بين نزوة الانتحار وأرادة البقاء

بين نزوة الانتحار وأرادة البقاء

وفاء حسين صالح
بين نزوة الانتحار , وارادة البقاء يتأرجح مصير الحياة والاحياء , فهل تتفوق النزوة ام تتفوق الارادة ؟ إننا نعلم أن الارادة أحق بالفوز وأجدر .. ولكن في واقع حياتنا كأفراد وكجماعات وأمم مواقف تنتصر فيه النزوة وتفوز .
ولطالما داعبت نزوة الانتحار بني الانسان .. وكلما سمعتم كتاب الله يحدث عن قرية بطرت معيشتها فاذكروا نزوة الانتحار التي اودت بها , وليس ذلك بعجيب فبقية من عصر الغابة والظلام لاتزال تترسب في اعماق وتفكير ووجدان الانسان لتقول له ان اليأس إحدى الراحتين , فمنهاج اليائس تجاه مشكلته هو أن يحطم مشكلته , هو ان يحطم المشكلة عن طريق تحطيم ذاته , ويتخلص منها ومن الاحساس بها ويكون ذلك بالتخلص من الحياة نفسها !!
والانسان تراوده نزوة الانتحار فهل يذهب في جوفها المسعور إلى غايتها ؟؟ هل تتحول الأرض الجميلة الناضرة المضاءة بعقل الأنسان وتصميمه الى مقبرة ؟
إن نزوة الانتحار لن تنتصر .. فالأرض صغيرة جدا في سنها .. انها لاتزال في طفولتها , والحياة فوقها تتدرج وتحبو .. وليس بهذه السرعة سيطويها القدر , ففرصتها لم تنته بعد , بل لعلها بسبيل أن تبدأ وتحقق في ظل العقل والسلام معجزاتها .
أن عقل الانسان وإرادته سينتصران , والمشيئات المتضامنة المتكتلة المتفانية هي التي ستقطع دابر النزوة وتعلن انتصار الحياة .
ان ارادة البقاء ستستمر بالتأكيد لأنها ارادة الله , والعمل وحده هو رسالتنا على هذه الارض .. وعندما تقف الحياة والفناء في معركة فاصلة وجها لوجه فأن نوع العمل يتحدد ويستبين كفلق الصبح .. فصلاتنا ومناسكنا , محيانا , ومماتنا , تفكيرنا واصرارنا .
كل خفقة في صدورنا وكل خاطرة في ذاكرتنا .. كل كلمة على السنتنا .. كل نبض قوي في شراييننا .. كل عزم في سواعدنا .. يجب ان يعبأ لاجتياز المنزلق الفاغر فاه , لدحر نزوة الانتحار , وارادة الحرب .. إن الانسانية تنطوي على سر حافل .. وهي حين تجمع , ولو في اصرار صامت , على امر فأنها تبلغه لامحالة .. فليكن دورنا التبشير بالحياة ودعوة الناس الى معانقتها , والتنفير من ارادة الانتحار .. ودعوة الناس جميع الناس لتحديها وازدرائها .
لنقل للفرد وحيث يكون في كل بقاع الارض واقطارها : العن في نفسك ارادة الانتحار , واحتقر في نفسك كل داعية للفناء , واقبض يديك اذا كانت ستضع الخراب والنهاية والمصير الاليم .. احمل في قلبك دوما إرادة السلام والبقاء والحب والحياة , فأذا حمل كل انسان هذه الارادة وأذا حملناها معا , وجميعا فالفوز لامحالة لنا ولها .. للحياة .