَ اللهُ إلاّ بالحقَّ و لايَزْنُون وَمنْ يفعلْ ذلكَ يلقَ أثاما يضاعفْ لهُ العذابُ يومَ القيامةِ ويَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً إلاّ مَنْ تابَ وآمنَ - إلى قوله - وكان اللهُ غفوراً رحيماً).(الفرقان/ 68 - 70)
والاسلام عندما استهدف عملية المطابقة بين ارادة الانسان ونشاطه من جهة، وبين ارادة الخير والرحمة الربانية من جهة اخرى، أخذ بنظر الاعتبار: ان الاستعداد الانساني بما يحمل من نوازع نفسية، وقدرة عقلية وجسمية محدودة، وبما يعاني من انقسام بين طريقين في الحياة طريق الخير، وطريق الشر، لايستطيع أن يتوافق دائماً مع ارادة الله سبحانه. و لا يمكنه ان يستقيم على امتداد الخط دونما نكوص أو تعد وشذوذ، لان طبيعة ما يحملُ من قوى ودوافع ونزعات واستعدادات تقصر به عن أن يكون الظل الحقيقي في هذه الارض لارادة الخير المطلق، وغاية الخلق الكبرى.
وقد ورد عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام)ما يترجم هذه الحقيقة، ويعبر عنها، وهو قوله: (المؤمن كالسنبلة يضيء أحيانا و يميل احيانا اخرى).
(لا بد للمؤمن من ذنب يأتيه الفينة بعد الفينة).
لذا فان الاسلام كما شرع القوانين والاحكام و قواعد التنظيم الاساسية للحياة، أدخل كذلك في حسابه حقيقة عدم التطابق الكلي وحصول المعصية والشذوذ عن الاستقامة; فجعل لهذا الشذوذ والعصيان والخروج علاجاً خاصاً به وتشريعا شاملا لتنظيمه، بغية العودة بالانسان الى خط الاستقامة والتطابق مع ارادة الخير، وغاية الوجود الكبرى، وهي الاتجاه التكاملي نحو الخير الاعظم.
ومن هنا جاء تشريع الاسلام للتوبة، وتأكيده على أن الانسان لا يمكنه أن يكون حقيقة اراديّة تمثل ارادة الخير، وتتسامى إلى معارج الكمال إلاّ برحمة من الله، وإلاّ بفتح باب العودة إليه; كلما شذ الانسان أو انحرف. وبذا كان الاسلام واقعياً وعملياً عندما تعامل مع الانسان تعاملاً يناسب واقعه كانسان يخطئ ويصيب، وينحرف ويستقيم.
ولذا اكد القرآن الكريم،والاحاديث الشريفة،للانسان هذه الحقيقة،ليتذكَّر فضل الله عليه وليدرك لماذا يعصي؟ ولماذا يتوب؟ وما هي علاقته بالله و هو يعصي و يتوب، و يخطىء ويعتذر..؟
فمن أجل ذلك جاء الايضاح كافيا في جملة من النصوص التي تكشف للانسان حقيقة ذاته، وطبيعة علاقته، ودرجة تطابقه مع ارادة الله سبحانه، والتزامه بشريعته:
(وَلَوْلا فضلُ اللهِ عليكُم و رَحمتُه ما زكى منكُم مِنْ أحَد أبدا).(النور/ 21)
(وَما ابرِّىء نفسي إنَّ النفسَ لامَّارةٌ بالسُوء إلاّ ما رَحِمَ ربِّي إنَّ ربِّي غفورٌ رحيم). (يوسف/ 53)
(وَلَقَدْ خَلَقْنا الانسانَ و نَعْلَمُ ما تُوسْوِسُ بهِ نفسُه).(ق/ 16)
أوضحت هذه الايات أن النفس الانسانية: (أمارة بالسوء) وانها تنزع للاستقلال في هذا الوجود والانفصام عن ارادة الله، بما تتلقى من أوهام ووساوس ونفثات الشر الشيطانية، لتكون إلهاً في الارض. إلاّ ان رحمة الله هي التي تظلل هذا الكائن البائس ليغمره الحب الالهي، ويشمله العفو الرباني فينهض مرة اخرى من كبوته وسقوطه، ليواصل مسيرة التكامل وحب الخير بعد أن يستفيق في أعماقه حس الضمير، ويحاول تجاوز دائرة الظلام إلى عالم النور والعودة إلى رحاب الله، ليحقق أهدافه في الوصول إلى الله، إلى الخلود والسعادة الابدية. وليجد نفسه سابحاً في هالة من الحب والسعادة، متقلبا في عوالم العفو والرحمة والاجلال.
فالملائكة تسبح بحمد الله وتستغفر للتائب، و خالقُه الذي أحصى عليه تمرده وعصيانه، يصفح عنه ويرضى بعودته، ويحب قربه.
(ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).(البقرة/ 222)
(التائب عن الذنب كمن لا ذنب له، التائب حبيب الله)(8).
وبذا يجد العبد أبواب العودة مشرعة، وآفاق القبول رحبة متسعة، لئلا يستبد به اليأس، ويطغى عليه القنوط، فيتمادى في المعصية، ويودع حياة الاستقامة .. إلى غير رجعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Empty
مُساهمةموضوع: رد: اسم الكتاب: التوبة هدم بناء   اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Icon_minitimeالثلاثاء 20 نوفمبر 2007 - 9:01

