a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
| موضوع: مشكلة التغريب .. بين اندماج الشباب وانصهارهم الخميس 8 نوفمبر 2007 - 10:10 | |
| مشكلة التغريب .. بين اندماج الشباب وانصهارهم
بقلم: عادل القاضي لا نريد الدخول في اسباب هجرة الكثير من العوائل المسلمة الى البلدان الغربية، فلقد باتت واضحة لكثرة ما دار الحديث حولها.لكن الذي يهمنا منها هو مشكلة التغريب بالنسبة لشريحة الشباب الذين يقومون بالهجرة تارة بشكل فردي شخصيّ بمعزل عن العائلة، وتارة بالالتحاق بالعائلة التي تتخذ قرار الهجرة. والشكل الاول اخطر من الثاني لان الشاب في هذه الحالة سيكون مفصولاً تماماً عن عائلته، فلا رقابة ولا توجيه ولا حضانة، الامر الذي يعني بالنسبة لغالبية المهاجرين من الشباب الانفلات من سلطة العائلة والتحرر من الالتزامات الدينية والاجتماعية والثقافية. والخطورة تزداد اذا كانت خلفية الشاب الثقافية والدينية والاجتماعية هشّة، فاذا كان هو سلفا يجهل ذلك، أو لايعلم منه الا القليل، فإنّه مع تواتر الايام سيفقد حتى هذا القليل ليملأ الفراغ الحاصل بثقافة المحيط الجديد .. ومن هنا تتعقد المشكلة ولا نقول تنشأ، فهي قد نشأت منذ قرر أن يهاجر لوحده.ولما كان اكثر الذين يهاجرون من الشباب سواء مع عوائلهم أو لوحدهم لا يتوجهون لاكمال دراساتهم الاّ ما رحم ربي ولا يلتحقون بالمراكز الاسلامية والاجواء الدينية وانما ينخرطون مباشرة في سوق العمل فإنّ احتمالات تأثير الاجواء الجديدة بشكل سلبي عليهم كبيرة لدرجة الانصهار مع المجتمع الجديد، فلا يبقى من هوية الشاب المسلم سوى اسمها، والاّ فتصرفاته وحتى طريقة لباسه وتسريحة شعره ووضع السلاسل على رقبته ومعصمه وتساهله في الاختلاط والعلاقات غير الشرعية مع الفتيات .. تشبه الى حد بعيد حال الشاب الغربي نفسه. وربما تعقد الامر اكثر نتيجة غياب المراقبة والمحاسبة والشعور الديني بالمسؤولية، حتى يصل الى تعاطي المخدرات والى الانضمام الى منظمات مشبوهة أو معادية للاسلام. ان مشكلة التغريب عند الشباب تظهر وتتبلور اكثر عندما لا يكون الشباب والفتيات قد تلقوا تعليما او تربية اسلامية سابقة على الهجرة، فلقد اتضح من خلال بعض الاحصاءات المهجرية ان العوائل الملتزمة والمحافظة والمتدينة التي تعاملت باسلوب التفاهم والصراحة والاحترام مع ابنائها هي الاقل عرضة لحالات انحراف الابناء والبنات من الاسر التي اهملت واجباتها في التربية، الامر الذي يصل بها احياناً الى فقدان السيطرة تماما على ابنائها وبناتها حين يستمعون ويستمتعون بالخطاب الذي يقول لهم انكم شخصيات مستقلة ولا دخل للوالدين في شؤونكم الخاصة .. ولكم حريتكم التي لا يحق لأحد التدخل فيها. ولذلك، وأمام مشكلة التغريب التي يعيشها الكثير من الشبان المسلمين والفتيات المسلمات، لابد من النظر الى المشكلة من اكثر من زاوية: 1- ان دور الاسرة في المجتمعات الاسلامية خطير وكبير، فما بالك في المجتمعات غير الاسلامية، ان المسؤولية هنا تتضاعف، فاذا كانت الاسرة حكيمة في تعاملها مع ابنائها قلصت وخففت وربما تمكنت من الحد من عوامل الذوبان في المجتمعات الجديدة بما توفره من اجواء الانسجام والتفاهم والاحترام والحوار بين اعضائها. 2- لابدّ من التفريق بين (الانصهار السلبي) و(الاندماج الذكي) فنحن لا نريد للشباب المسلمين ان يكونوا جزائر منفصلة عن المحيط .. كما لا نريد لهم ان يكون قطرات ذائبة في المحيط .. فإذا انطلق الشباب المسلمون والفتيات المسلمات من قاعدة رصينة - نعني خلفية ثقافية ودينية جيدة - فإنّهم سيكونون عناصر تفاعل جيدة وعناصر تأثير جيدة في الدفاع عن دينهم وحقوقهم وقضاياهم.لقد لوحظ في بعض أوساط الجاليات المسلمة في الغرب ان المنطقة او الحي الذي يعيش فيه مسلمون ملتزمون تتراجع فيه معدلات الجريمة والمخدرات والفساد الاخلاقي مما اعطى صورة طيبة للمؤسسات المعنية في الدول الاوروبية على ان في المسلمين من يحترمون القوانين ويفون بالعهد والمواثيق، ولهذا الامر انعكاساته الطيبة في اسلوب التعامل بين تلك المؤسسات وبين المهاجرين. 3- اما على صعيد الانصهار السلبي والانبهار الذين يعمى ويصمّ، فلقد افرزت تجربة الاغتراب جيلاً ليس بالصغير أو القليل من الذائبين من الرأس حتى أخمص القدمين بالمجتمعات الغربية، من جراء الاحساس بروحية الدونية والحقارة لانتماءاتهم السابقة، ومن خلال اجراء مقارنات مادية بحتة بين مجتمعاتهم التي كانوا يعيشون فيها والتي يسيطر عليها الظلم في الغالب وبين هذه المجتمعات التي تعيش الحرية والنظام والاستقرار، بل يتطوّر الأمر الى ما هو أسوأ من هذا وذاك الى الشعور بالعيب من الاسلام وقيم الدين، ففي حين تجد فتيات مسلمات واثقات من دينهن وشخصياتهن يقاومن محاولات اجبارهن على خلع الحجاب، ترى في المقابل بعضا من فتيات المسلمين من تخلع حجابها من دون أي ضغط وذلك مسايرة للفتيات الغربيات المتبرجات، أو المسلمات الضعيفات الالتزام. 4- وكحل لمشكلة التغريب في اوساط الشباب نقترح ونشجع على السكن في المناطق التي تتواجد فيها جاليات اسلامية اكبر، لان الجو الاجتماعي الاسلامي له تأثيره في قوة الانضباط والانشداد الى الجماعة الاسلامية، كما ان ارتياد المراكز الاسلامية واختار الاصدقاء الصالحين، واقامة نواد ومدارس اسلامية يلتحق بها الشبان والفتيات، بل وإيجاد اماكن للترفيه والتسلية الاسلامية ما امكن ذلك، مما يساعد على الحفاظ على الهوية الدينية واللغة العربية وتأمين الحاجات النفسية والعاطفية للتواصل الاجتماعي وتحقيق الفرص المناسبة لنمو الثقافة الاسلامية التي تعد صمام الامان من الانصهار في المجتمعات الغربية. | |
|