a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
| موضوع: الزواج المبكر.. وقفة تأمل الثلاثاء 27 نوفمبر 2007 - 12:26 | |
| الزواج المبكر.. وقفة تأمل أن من ضمن الحاجات البشرية الزواج وما يشمله ويحققه من استقرار وسَكَن، وما يشبعه من رغبات عاطفية ونفسية وجسدية وحسيّة، وما يضمنه من ضرورة التناسل واستمرار الحياة. والإسلام أقرّ هذه الأشياء مجتمعة، ولكن ضمن إطارها الصحيح، وهو إطار الأسرة السعيدة، حيث يسود جو الألفة والمودة والتقارب والرحمة.. فتنشأ "الخلية الأسرية" من خلال عقد شرعي صحيح، مقرون بالشروط العامة والخاصة للعقود. وبه تبدأ حياة الاستقرار والهناء على ضوء تحديد الحقوق والواجبات لكل من الزوجين، على أن تكون الولاية وإدارة شؤون الأسرة، والإنفاق بيد الزوج المسؤول عن كل ذلك. ولقد حثّ الإسلام على الزواج وجعله من الأمور المستحبة، ورغّب فيه، وجعل عليه الأجر أن قُصد به التقرّب إلى الله، وأحسن التصرف فيه. كما اعتبره ضمانة لعدم انحراف الإنسان، فقد ورد في الحديث الشريف أن: "من تزوج فقد حفظ نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر، (وفي رواية حفظ ثلثي دينه). وهناك وجهات نظر عديدة في الوقت المناسب للزواج هل من الأفضل التبكير أم التأخير.. وطرح البعض دلالات معينة حول الزواج المبكر منها. ـ أن الزواج المبكر هو جزء بارز من الزواج عموماً والذي حث عليه الإسلام ليعيش الإنسان سعيداً، وليكون الزواج وسيلة تعين الإنسان على بلوغ الهدف الأسمى وهو مرضاة الله، عبر التكامل النفسي والخلقي. ـ أنه قد يكون التجربة الأولى للإنسان ـ وللمراهق خصوصاً ـ التي يخوضها في تحمل المسؤولية الخاصة والعامة. فبالزواج يصبح مسؤولاً عن أسرة تحضنه، ويعطيها من طاقاته وقدراته فيستقر وتطمئن نفسه. ـ أن الزواج دافع لبناء حياة اجتماعية وعلاقات إنسانية متبلورة. إذ أن في الأسرة نوعاً من إنشاء العلاقات الاجتماعية بين أفرادها.. فالزوج مثلا، من بيئة وتربية تختلف عادة من بيئة أو تربية الزوجة، ولكي يضمنا زواجاً سعيداً، فلابد أن يلجأ إلى التعاون والتفاهم فيما بينهما، وهذا بحد ذاته أسلوب اجتماعي يلازم رحابة الصدر وحسن الخلق أو التخلّق، خاصة مع الاختلاف الطبيعي في طريقة التفكير، وفي وجهات النظر. ولتخطّي ذلك، وعدم التأثر به، فلابد من محاولات التقارب، والاتفاق على نقاط مشتركة. ثم أن في مسألة تربية الأطفال، وتنويع أسلوب التعامل حسب مزاج وطبع وميل كل واحد منهم، وكذلك مسألة التزاور مع الأهل والأقارب: أهل وأقارب الزوج وأهل وأقارب الزوجة من قبل الزوجين والأطفال، أن في ذلك تحملاً مشتركاً للمسؤولية فيحتاج إلى جهود ورعاية وأصول وأساليب مشتركة. ـ بالزواج المبكر تزداد أواصر الروابط والتضامن والمودة والعاطفة أكثر من الزوجين، وبمعزل عن الناس، وبه أيضاً يتحقق رضا الله سبحانه وتعالى. ـ أن مسؤولية الإنفاق التي يتولاها الزوج، تدفعه إلى مضاعفة الجهود، والسعي اكثر لتحقيق الرزق والعيش الرغيد والرفاهية لعائلته و"مجتمعه المصغّر" الجديد. ولا يخفي ما لهذا الأمر من إلغاء لكل مظاهر البطالة والخمول والكسل في المجتمع، وما فيه من دفع للحركة الاقتصادية، وملء الفراغ الناشئ مع المراهقة، ومنع اللهوث وراء الأحلام الزائفة، والضياع العاطفي والنفسي. ـ أن الزوجين الجديدين (والصغيرين خاصة) تنمو لديهما الموهبة، والقدرة على تحمّل المسؤوليات الاجتماعية الكبيرة، بعد مرحلة الاستقرار والركون النفسي، وبعد التجربة التي خاضاها، مما يدفع صاحب الكفاءة للبروز تلقائياً في المجتمع أو في الحياة العامة بعيداً عن المتاهات والتسكع وصغائر الأمور. ـ بالزواج المبكر أيضاً يستطيع الأبوان القيام بأعباء المسؤولية أحسن قيام، إذ أن السن المبكر يخفف من متاعب ومشقات الحياة الأسرية، وذلك بسبب من روح الشباب، والقوة الجسدية والعقلية المتوفرة والنامية، والتي تتفتح أكثر فاكثر بأساليب جديدة وأوضاع مستجدة. وبذلك تنشأ الأسرة في أجواء "الشباب"، وتنمو ويكبر الأبناء، والأبوان لمّا يبلغا سن الكهولة بعد.. ولا يخفي ما في ذلك من فوائد على الصعيد النفسي، وعلى صعيد التعاون بين الآباء والأبناء، وعلى صعيد دفع الحياة الاقتصادية والاجتماعية شوطاً كبيراً إلى الأمام، وذلك عندما يصبح اكثر أفراد الشعب المتحرك من عنصر الشباب أو ما يقرب منهم.... ـ وتؤكد أيضاً ما ذكرناه آنفا من تخفيف النسبة الكبيرة جداً من الانحراف والفساد والانحلال الخلقي في المجتمع، لأن العنصر الأساسي المساعد على ذلك قد خفف الزواج من وطأة تأثيره وتأثره، ويبقى الدور الآخر للتقوى والتربية الصالحة في البيوت، والتوجيهات العامة لأولياء الأمور في المجتمع للقضاء نهائياً على المعاصي. وهذا الأخير يتحقق عبر قيادة الأمة من علماء وفضلاء ودعاة وعدول المؤمنين، ومن خلال مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". ـ ثم بعملية الزواج ـ والتزويج ـ المبكر للذكور والإناث، تخف المسؤولية عن كاهل الأبوين اللذين قد بلغا ـ والحال تلك ـ مرحلة من النضج والرشد والوعي تدفعهما إلى التفرّغ للعبادة والعمل الاجتماعي. وفي ذلك أيضاً عون على تحقيق الهدف من الوجود الإنساني وهو التكامل ليكون أهلاً للخلافة في الأرض. لقد شجع الإسلام على الزواج ـ والمبكّر بالخصوص ـ وجعله أمراً مستحباً، وسهل طرقه وسبله، من استحباب تخفيف المهر، إلى التشجيع على العمل والكّد، إلى صرف الحقوق الشرعية لتسهيله، إلى تخفيض واجبات النفقة إلى الحد الأدنى اللازم.
| |
|