4 - الاثار النفسية والاجتماعية للتوبة

والتوبة بمختلف مراحل تحققها الخارجية، من ترك للمعصية، وأداء لما قد فات، وعدم المعاودة لما قد أعرض عنه الانسان، تعبر بكل مظاهر تحققها الخارجية هذه عن موقف نفسي داخلي، أخذ ينمو في داخل الذات الانسانية ويمتد إلى خارجها، بشكل تصحيح سلوكي ومواقف إنسانية مستقيمة، بعد أن حقق الوعي الانساني عملية رفض جادة للاثار الظلامية التي تركتها الجرائم والاثام، في محاولة مخلصة لاعادة موازنة النفس إلى حالتها الطبيعية، وتفجير ينابيع الخير في طرق النفس النامية باتجاه الغايات الانسانية السليمة.
ويجد التائب في رحاب الشريعة ما يشجعه على التوبة والامتداد التغييري الجديد،كقول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)Sadإن العبد ليذنب الذنب فيدخل الجنة)قيل وكيف ذلك يا رسول الله؟قالSadيكون نصب عينيه،تائبا منه، فاراً حتّى يدخل الجنة) ذلك لان الله تعالى قال :
(...إنَّ اللهَ يحبُّ التوَّابين ويحبُّ المُتَطَهِّرين).البقرة/ 222)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «التائب حبيب الله، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له»(9). وقال: «كفارة الذنب الندامة»(10). وقال الامام الصادق(عليه السلام): «اذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه»(11).
فهذه المجموعة من النصوص الاسلامية، العظيمة في محتواها، الخطيرة الاثر في مجال انطباقها، تفتح أمام الانسان الشاذ والمجرم والمنحرف الذي يجنح للرذيلة ويوغل في الشذوذ والاجرام .. تفتح أمامه أبواب الامل والعودة، لئلا ييأس من نفسه، ويحكم عليها بانقطاع الامل والرجاء.
لان المجرم والمنحرف يدرك،ولو في لحظة من لحظات الصحو الوجداني أو في ظل غمرة من غمرات الخواطر العقلية النزيهة انه انسان خارج على سنة الوجود، وانه عابث متمرد، ووجود ضار، وهو بذلك يشعر أن المجتمع يمقته، وينظر اليه كنفاية من نفايات المجتمع، وافراز مرضي خطر، يسمِّم حياة الناس الاسوياء، ويشكل خطراً على أمنهم و سلامتهم، أن هذا الفهم يترك عقدة الاحساس بالنقص تنمو .. لذا فإن فتح باب التوبة خير عون لمثل هذا الانسان، وأفضل مكسب يعيد اليه الثقة، ويخلصه من الشعور بضغط المجتمع وازدرائه له.
وبالفعل فإن المجتمع له قوة ضغط نفسي هائل على أعصاب الشاذ والمجرم، وهو كذلك ينظر باحتقار وازدراء لمن يمارس المعصية أو يسقط في هاوية الرذيلة، وتبقى أحكامه هذه أساساً للتقويم والتعامل مع هذا المجرم.
فالذي عرف بالكذب، أو السلوك العدواني كالزنا والسرقة والخطف، أو اشتهر بالخيانة والرشوة وسفك الدماء، أو عرف عنه أنه سكير مدمن، أو منحرف شاذ، يبقى المجتمع ينظر إليه بهذه النظرة ويعامله على هذا الاساس من التقويم.
