البرامج الشبابية.. نظرة نقدية
في التقييم العام.. تُسعدنا أيّة بادرة أو محاولة مخلصة باتجاه الاهتمام بالشباب، وإلاّ فليس كلُّ ما يُقدَّم إلى الشباب (شبابيّ).. وليس كلُّ شبابيّ زاد صحّي وصالح.. فما أكثر ما يقدَّم باسم الشباب وهو يسيء لهم عامداً أو غير عامد.
نحنُ مع البرنامج الذي يستهدف الارتقاء بوعي وثقافة وتديّن والتزام واحترام الشاب أو الفتاة لقيمهم وأخلاقهم وآدابهم العامّة، بل نثمن عالياً أي برنامج في فضائية أو زاوية أو صفحة في مجلة، أو موقع أو صفحة على الشبكة المعلوماتية (الانترنيت) تضع الله نصب عينيها إذ تضع الشباب في صلب اهتمامها.. فهؤلاء هم وصيةُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).. وهم براعم الأمل التي ستتفتح ـ عمّا قريب ـ عن أزاهير مختلفة اللون والرائحة لتصنع حديقة الوطن الجميلة..
هناك فعلاً برامج بالمستوى المطلوب، أو تسعى لأن تكون كذلك في جدّية ومضامين ما تقدِّمه من مواضيع ومعالجات تلامس حياة الشاب في الصميم، ولسنا في معرض الدعاية لبرنامج بعينه، بل نحاول الاتفاق على خصائص البرنامج المعبّر عن هموم وتطلّعات الشباب، ولا نقول (الناجح).. فالبرنامج المعبّر عنِّي ـ أنا الشاب أو أنا الفتاة ـ هو برنامج ناجح حتى ولو لم يُجر استطلاعاً للرأي بشأنه!
البرنامج الذي يتعاطى مع هموم ومشاكل الشباب، لا من موقع المغازلة والتناغم والتملّق، بل من موقع الاحساس بالمسؤولية عن رفعها وتخفيفها، باللقاء بالمسؤولين المباشرين، بعد اللقاء بعينات شبابية تُفصح عن ابعاد تلك الهموم والمشاكل.. البرنامج الذي المسؤولين وجهاً لوجه أمام مسؤولياتهم في الخطأ والتقصير.. برنامج شبابيّ!
البرنامج الذي ينقل صوراً حيّة عن تجارب وخبرات شبابية رائدة أو ذات لفتة معنوية، أو يسلّط الضوء على شباب عصاميين بنوا أنفسهم بأنفسهم.. برنامج شبابيّ.. ومؤثر أيضاً..
البرنامج الذي يصحِّح الأخطاء الشائعة، ويضع المفاهيم المتداولة في أوساط الشباب في نصابها الصحيح.. برنامج صحّي حتى ولو لم يتحدّث عن التغذية الصحّية!
البرنامج الذي يرصدُ (العالي) من اهتمامات الشباب، فيرفعه ويرفده ويعضده ويغذِّيه، ويناقش (الكمالي) بشيء من الشفافية والواقعية، سيكون له موقع لائق في نفوسهم، حتى ولو كانت البرامج التي تخاطب (السفليّ) من الاهتمامات والاحتياجات تستقطب البعض وتغزو المواقع والفضائيات..
البرنامج الناصح.. الصادق.. الأمين.. الذي يلتقط الظواهر الشبابية المؤسفة، لا ليجعل منها مادة إعلامية تسدّ النقص في الأزمة البرامجية، بل ليُسائل كلّ مَن يقف وراءها: من أُسر متنكّبة عن مسؤولياتها، ومدارس تتراجع التربية إلى المقام الثاني بعد التعليم فيها، ومثقفين يحلّقون في فضاءات بعيدة.. وعلماء منهمكين فيما هو (أهمّ) في نظرهم..
برنامجي أنا المشاهد الشاب أو الفتاة، حتى وإن كان معدّه غيري!!
قد يسأل بعض القُرّاء.. لقد قُلتم (نظرة نقديّة) فأين النقد.. نقول له: لقد فعلنا!!