a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
| موضوع: الشباب والإعلام بين الواقع والمطلوب الأحد 18 نوفمبر 2007 - 12:24 | |
| الشباب والإعلام بين الواقع والمطلوب عبد الله أحمد اليوسف تلعب أجهزة الأعلام المرئية والسمعية والمقروءة في عصرنا دورا مؤثرا في صناعة الرأي العام , ورسم الانماط السلوكية للناس , والتأثير في صناعة القرار السياسي , بل التأثير في مختلف السياسات العامة للبلد , وذلك بفعل التطور المذهل والسريع في أجهزة الإعلام ووسائل الإتصال المختلفة , والذي مكن الإعلام من امتلاك إمكانيات وقدرات عالية التأثير لم يكن يمتلكها قبل مدة غير طويلة من الزمن , مما أعطى للإعلام سلطة وقدرة لا يمكن لأحد تجاهلها . ولكل إعلام أهدافه وأدواته ووسائله في التأثير والجذب والتغيير ومحاولة صنع رأي عام متناغم معه , فالإعلام في النهاية يؤلف لصالح سياسات معينة , وأهداف محددة , إذ لا يمكن أن نتصور أية وسيلة إعلامية من دون أن يكون لها أهداف معينة , واستراتيجية مرسومة , وإلا تحول إلى إعلام عدمي أو عبثي . وأكبر شريحة تتأثر بالأعلام ووسائل الأتصال الحديثة وهي شريحة الأطفال والشباب والمراهقين , وقد اكد على هذه الحقيقة الأمام علي (ع) بقوله : ( إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شئ إلا قبلته) ولذلك ليس من المستغرب أن نجد أن غالبية البرامج الإعلامية موجهة إلى الأطفال والمراهقين والشباب , لأن هذه الشرائح العمرية تتأثر بسرعة , والإعلام الحديث من أقوى الوسائل المؤثرة في الشباب , حيث الخراج الجذاب , وثقافة الصورة المؤثرة , ووسائل الإغراء القوية ... كل هذه العوامل تدفع بالشباب والمراهقين فضلا عن الأطفال إلى الإنشداد باهتمام شديد إلى أجهزة الإعلام المختلفة . ومع التطور السريع في وسائل الإتصال والإعلام أصبح بإمكان أي واحد منا الإطلاع على كل ما يحدث في عالمنا الإنساني , بل أن وسائل الإعلام أصبحت تنقل إلينا الأحداث في نفس وقت الحدث وعلى الهواء مباشرة بفضل تقنية الأقمار الصناعية المتطورة , كما يمكن مشاهدة الأحداث السياسية والدينية وغيرها من خلال الشبكة العالمية الأنترنت . وتشهد تكنولوجيا الإعلام والأتصالات ثورة حقيقية ومذهلة مما سيزيد من تأثير وسائل الإعلام المختلفة على الناس والحياة وكل شئ , وهو ما يعني زيادة الفرص والإمكانات للحصول على المعرفة والعلم والترويح عن النفس , في الوقت نفسه زيادة التحديات التي يفرضها الإعلام الفاسد على القيم الدينية والاخلاقية والمعنوية . وتزداد خطورة التحدي الإعلامي إذاعلمنا أننا كمسلمين لا زلنا مستهلكين ولسنا منتجين , مستقبلين ولسنا مرسلين , متأثرين ولسنا مؤثرين ... هذا هو حال إعلامنا في معظم الأحيان , وربما تختلف الصورة في قليل من الأحيان ! لقد بات الإعلام الغربي وبفضل ما يمتلكه من وسائل تقنية متقدمة , وتكنولوجيا فائقة القدرة , وقدرات مالية ضخمة يؤثر في العالم , وبات بعض شبابنا يتاثر بصورة ملحوظة بما يصدره الإعلام إلينا من أفكار وفلسفات وسلوكيات وأخلاقيات لا تمت إلى مجتمعنا وثقافتنا بشئ . ولا يمكن مواجهة ذلك التحدي الخطير , إلا بنفس الوسائل والأدوات , فلا يمكن مواجهة الإعلام الغربي إلا بإعلام إسلامي ملتزم وقوي ومؤثر , ولا سبيل لمواجهة ثقافة الصورة الشديدة التأثير في الرأي العام العالمي إلا بنفس الطريقة مع إختلاف المضمون والمحتوى ... وهذا هو الطريق الصحيح لمواجهة تحديات الإعلام الغربي . وبدلا من أن نتحدث دائما عن الغزو الإعلامي والثقافي الغربي , يجب علينا الإستفادة من الوسائل المتاحة لنا في تقوية إعلامنا بحيث يكون مؤثرا في مختلف شرائح المجتمع , وصوته مسموعا في أرجاء العالم . ومن المحزن حقا أن الأعلام العربي والإسلامي بصفة عامة يفتقد القدرة على مواجهة تحديات ومخاطر الإعلام الغربي , بل يفتقد الرسالة الإعلامية التي يجب أن يكون منطلقها الإسلام , وخصوصيات المجتمع المسلم , ولذلك نجد أن غالبية وسائل الإعلام العربية والإسلامية من قنوات فضائية وأرضية وإذاعات وصحف ومجلات يغلب على برامجها ورسالتها الإعلامية النحدار والهبوط سواء في المضمون والمحتوى , أو في الأدوات ووسائل العرض , مما أدى إلى التأثير السلبي في ثقافة الأجيال المعاصرة , ونفور غالبية الناس – وخصوصا جيل الشباب - عن الإقبال على الإعلام العربي والإسلامي والتوجه إلى الإعلام الغربي والتأثر به ! والمطلوب هو ان يقوم الإعلام بدوره في تثقيف الشباب وتنمية قدراتهم العلمية والثقافية , ونشر ثقافة الدين , وبناء الوعي السياسي والأقتصادي وتعميق الأنتماء للدين والقيم والأخلاق والوطن ومحاربة الفساد والأنحراف والأنحطاط , وتنمية الثقة بالنفس , والأعتزاز بالهوية والمحافظة على القيم الروحية والمعنوية ... فهذه هي رسالة الأعلام الأساسية . | |
|