فاذا نظر هذا الشاذ الى نفسه; والقانون يطارده، والمجتمع يزدريه ويترفع عن التعامل معه، شعر بالنقمة على المجتمع وتمادى في الاسراف في الانحراف; إن كان لايأمل اصلاحا، ولايرجو تصحيحا لمفهوم المجتمع عنه.
الا أن الاسلام نظر الى المنحرف، والشاذ، والعاصي نظرة اشفاق ورحمة، وكرَّس جانباً كبيراً من تشريعه وتوجيهاته لمعالجة هذا الانسان واصلاحه. قال تعالى:
(وَمَنْ يَعملْ سوءاً أو يَظلمْ نفسَهُ ثمّ يستغفرِ اللهَ يجدِ اللهَ غفوراً رحيماً).(النساء/ 110)
فباب التوبة مفتوح وأُفق الرحمة متسع لهذا الانسان اذا ما هو استفاق من غفلته، واستيقظ ضميره، وأحب العودة إلى حياة الطهر والاستقامة.
وبذا بنى الاسلام موقفه من التائب على اساس واقعي وتقويم عملي لحقيقة السلوك والاثار الناتجة عنه; فالسلوك هنا هو سلوك منحرف، وهو حقيقة وقعت، وأن ارتباط الانسان بها ومسؤوليته عنها ما زالت قائمة، إلاّ ان الله بعفوه قد أعطى الانسان فرصة فك هذا الارتباط الاثيم من الفعل والتخلص من تبعاته.
فلم يعد مسؤولا عنه،ما زال ارتباطه النفسي والعقلي قد انقطع به.(كفارة الذنب الندامة)(12).
فيكون التائب بريئا أمام نفسه ومجتمعه الذي يحيط به من كل تبعة، أو فعل صدر منه ثم تاب منه; لان المجتمع الاسلامي يفهم معنى التوبة، ويؤمن بآثارها المترتبة عليها. فاذا عرف من المجرم والعاصي توبته غفر له ما كان يعرف به، وبدل نظرته عنه. لان الله المالك المتصرف في هذا الخلق، قد فتح له باب العودة والدخول في رحاب الحياة النقية المستقيمة:
(التائب حبيب الله، والتائب عن الذنب كمن لاذنب له)(13) وعلى اساس هذا الاحساس الجديد تولد مشاعر الانسان الجديدة، ونظرته الى نفسه، وتقويمه لنظرة الناس إليه، فيتحول من انسان يحس بالازدراء والرفض من قبل المجتمع وباليأس والشذوذ والتفاهة من قبل نفسه إلى انسان يشعر بكرامته على الله، وعلى المجتمع الذي يحيط به، فيغمره حبه لله، وحب الله له، واحترام الاخرين لموقفه الجديد، فيكون اندفاعه نحو الخير مخلصا، واتجاهه نحو الاصلاح صادقاً، بعد أن قاسى تجربة الانحراف وعانى مرارة البعد عن الله، والطرد من رحمته، والشعور بوخزات الضمير، ونقد المجتمع اللاذع له.
قال تعالىSadقل يا عباديَ الذينَ أسْرَفُوا على أنفُسِهم لا تقنطُوا مِنْ رَحمةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغفرُ الذنوبَ جميعا إنّهُ هُوَ الغفورُ الرحيم ).(الزمر/ 53)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Empty
مُساهمةموضوع: رد: اسم الكتاب: التوبة هدم بناء   اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Icon_minitimeالثلاثاء 20 نوفمبر 2007 - 9:01

5 - وجوب التوبة

لما كانت التوبة قراراً إنسانياً حاسماً بالرجوع عن المعصية، والاعراض عن الشر والرذيلة، والعودة إلى حياة الاستقامة والطاعة..
ولما كانت نتائجها العملية خطيرة في سجل الانسان ومصيره كانت التوبة واجبة على كل عاص ومجرم، ومنحرف، بحكم العقل وادراكه لخطر المعصية وضرر الانحراف، والجريمة.
ففي الانحراف والمعاصي خطر على حياة البشرية وإضرار بمصالحها في الحياة الاجتماعية بما يقارف الجناة والمجرمون من مخالفات لنظام الحياة، وتحد لمبادىء الاخلاق، وقيم السلوك المستقيم، فيهددون أمن البشرية وينغصون عيشها، ويعرضون حياتها للخطر.
وبالانحراف والمعاصي يعرض الانسان نفسه لغضب الله فيبيع سعادته بالالم والعذاب، ويختم حياته بآخرة شقية تعيسة.
وبذا يخسر العاصي دنياه وآخرته، ويضر نفسه وغيره.
وليس في العقلاء من يقوِّم هذه النتيجة المأساوية فيرضى بها، ولايسعى إلى رفضها وتغييرها.
لذا كانت التوبة واجبة على كل مسلم، بل على كل إنسان بحكم العقل وبادراكه للمصالح البشرية الراجحة.
ويتطابق حكم العقل هذا بوجوب التوبة، مع حكم الشرائع الالـهية جميعاً; فهي جاءت لتطهر الانسان العاصي من الذنوب، وتنقذه من متاهات الضلال والانحراف، وتدعوه إلى حياة الطهر والاستقامة. وانطلاقاً من هذه المبادئ جعل الاسلام التوبة ركنا من اركانه، وخطوة هامة في منهاج الانقاذ والهداية البشرية، فأكد القرآن الكريم والسنة النبوية على وجوب التوبة والعودة الى الله، والدعوة الى فتح صفحة جديدة في سجل الانسان، والتجافي عن الماضي البغيض، الذي ناءت النفوس العاصية بحمله، وتسودت الصفحات الناصعة بآثامه، وتشوهت الحياة الجميلة ببصمات عاره.
فدأب القرآن على رفع صوته في أواسط العاصين، واعلان عفوه في جموع المنحرفين; بفتح باب التوبة والعفو الالـهي لهم; فخاطبهمSad... وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).(النور/ 31)
(هو انشأكم من الارض واسْتَعْمرَكُم فيها فاسْتغْفِروه ثم توبوا إليه إن ربي قريبٌ مجيب) (هود/ 61)
(يا أيُّها الذين آمنوا توبوا الى اللهِ توبةً نصوحا...).(التحريم/ 8)
ولهذا صار واجب الانسان أن يستجيب لهذا النداء ويستفيد من هذه السانحة الفريدة، قبل يوم الحسرة والندامة .. يوم يقول:
(.. ياحَسْرَتى على ما فرَّطتُ في جَنْبِ اللهِ وإنْ كنتُ لَمِنَ الساخرين ).(الزمر/ 56)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Empty
مُساهمةموضوع: رد: اسم الكتاب: التوبة هدم بناء   اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Icon_minitimeالثلاثاء 20 نوفمبر 2007 - 9:02

6 - عوامل التوبة

التوبة بما انها منعطف سلوكي، وتحول فكري وتغير يحدث في حياة الفرد والجماعة، فهي لايمكن أن تحصل في حياة الفرد إلاّ بعد أن تتوفر عدة عناصر أساسية; وهذه العناصر هي:ـ

أ - المعرفة:

لكي يستطيع الانسان أن يميز بين المواقف السلوكية المتعددة ويوازن فيما بينها، ويقوم بتقويمها واعطاء أحكام نهائية عليها، واختيار مايجب اختياره منها، لابد له من معرفة حقيقية بها، ولابد له من وضوح فكري كامل; يستطيع على اساسه أن يدرك انحرافه، ويميز بين الصواب والخطأ، ويفرق بين الاستقامة والانحراف، ويعرف الخير من الشر، ولايمكن للجاهل ان يحقق هذا الشرط فيستوضح الطريق، ويعرف استقامة المسار، انما المعرفة والوعي السليم هما الطريق الموصل إلى الله سبحانه، وهما الاداة الفكرية التي ترسم أمام الانسان خط المسير الهادي الى خير البشرية وكمالها، وهما الدليل المنقذ من وهدة السقوط ومتاهات الضلال، فما لم يحصل هذا الشرط لايمكن أن تحصل التوبة.. لذا وجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفرض تعليم الجاهل لتستكمل التوبة كل مستلزماتها، وتسقط الاعذار والتبريرات التي قد يتستر بها المجرم أو العاصي.
وللغرض ذاته كان واجباً على الانسان أيضاً ان يتعلم كل ضروري من قضايا العقيدة والتكاليف التي تتوقف عليها هدايته ومصيره، وتأكيداً لهذه العلاقة بين الايمان والهداية والعلم، ذم القرآن الجهل والجهال وامتدح العلم والعلماء العارفين وربط في مواطن كثيرة بين الجهل وبين التيه والضلال; قال الله تعالىSadقالوا أجئتنا لتأفِكَنا عَنْ آلهتِنا، فَاْتِنا بما تَعِدُنا إنْ كُنْتَ مِنَ الصادقين قالَ إنَّما العِلمُ عندَ اللهِ واُبلِّغكُم ما اُرسَلتُ بِه ولكنِّي أراكُم قوماً تجْهَلون ). (الاحقاف/ 22 - 23)
وكما ربط في هذه الاية الكريمة بين الجهل والضلال، وربط أيضاً بين العلم والايمان في مواطن اخرى، فقال: (وقال الذين اُوتوا العِلم ويْلكُم ثوابُ اللهِ خيرٌ لِمَنْ آمنَ وعملَ صالحاً ولايُلقَّاها إلاّ الصابرون ).(القصص/ 80)
(إنما يخشى اللهَ من عبادهِ العلماءُ).(فاطر/ 28)
لان المعرفة هي مصدر لكل محفز نفسي وفكري يحمل الانسان على سلوك طريق التوبة:
فبالعلم يحصل لديه الخوف من الله.
وبالعلم ينبعث فيه دافع الرجاء والشوق إلى الله.
وبالعلم تشرق نفسه انوار حب الله.
وبالعلم يستيقظ ضميره ويعود إليه وعيه.


ب - الاحساس بالذنب (يقظة الضمير):

وعند انكشاف صورة الفعل، وتشخص حقيقة الانسان الخارجية أمام وعيه واحساسه الوجداني السليم; بسبب الرؤية العلمية الحاصلة لديه، يبدأ بفهم ذاته على حقيقتها، فتولد في نفسه عملية موازنة بين ما يملك من قيم ومقاييس للصيغة الانسانية الجميلة، وبين ما هو عليه من واقع مؤلم قبيح; مع وضوح مسؤوليته ودوره السيء في تشويه حقيقته، وتجسيد صيغته في مجالات التحقق السلوكي الناطق بقبح ذاته الباطنة، وتسافل قواه النفسية والعقلية، وسقوط وعيه واختياره، فتبدأ تتجمع في نفسه خيوط الاستنكار والاشمئزاز، ويبدأ موقف الرفض والاحتجاج ينمو في نفسه، فيتحول إلى صراع نفسي، ووخزات وجدانية مؤلمة كوسيلة أولى لفرض العقاب على نفسه.
ثم تأخذ صيحات الضمير تعلو وتتمركز حتّى يتم لها الانتصار، لان الانسان بتكوينه الفطري يكره النقص، ويحاول التخلص منه، ويسعى للكمال الذاتي، ويحب الوصول إليه بشتى الطرق والوسائل.
ولكنه; وبسبب من جهله يخضع لعوامل وهمية كثيرة، يحاول عن طريقها اشباع هذا الاتجاه النفسي بطرق ملتوية شاذة، إلاّ انه سرعان ما ينكشف له هذا التعبير الشاذ، ويتجسد له هذا الخطأ المتستر عن طريق الوعي والمعرفة، فيندم على سيئاته، ويسعى للانفصال عن جريمته والتخلص من تبعات انحرافه; لانه يدرك ان ما صدر عنه لم يكن يتطابق مع ما يجب أن يكون عليه وجوده الانساني الحق; بعد أن ارتسمت أمامه صورة نفسه شوهاء قبيحة، وشاذة منبوذة وأدرك ان اختياراته الشاذه لتحقيق ذاته، هي السبب في نسج هذه الصورة، واحداث هذه الشاكلة في عالم المقاصد والاعمال...
وعندها يبدأ الندم، أي الاحساس بالالم عما فرط، والرغبة في افناء هذا الوجود الشاذ فيأخذ موقعه في النفس كقوة باعثة على الحركة والاندفاع نحو التوبة، وداعية إلى الانفصال عن الماضي البغيض لصنع وجود آخر لذاته، يتطابق مع صيغتها الانسانية الخيرة.

