a7la klam
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

a7la klam


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل للدين من بديل؟ حقائق علمية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

هل للدين من بديل؟ حقائق علمية Empty
مُساهمةموضوع: هل للدين من بديل؟ حقائق علمية   هل للدين من بديل؟ حقائق علمية Icon_minitimeالثلاثاء 20 نوفمبر 2007 - 7:53

هل للدين من بديل؟ حقائق علمية

مؤسسة البلاغ
هل يمكن للإنسان أن يرفض الدين,ويستعيض عنه بالمكتشفات والمعارف التي توصل اليها في مجال التنظيم الاجتماعي,والتوجيه السلوكي والأخلاقي,والتفسير العقائدي...؟
وهل سيكون سعيداً,موفور الكرامة والرفاهية عند استغنائه بهذا البديل عن الدين...؟
ذلك مايجب أن نفهمه,ونعرف الاجابة الموضوعية الصحيحة عليه مازال لدعاة الجاهلية جواب,وللمؤمنين بالله جواب آخر...فالجاهلون بمختلف مذاهبهم وفلسفاتهم المادية الملحدة,ودعواتهم العلمانية ينادون برفض الدين والاستعاضة عنه بما توصل اليه الإنسان من نظريات ومكتشفات...
منطلقين من فكرة مشوهة,ومفهوم مرتبك عن نشأة الدين وأهدافه ودعوته...تلك الفكرة التي تتصور الدين خرافة ووهماً أسطورياً من صنع الخيال,ومخترعات العقل الاسطوري في عصر التخلف والسذاجة,فسر بها الإنسان نشأة الكون والحياة,فردها الى خالق مجهول بعد أن عجز عن كشف القوانين العلمية للطبيعة والحياة..فهو يرى المطر ويلاحظ شروق الشمس ومغيبها,ويشاهد نمو النبات والحيوان وتكاثرهما ويلاحظ الولادة والموت,ولايعرف كيف تجري كل تلك الاحداث لأنه لايملك التفسير العلمي لها,فراح يخترع نظرية خيالية من صنع أوهامه تتصور وجود خالق خلف هذا الوجود المادي وتعتقد بوجود قوة إلهية غيبية تحرك كل هذه الأشياء وتسيرها,أما بعد أن تقدم الإنسان في اكتشاف قوانين الطبيعة والحياة,وأصبح يملك لكل حدث تفسيراً مادياً,فلاحاجة له بالدين,ولاميل له نحوه.
أما الأنبياء فهم في نظر هذا المفهوم الجاهلي ناس يمثلون تفكير مجتمعهم المتخلف في معتقده وعيه,قد أفرزتهم عوامل الصراع الطبقي,والرغبة في الاصلاح.فاندفعوا وبدوافع اقتصادية واجتماعية بالدعوة الى الإصلاح الإجتماعي اندفاعاً فلاوجود لها إلا في أذهان المؤمنين بها..
فهذه التخرصات هي خلاصة المفهوم الجاهلي الحديث,والتفكير المادي الملحد للدين والوحي والنبوة,والذي يقوم على أساس النفي والإلحاد وعدم الإيمان بوجود خالق لهذا الكون,أو التسليم بالوحي والنبوة أو التصديق بواقعية ذلك.
بل إن هذه الحقائق في رأي هذا التفسير الجاهلي الجحود أفكار تعبر عن وعي الشعوب المتردي,وتصور انحطاط مستواها العلمي..فهذه المقولة الجاهلية هي الفكرة التي يرددها الملحدون والعلمانيون,وينادون على أساس الإنطلاق منها بالغاء الدين,واستبداله بالتفسير والتنظيم المادي الذي توصل اليه الإنسان عن طريق بحثه وتجاربه معلنين استغناء الإنسان عن الدين,وقطع علاقته بالله سبحانه.
وكما طرحت النظرية الجاهلية تفسيرها للدين يطرح الدين جوابه أيضاً على السؤال ذاته.
(هل للدين من بديل...؟),ليشرح رأيه,ويعرض وجهة نظره.
وجواب الدين الذي هو جواب العلم والعقل والتجربة الإنسانية كما سنرى هو أن (لابديل للدين)..وهو في جوابه هذا يستند على وجود حقائق علمية وواقعية كثيرة تبرهن على أن لاغنى للإنسان عن الدين,وتؤكد أن الاكتشافات العلمية التي تمهد لتنظيم الحياة الإجتماعية وصياغة القانون والسلوك كمكتشفات علم الاقتصاد والمال والاحصاء وعلم النفس والإجتماع والصحة..الخ ليست قادرة على إعطاء الوصفة التشريعية الشافية للفوضى والإنحراف الذي يعاني منه الإنسان في مجال السلوك والتشريع والنظام والتفكير ..الخ.
وأمام الإنسان المعاصر حقائق ووقائع كثيرة وكافية لكسر غروره العلمي الذي أصيب به على أثر احرازه اشواطاً بعيدة في مضمار الكشوف والتقنية العلمية,فتوهم معها أنه الإله في الأرض,وأنه الغني عن الرجوع الى الدين أو الالتزام به,وأن مالديه من معارف,ومكتشفات علمية,كافية لتنظيم الحياة,وقيادة مسيرة الإنسان.
وهذا الإدعاء الغرور ليس حديثاً في تاريخ الإنسان,ولاهو طارىء على التفكير البشري,بل هو مرض جاهلي لازم الإنسان في كل أدوار التاريخ,وفصول الحياة,فجعل من وجود هذه الظاهرة دليلاً على واقعية الدين,وأسطورية خصومه.
ففي كل جيل اعداء الهدى والإيمان الدعوة الإلهية باتهامها بالاسطورة والخرافة,ويدعون الاستغناء عنها بما لديهم من علم ومال وقوة..الخ فان هذا التلازم بين الجاهلية وبين تهمتها هذه Sad الدين اسطورة,وعلم الإنسان يغني عنها) ليدل على قصور فهمها,ومدى تخلفها النفسي والفكري والسلوكي عن السير مع دعوة الدين والالتزام به.
والدليل على ذلك إن هذه التهمة لم تقل في عصر العلم والمعرفة البشرية,فلو أنها قيلت في عصر العلم والمعرفة لاستطاع القائلون بها أن يوفروا لأنفسهم العذر والاحتجاج على خصومهم بقولهم إن العلم الإنساني بما لديه من حقائق ومكتسبات استطاع أن يكتشف الجانب الأسطوري في الدين,وأن يغني الإنسان عن الرجوع اليه,أو الاعتماد عليه,إلا أن هذه الكلمة قيلت في اشد عصور الإنسان تخلفاً وجهلاً ورجعية مما يؤكد أن التهمة تبرير لعجز الإنسان المتستر بها,والرافض لرسالة الدين,والمتخلف عن التطابق معها,نفسياً وسلوكياً وليست أكتشافاً علمياً ولاتقييماً موضوعياً للدين.
وها هو القرآن يسوق لنا النصوص,ويروي لنا مقولات الأمم,والأقوام الجاهلية البائدة,فيشخص أمام الإنسان هذه الحقيقة المرة المؤلمة :التي تعبر عن هروب الإنسان من التسليم بالحقيقة وتبريره لهذا الهروب بالاسقاط,ومخادعة النفس,والادعاء الأجوف الغرور.
قال تعالى:
(وإذا تتلى عليهم اياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا الا أساطير الأولين)(الأنفال /31).
(وإذا قيل لهم ماذا انزل ربكم قالوا اساطير الأولين)(النحل /24).
ثم استمر القرآن في مورد آخر من موارده يشرح غرور الإنسان,وشعوره بالاستغناء الوهمي عن رسالة الدين,ويصور نتيجة هذا الغرور,والاستعلاء الجاهلي الأجوف,وهو يرسم الصورة المأساوية لعاقبة الغرور,والاستعلاء على كلمة الحق,ورسالة الله.
..هذا الاستعلاء والغرور الذي لازم الأمم والشعوب الجاهلية طيلة فترات حياتها,فكان السبب في انهيار مسيرتها,واغلاق سجل وجودها التاريخي المشوه,قال تعالى Sadأفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض فما أغنى عنهم ماكانوا يكسبون فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ماكانوا يستهزؤن)(غافر/82-83).
وهكذا نقل القرآن لنا عبر الأجيال صورة الوعي,والتفكير الجاهلي,ليكشف لنا عن ظاهرة جاهلية تلازم الإنسان على امتداد تاريخ حياته,وطول مسيرته,لئلا يفاجأ دعاة الإيمان بهذه الظاهرة المرضية التي زامنت تفكير الضلال,وتصور الجاهلين.
ولعل في استعراض القرآن هذا كفاية لكشف جذور هذه التهمة,وتسجيل تاريخها الموازي لامتداد البشرية,وبالتالي الوصول الى نتيجة مهمة وهي:إن المقولة الجاهلية التي تتخلص في القول:
(باسطورية الدين,واستغناء الإنسان عنه بما توفر لديه من علم ومكتشفات),هي ليست حقيقة عليمة اكتشفها العقل العلمي,وانما تبرير جاهلي,منحرف,ضارب في القدم,يزامن وجوده وجود الجهل الإنساني,وعصور التخلف السحيقة.
والى جانب هذا الدليل التاريخي على تزييف الادعاء الجاهلي نجد ايضاً حقائق أخرى تؤكد الحاجة الى الدين,وعدم قدرة المكتشفات العلمية على اغناء الحياة البشرية بالمعتقدات والمفاهيم والنظم القادرة على تفسير الحياة وتنظيمها وقيادتها.
ونذكر من هذه الأدلة مايلي:
أولاً :قصور الاكتشافات العليمة وعدم شمولها لكل حقيقة في دنيا الإنسان سواء بوصفها كحقائق علمية مفردة,أو بصيغتها الكلية المترابطة.
فالعلم لم يستطع اكتشاف كل القوانين الإنسانية والاجتماعية ولم يشخص الترابط ومدى التفاعل والتأثير,فيما بينها جميعاً.
فهناك علاقة ترابطية بين النزعات والدوافع الإنسانية والتركيب الجسماني,وبين قوانين الاقتصاد والاجتماع والسياسة والأخلاق والصحة ومنهج التفكير..الخ.بشكل لم يستطع العلم تشخيصه ولاتحديده بصيغته الموضوعية الكاملة,فالإنسان بحقيقته الذاتية,وبقوانينه الاجتماعية مازال عالماً مجهولاً,لم يستطع العلم اكتشاف حقيقته,ولاتحديد كهنه.
لذلك صارت الإنسانية حقلاً لتجارب أصحاب النظريات والمبادىء والفلسفات والقوانين,فخسرت حياتها على مذبح هذه التجارب المرة القاسية.
ثانياً:تأثير الإرادة الإنسانية على المكتشفات العليمة ذات الطابع الاجتماعي,فالإرادة والاختيار هما جوهر الإنسانية,وحقيقتها البعيدة في كل فعل وموقف,ولايستطيع العلم أن يوجههما أو يروضهما على قبول وتبني نتائجه,إلا اذا استجابت الإرادة الإنسانية لذلك,فكل مايستطيع العلم فعله وتقديمه للإنسان هو كشف المعارف والقوانين ووضعها بين يدي الإنسان ليتصرف بها ويحدد موقفه منها.
والى هذا الحد تنتهي مسؤولية العلم,وتبدأ مهمة الإنسان بكل كيانه الإرادي والإنفعالي ليختار أسلوب التعامل مع هذه الحقائق..سلباً أو أيجاباً.
لذلك كان دور الدين مهماً في توجيه البشرية,ووضع قدمها على الطريق الموصل الى خير وسعادتها,فهو القادر وحده على صنع الإرادة والاختيار المتطابق مع إرادة الخير والحق,وليس بامكان المعارف العلمية أن تفعل ذلك,لأن الحقيقة العلمية هي من اكتشاف الإنسان,ولايجد في نفسه مايحمله على الالتزام بها,أو عدم الخروج عليها,فهو يجد نفسه قادراً على حذف والغاء تلك الحقائق من حياته لأنه السيد المالك لها,والإرادة المتحكمة بها..
والأدلة على ذلك كثيرة,والأمثلة متعددة.
فمثلاً اكتشف الإنسان خطر الخمر والزنا والمخدرات,وعلى الرغم من هذه الاكتشافات فان ملايين الناس مازالوا يسقطون ضحايا هذا الخطر المدمر,ويعيشون عرضة للأمراض الجسمية الفتاكة والفوضى النفسية والعصبية والمالية المجنونة.
ولم تزل القوانين الوضعية تبيح مقارفة هذه الأعمال,وتمنح الأفراد الشاذين كل الحرية لممارستها..فلم ينفع الإنسان علمه,ولم ينقذه من وهدة سقوطه.
واكتشف الإنسان خطر الربا والاحتكار والاستغلال الاقتصادي والتلاعب بحركة المال والسلع وتأثير ذلك على سلامة المجتمع الإنساني وأمنه وسعادته,إلا ان هذا الاكتشاف لم يستطع حل أزمة الإنسان الاقتصادية,ولم ينه مشكلة الفقر والحاجة...فما زال الملايين من البشر لايجدون مايسدون به رمقهم,ولايمكلون مايدفعون به خطر الفقر عن أنفسهم,بل ويموت مئات الألوف من البشر تحت وطأة الجوع وسوء التغذية في حين تنعم فئة قليلة بالوان الترف والثراء الفاحش.
فالمكتشفات العليمة والتجربة الاجتماعية لاتستطيع أن تجعل الإنسان قوة منفذة لهذه المعارف حتى مع اكتشافها,والعلم بها...بعكس قوانين الذين وقيمه وأخلاقه,فانها تملك القدرة على توجيه إرادة الإنسان وحذف التاثير الذاتي,والتحكم بالأهواء والرغبات الشخصية..لأن الإنسان المؤمن يعتقد بان مبادىء الدين هي مبادىء إلهية واجبة التنفيذ,وهو مسؤول عن هذا الحقائق العلمية التشريعية قوة التنفيذ والاعداد التربوي الذي يعد الإنسان للتنفيذ ويهيئه للتطبيق,بما تملك هذه الرسالة من حصانة روحية واخلاقية تسلك كضمانة اكيدة في مجال التنفيذ والتطبيق.
ولو عدنا باحثين عن الأسباب التي أغرت دعاة الجاهلية,والمبادىء العلمانية بالتحلل من مبادىء الدين وإلغاء منهجه في الحياة لوجدنا خلف هذه الدعوة ثلاثة عوامل رئيسية هي:
أولاً: تخلف ارادة الإنسان المادي الجاهلي,وتحلل شخصيته وعدم قدرتها على الارتفاع الى مستوى الالتزام برسالة الدين,ورسالة الإنسان السوي والشخصية القويمة,مما دعا هذا الإنسان الى الرضى بهذا الهبوط والالتصاق بقاع المستنقع وتشبثه بالدفاع عن هذا الموقع المتردي,واتخاذه اتهام الدين بالجمود والرجعية والخرافة ذريعة ووسيلة دفاعية يبرر بها هبوطه وارتكاسه في هذا المنحدر النفسي والسلوكي الذي رضى بالوصول اليه والوقوف عنده وكم كان دقيقاً تشخيص القرآن وتحليله لهذا النمط من الشخصيات حينما تعرض لهذه الفئة من الناس وخاطبها بقوله:
(أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى انفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون)(البقرة/87).
(ومنهم من يستمع اليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفاً أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم)(محمد/16).
فهذا العامل إذاً عامل التخلف النفسي والإرادي والانحراف الأخلاقي والوجداني,هو أحد الأسباب الثلاثة في إطلاق هذه الدعوة الجاهلية العلمانية والمناداة بها.
ثانياً: أما العامل الثاني الذي شجع على الدعوة الى الغاء الدين,وطلب البديل له,فهو الصورة المشوهة التي رسمتها الكنيسة المسيحية,والمفاهيم اليهودية والديانات الوثنية,للدين والعلم,وعلاقة الإنسان بها,تلك المفاهيم والمعتقدات التي وضعت الإيمان في موقف المعارضة والمعاداة للعلم والإنسان,لذلك جوبهت هذه المفاهيم بالرفض والاستخفاف,ووقف الإنسان بحضارته ومفاهيمه الحديثة ضد هذا الاتجاه الخرافي المتخلف,ساحباً حكمه المنتزع من هذا الفهم المشوه للدين على رسالات الإيمان ودعوات الهدى..جاهلاً أو متجاهلاً أن الدين بنقائه وأصالته هو أول المنادين بمعاداة هذه المفاهيم الخرافية,وفي طليعة المعارضين لتلك الأفكار,والمعتقدات المناقضة لمنطق العلم والعقل,وفي مقدمة الداعين الى رفع شعار الوحدة بين الدين والعقل والعلم..فهذا القرآن روح الشرائع الإلهية,ودستور الدين الإسلامي,ينادي بهذا الشعار ويرفعه بقوله:
(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات..)(المجادلة/).
(يؤتي الحكمة من يشاء,ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً,وما يذكر إلا أولوا الألباب)(البقرة/269).
وهذا رسول الدين محمد (ص)والناطق بلسان المرسلين يرفع صوته قائلاً:
(فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وأفضل دينكم الورع).
(من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم).
ثالثاً :أما العامل الثالث فهو الاعتزاز بالمكاسب العليمة,وانعدام التمييز بين التجربة الطبيعية,وقدرة الإنسان على كشف القانون الطبيعي والاستفادة منه من جهة أخرى,فتسبب هذا الخلط بين طبيعة التجربتين,وعلاقة الإنسان بهما في عدم القدرة على الفرز بين الحالتين _الطبيعية والاجتماعية_مما شجع على الدعوة الى الاكتفاء بمكتشفات الإنسان في المجال الاجتماعي قياساً على علاقة الإنسان بالمكتشفات الطبيعية,من غير أن تؤخذ الفوارق بين القضيتين بنظر الاعتبار...وبالقائنا نظرة فاحصة على كل من الممارستين_الطبيعية والاجتماعية_نستطيع أن نميز الفوارق الأساسية ينهما,ومن ثم نقف على مدى الخلط والخطأ في المساواة بين الممارستين..هذا الخطأ الذي وقع فيه التفكير المادي عندما قاس التجربة الاجتماعية على التجربة الطبيعية,من غير أن يأخذ الفوارق في القياس بنظر الاعتبار.
تلك الفوارق التي تتلخص فيمايلي:
أ- في العمل مع التجربة الطبيعية:يتعامل الإنسان في التجربة الطبيعية مع مادة لاتملك الإرادة ولاالرفض أو المقاومة,بل تستجيب للقانون وتخضع لحركته خضوعاً قسرياً دقيقاً.
أما في التجربة الاجتماعية فالتعامل يكون مع الإرادة الإنسانية القادرة على الرفض والقبول فهي تتصرف بالقانون,وليس القانون هو الذي يتصرف بها عندما تتتعامل مع القوانين.
ب- في التعامل مع القوانين الطبيعية يندفع افنسان لاستخدامها والاستفادة منها بمجرد كشفها والتعرف عليها تحقيقاً لمصالحه,وزيادة لمنافعه,وهو لايستطيع ان يزيف هذه المنافع أو يزور النتائج,ولكنه يستطيع ان يضع القوانين الاجتماعية التي تمكنه من الاستحواذ على تلك النتائج بدوافع أنانية ومصلحية.
أما في حالة التعامل مع القوانين الاجتماعية فلاتكفي معرفتها لحمل الإنسان على التطبيق والاستفادة,بل تتلاعب بالقانون رغبات الإنسان ومصالحه الأنانية وأهواؤه الذاتية.وتقوم تلك الرغبات والمصالح بتزييف إرادة القانون والغائه.
ج- في العلاقة مع القوانين الاجتماعية: يمكن للإنسان أن يعيش من غير أن يتعرف على قوانين الطبيعة,أو يكتشف معظمها ويستمر في الكفاح من أجل اكتشافها,واستخدام مايمكن اكتشافه منها,وأن يسخر لخدمته وراحته ما يمكن تسخيره.ولايضره الفشل في التجربة الطبيعية,ولاقصور المعرفة بها,ولاغياب الكثير من حقائقها عن تفكيره وفهمه.
أما القوانين الاجتماعية فان عدم الاحاطة بها جميعاُ,أو عدم كشفها كشفاً صحيحاً,يحدث بالضرورة اضطراباً,وفوضى في المجتمع الإنساني,ويكون الإنسان نفسه هو الضحية لهذا القصور,والفشل في التجربة الاجتماعية...
وماذا يربح الإنسان اذا خسر نفسه,وفقد سعادته,وصدق الله القائل:
(...قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين)(الزمر/5).
فكم من تجربة اجتماعية خابت...؟وكم من نظام طبق وفشل؟وراح الإنسان ضحيته,وعانى وطأته الوان العذاب والشقاء..ففقدان المجتمع الإنساني للنظام الذي يحقق له العدل والمساواة واحترام الحقوق,لايعادله بالخسارة والضرر جهل الإنسان بقوانين الذرة,أو بعوالم الفلك ومايجري في أعماق البحار.
فبامكان الإنسان أن يستغني عن ذلك ولايضره ان يفشل في كشف هذه القوانين,أو يخطىء في تطبيقها...وليس الأمر كذلك بالنسبة لمفاهيم (الحق والعدل والخير)التي هي مقاييس القوانين والقيم الاجتماعية.
فهذه الموازين والقيم التشريعية والأخلاقية ليست نتيجة من نتائج التجربة المختبرية,ولاشيئاً محسوساً يمكن للتجربة الاجتماعية أن تفرزه فرزاً مشخصاً وواضحاً...بل قيم ومقاييس ومعايير معنوية وأخلاقية,وحقائق تقييمية تحتاج الى علم,وادراك.و تقدير,خارج حدود التجربة,والتعامل الموضوعي للإنسان...فهي حقائق كلية ينزع الإنسان الى الوصول اليها,ولايجد في واقعه إلا القصور عنها,ووجود اضدادها طيلة تجربته الجاهلية المريرة,فمن اين يحصل عليها...؟وكيف يكونها...؟
واذاً فلهذه الأسباب وأمثالها,كان خطأ أن نقيس التجربة الاجتماعية على التجربة الطبيعية,وأن نستغني عن الدين كشريعة اجتماعية,بمكتشفاتنا,وتجاربنا الخاصة,كما اكتفينا بالجانب المادي والطبيعي بمالدينا من معارف ومكتشفات علمية.
وعلى ذلك فليس أمامنا إلا أن نفتح أبواب الوعي,ومنافذ العقل,لنتقبل كلمة الله,ونستجيب لنصيحة القرآن,ونتأمل بها ملياً:
(ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنكم اليه تحشرون)(الانفال/24).
ويجب ألا ننسى في نهاية بحثنا هذا أن مهمة الدين هي ليست تنظيم الحياة وتوجيهها وحسب,بل وأن الاخرة حقيقة كبرى في رسالة الدين,واعداد الإنسان لها هي المهمة الأساسية لكل دين ورسالة إليهة.
وعلى الإنسان أن يفكر فيها قبل ان يفكر في رحلة الحياة العابرة...
فالآخرة حقيقة واقعية,وهي نهاية لامفر للإنسان من الاستقرار عند شواطئها,وليس بمقدور العلم أن يضمن للإنسان النجاة في ذلك العالم,أو يحقق له الإيمان به,والعمل من أجله,بعيداً عن رسالة الدين,وهداية الإيمان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
 
هل للدين من بديل؟ حقائق علمية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
a7la klam :: شَــهْـــدُ الـْكَــلِــمَــاتْ :: الدِينُ والحَيَاةُ فِى كِتَابِ الله-
انتقل الى: