المجالس الجادة في الاسلام لا تلغي ولا تصادر مجالس اللهو والترفيه والترويح عن النفس بعد عناء العمل، وجهد الدراسة، ومشاق الحياة .. إنّها ساعات من عدّة ساعات قسّمت بين العبادة وطلب الرزق واللقاء بالإخوان الثقاة، وهي الساعة المخصّصة للملذّات غير المحرّمة، التي باغتنامها يتمكن أحدنا من مواجهة متطلبات الساعات الأخرى. يقول علي (عليه السلام) : «إنّ القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فتخيّروا لها طرائف الحكمة» .. وقال (عليه السلام) : «روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإنّ القلب إذا أكره عمي». فهناك زمن مخصّص للراحة والاستجمام، يباح ويتاح لك فيه أن تمزح وأن تتفكّه، وأنّ تلاطف أصدقاءك وإخوانك، وتلهو مع رفاقك. فللواجبات وقتها، وللهزل واللهو الحلال وقته، على أن لا تستولي أوقات اللهو على ساعات الجدّ، فما خلقنا الله لنضيِّع أوقاتنا هراء وعبثاً، ولذا قيل: «اعط الكلام من المزح بقدر ما يعطى الطعام من الملح». وقد يبدو للبعض أنّ اللهو ـ حتى الحلال منه ـ لا فائدة فيه، لكن الأمور لا تقاس بنتائجها المادية أو الخارجية فقط، فالترويح عن النفس، والتسلية والمفاكهة مع الإخوان والأحبّة مدعاة لخوض لشوط آخر من العمل بنشاط أكبر، ولزيادة الألفة والمحبّة، ولرفع ما علق بالنفس من متاعب وهموم. ونحن لا نتفق مع مَن يقول إنّ الحياة كلّها جدّ صارم ولا فسحة فيها للهو بريء. فمجالس اللهو المباح أو البريء لها مردودها النفسيّ والاجتماعي بل والإنتاجيّ أيضاً، مما لا ينبغي التفريط به، فمن تلك المجالس مثلاً: لعب الإخوان والأخوات داخل الأسرة الواحدة، أو لعب أبناء الجيران مع بعضهم البعض، أو لعب أبناء الأقرباء سويّة، أو الزملاء في المدرسة. ومنها مجالس السمر العائلي، وتبادل الأحاديث الودِّية، أو اشتراك أفراد العائلة ـ كباراً وصغاراً ـ في لعبة ما، فتلك مجالس تشدّ وتقوِّي الروابط الأسريّة ليس في الرحلات فقط، بل حتى في أوقات الفراغ والعطل والمناسبات. ومنها مجالس اللعب كاللعب بكرة القدم أو السلّة أو الطائرة، أو ألعاب الكمبيوتر المختلفة، أو الشطرنج أو ما شابه ذلك. إنّ الشرط الأساس في مجالس اللهو البريء هو أن لا تتضمّن أيّ محرّم، فلا تتحول إلى مجالس فحش وبذاءة، أو نزاع وصراع وبغضاء، أو إلى حالة قمارية، وإن لا تشغلك عن واجباتك الدينية كالصلاة وغيرها، ولا عن واجباتك الدنيوية كالدراسة والعمل وأداء التكاليف.
نور الجنه صاحب البيت
عدد الرسائل : 55 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 08/11/2007
موضوع جميل بجد والانسان لازم يفك عن نفسه بالعكس اما يمارس اى نوع نشاط او رياضه ويكون علاقات اجتماعيه حيساعد على تنميه شخصيته الانسان الى مقضى حياته شغل بس يكون ناجح فى شغله لكن من جواه مش مستقر والعكس مينفعش نفرط فى وقت اللهو