جـ - الارادة:

والارادة هي العنصر المهم والفعال في عملية التوبة، لان الارادة هي القوة التي تحدد الموقف، وتصدر القرار بعد حصول الرؤية السليمة والوضوح الفكري الذي توفره المعرفة; وهي نقطة الارتكاز التي يتم التحرك حولها في عملية الانقلاب النفسي والفكري عند الاقدام على التوبة; خصوصاً عندما يتعرض الانسان لعملية صراع نفسي، ويقدم على هدم الاعتبار السلوكي الذي استوعب اتجاه الذات; فالعاصي والمجرم المتورط في الارتباط الشاذ مع دوافع الانحراف، يحتاج من العزم وقوة الارادة ما يمكنه من قطع هذه العلاقة، وتغيير اتجاه الذات لمسارها، وبدون قوة الارادة وصدق العزيمة; لايمكن للانسان ان يتحول من المعصية إلى الطاعة .. لان العزيمة هي المبدأ والمنطلق النفسي للانسان لاتخاذ القرار، وتحديد الموقف السلوكي.
وقد ترجم الامام الصادق(عليه السلام) دور الارادة في حياة الانسان واهميتها بقوله: (ما ضعف البدن عما قويت عليه النية).
فالارادة هي القوة القادرة على تغيير مسار الانسان، وتصحيح اتجاهاته في الحياة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Empty
مُساهمةموضوع: رد: اسم الكتاب: التوبة هدم بناء   اسم الكتاب: التوبة هدم بناء Icon_minitimeالثلاثاء 20 نوفمبر 2007 - 9:04

7 - لكي تتحقق التوبة

ولكي تتحقق التوبة، ولكي يعبر الانسان عن صدقه واخلاصه في العودة إلى الله، لابد من ان يترجم التوبة ويحقق الابتعاد عما صدر منه والانفصال عن سيئاته، ويثبت في تشكيل صيغة خيرة لذاته، ويجسد حقيقة حبه لله وخوفه منه في وقائع ومواقف .. لابد له ان اراد كل ذلك من:
اولاً: الندم: وهو الاحساس بالالم والحسرة على ما فات، مع رغبه نفسية ملحة لتلافيه وسد الثغرات التي خلفتها المواقف السلوكية التي أصبحت بغيضة ومرفوضة لدى الانسان التائب.
ثانيا: ترك المعاصي والسيئات التي كان يمارسها، وعدم المعاودة الى أمثالها; أي انه يستأصل أثر الدافع النفسي المنحرف، ويمنعه من التعبير عن نفسه بأي صورة من صور التعبير الخارجي.
ثالثاً: تلافي ما يمكن تلافيه واداء ما يمكن اداؤه، فأن كان قد سرق، أو اعتدى على أحد، أو أساء إلى انسان، أو ظلمه; وجب عليه أن يعيد ماسرقه إلى اصحابه الشرعيين، وأن يعتذر عن إساءته وعدوانه، ويعوض ما يمكن تعويضه للمظلوم والمعتدى عليه.. الخ، كما يجب عليه ان يؤدي كل واجب فرَّط بادائه، وهو قادر عليه الان كالصلاة والصوم والحج وبر الوالدين .. وبغير ذلك فلا معنى للتوبة، ولا تحقق لها في عالم المقاصد والاعمال.
وما أدق بيان الامام علي(عليه السلام)لمفهوم التوبة وهو يوضح لمن قال بحضرته:استغفر اللهSadثكلتك امك اتدري ما الاستغفار،ان الاستغفاردرجة العليين،وهو اسم واقع على ست معان:
اولها: الندم على ما مضى.
والثاني: العزم على ترك العود عليه أبداً.
والثالث : أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتّى تلقى الله أملساً ليس عليك تبعة.
والرابع : ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها تؤدي حقها.
والخامس : ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتّى يلصق الجلد بالعظم، وينشأ منهما لحم جديد.
والسادس:أن تذيق الجسم ألم الطاعة، كما اذقتة حلاوة المعصية;فعند ذلك تقول استغفر الله)(14).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
 
اسم الكتاب: التوبة هدم بناء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اسم الكتاب: الحب في الإسلام
» اسم الكتاب: الأسرة المسلمــــة
» اسم الكتاب: الحل الشامل والدائم
» اسم الكتاب: التوحيد عقيدة وسلوك
» اسم الكتاب: الشباب .. شؤون وشجون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
a7la klam :: شَــهْـــدُ الـْكَــلِــمَــاتْ :: كُتُبٌ كَامِلَةٌ مِنَ المَكْتَبَةِ الإِسْلاَمِيَّة-
انتقل الى: