a7la klam
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

a7la klam


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الصوم.. بمعناه المادي والروحي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

الصوم.. بمعناه المادي والروحي Empty
مُساهمةموضوع: الصوم.. بمعناه المادي والروحي   الصوم.. بمعناه المادي والروحي Icon_minitimeالثلاثاء 20 نوفمبر 2007 - 7:47

الصوم.. بمعناه المادي والروحي
لمشاهدة الصورة بحجم اكبر إضغط علي الصورة

السيد محمد حسين فضل الله
هذا الحديث عن عمق الترابط بين الصوم بمعناه المادي الشرعي الذي يتمثل في ترك بعض الاشياء الخاصة من الطعام والشراب والجنس وما اشبه ذلك , وبين الصوم بمعناه الروحي الاخلاقي الذي يمتد ليشمل كل المضمون المنفتح على مفهوم التقوى بكل سعته , التشريع في دائرته العلمية.
فالمطلوب أولا – من وحي هذه الفقرات – أن يلهمنا الله معرفة فضله واجلال حرمته.. ولكن..هل هي المعرفة الفكرية والاجلال الاحتفالي أم هي المعرفة بالخط العملي الذي يتحول الى حركة في بناء الشخصية؟ , لان الزمن ليس شيئا حيا ينفذ الانسان الى داخله ليتعرف خصائصه الذاتية , بل هو شئ في حركة الوجود التي يمنحها الانسان معنى في الشكل والمضمون ليعطيه بعض الملامح الجميلة او الخبيثة من نشاطه السلبي او الايجابي , فيما يأخذ به من وحي الرسالات,أو في ما ينطلق به في وعي الفكرة في الذات , ولذلك فلا معنى للمعرفة الا من خلال المضمون الانساني الحركي في الزمن الذي لابد من أن يتعرفه الانسان في مسؤولية الزمن في ضرورة تجسيده في شيء من ذلك , وعلى ضوء ذلك نفهم أن الاجلال ليس شيئا يتحرك في الطقس التقليدي بل هو شئ يتحرك في عظمة الدور في داخل حركته ..
وهكذا ينبغي للانسان أن يعيش شهر رمضان في الدور , وفي المسؤولية , وفي فترة العمر المسؤول في رحلته الى الله في داخل هذا الشهر , ليكون دخوله إليه عن وعي يلهمه معناه , ليعرف كيف يحتويه في الدائرة الاسلامية الحية المتحركة في كل اتجاه للحياة من حوله .
والمطلوب ثانيا – من وحي هذا الدعاء – التحرز عن التعدي على حدود الله , في ما حرم الله على عباده تجاوزه , من الامور التي لا مصلحة فيها للحياة وللانسان مما انذر الله عباده بالعقوبة على ممارسته , وهذا هو الذي يلخص كل الخطوط التي يتحرك فيها الانسان في هذا الشهر في جانبها السلبي الذي يتمثل في المحرمات , وفي جانبها الايجابي الذي يتمثل في الواجبات .. وهذا هو الذي نتابع عناوينه في الفقرات الاتية , التي يرتفع فيها النداء من اعماق القلب المؤمن الخاشع الذي يخشى من السقوط في التجربة تحت تأثير المادة او الغريزة او البيئة او نحو ذلك مما قد ينحرف بالأنسان عن الخط المستقيم .. فيبادر الى طلب المعونة من الله .. ليتوازن الانسان في حركته .. لتنطلق الارادة من جانب , وتنزل عليه الألطاف الالهية من جانب آخر .
وهذا ما تمثله هذه الفقرة :
( وأعنّا على صيامه بكف الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك ).
فأنها توحي بأن الصوم يأخذ مضمونه الحقيقي في حياة الناس الايمانية العبادية المنفتحة على الله بالالتزام الحقيقي الذي لايهتز في مواقع الاهتزاز الفكري والعملي , فلا تتنفذ معصية الله الى اعضاء الانسان في قوله وفعله , بل تقف مع طاعة الله التي يتحرك فيها الجسد بكل حركاته ليكون الانسان في ذلك انسان الله , الذي ينتمي اليه ولا ينتمي الى الشيطان , وليكون عبد الله الخاضع له في كل اموره ..
وهذا ما تعبر عنه الفقرات التالية :
(حتى لانصغي بأسماعنا الى لغو ) .
وهو الكلام الذي لايعتد به وهو الذي يورد لاعن روية وفكر , فقد يشتمل على ما لايرضي الله وما لا ينفع الناس أو ما يفسد حياتهم , او ما يبتعد عن الخط المستقيم في الفكر والمنهج والعمل .. وهذا هو ما يريد الاسلام للأنسان أن يبتعد عنه ويرتفع بشخصيته عن الاخذ به .. وقد يكون الاصغاء اليه وسيلة من وسائل الانس به والانجذاب اليه , مما قد يترك تأثيرا عميقا في شخصية الانسان حيث يتحول الى شخص يمارس اللغو وينطبع به .
( ولا نسرع بأبصارنا الى لهو ).
يجتذب العين فيسحرها , ويأخذ القلب فيملكه , ويطبع حياة الانسان بطابعه ليكون الانسان اللاهي البعيد عن الله الذي يستغرق في الصورة الحلوة هنا , واللمسة المغرية هناك , والاوضاع المثيرة في موقع آخر , فيخلد الى الارض في زخارفها ومغوياتها وشهواتها , فلا يرتفع الى ىفاق السمو الروحي الباحثة عن الله ولا ينطلق الى مواقع المسؤولية المنفتحة على مواقع رضى الله وبذلك يفقد توازنه , ويبتعد عن انسانيته , ويتحول الى شخص عبثي في ما هو العبث الّلاهي في الحياة .
( وحتى لانبسط أيدينا الى محظور ) .
لان الله جعل لليدين دورا في تحريك حياة الانسان نحو القضايا التي تمثل حاجاته في بناء روحه , أو في رعاية حياة الناس من حوله في ما احله الله له من ذلكك كله .. ولم يرخص له أن يستعملها في تناول الحرام , او في إفساد حياة الناس أو حياته وتهديدها وارباكها في ما لايرضى له به .. وفي ضوء ذلك لابد للأنسان ان يفكر بأن لايحرك يديه في الامور المحظورة , على جميع المستويات حتى لاتكونا اداتين لمعصية الله , وبالتالي لهلاك الانسان في مصره المحتوم في عذاب جهنم من خلال غضب الله .
( ولا نخطو بأقدامنا الى محجور ) .
فقد حجر الله علينا , من الوحهة الشرعية , ان نتحرك في الساحات التي تتجمع فيها الاوضاع المنفتحة على الفساد والاجرام والخيانة وغيرها من المعاصي , او ان نأخذ بالوسائل التي تقودنا الى ذلك أو ننطلق الى الاهداف التي لايحبها الله لعباده , ولذلك ينبغي للأنسان أن يستغرق في التامل في خطواته في حركة رجلية , ليحدد الطرق المحللة أو المحرمة , وليعرف الغايات التي يبلغها في ما يبني له حياته ومصيره , او فيما يهدم وجوده ونجاته .
( وحتى لاتعي بطوننا إلا ما أحللت ) .
من الطعام والشراب , فقد احل الله للأنسان بعض الطعام والشراب وحرم بعضا أخر , واراد له ان لا يجعل بطنه وعاءا آلا للحلال منها مما يصلح امر جسده أو توازن عقله او صفاء روحه في ما يؤثر عليه من ذلك كله .
( ولا تنطق السنتنا إلا بما مثلت ) .
أي بما حدثت , او بما اكدت من الحجة مما ينسجم مع الحق ويبتعد عن الباطل , ويلتقي بالصدق , وينفصل عن الكذب , وينفع الناس ولا يضرهم , ويرفع مستواهم , ويقوي وجودهم , ويفتح لهم ابواب الخير ويغلق عنهم ابواب الشر , ويدفع بهم الى ساحة الحرية ويبعدهم عن ساحة العبودية , ويمنحهم العزة والكرامة .. فقد اراد الله للأنسان ان يحرك لسانه بالكلمات الطيبة المنفتحة على مواقع رضى الله في ما فيه مصلحة الانسان الحقيقية في العمق , وان يمسكه عن الكلمات الخبيثة المغلقة عن مواقع رضاه , ولذلك كان لابد أن يفكر بالمستوى العالي من الانضباط الدقيق في الخط الفاصل بين الحرام والحلال , فيما يربي نفسه عليه , او فيما يسأل الله العون عليه .
( ولا نتكلف إلا ما يدني من ثوابك , ولا نتعاطى إلا الذي بقي من عقابك ) .
لان الله قد جعل للأنسان ان يبذل جهده في ما يملكه من الطاقةالحركية التي تمثل المعاناة والمشقة في الاعمال التي يقوم بها في المجالات لاتي تؤدي به الى السعادة التي ينال بها ثواب الله , وتبتعد به عن الشقاء الذي ينال به عقاب الله .. لان المفترض في الجهد الانساني أن يتحرك في النجاة من الهلاك , وفي الوصول الى مواقع السلامة
( ثم خلص ذلك كله من رياء المرائين , وسمعة المسمعين , ولانشرك فيه احدا من دونك ولا نبغي به مرادا سواك ) .
فقد اراد الله للأنسان أن يعيش في نطاق التوحيد الخالص الذي يوحي بصفاء العمل في عمق النية الدافعة له , فلا يكون مشوبا بالرياء الذي يمثل الاستغراق الذاتي في الحصول على السمعة الطيبة لديهم , لان معنى ذلك هو انفتاح العبادة على الناس لا على الله مما يعني الشرك الخفي فيما يراقب به الانسان الناس الى جانب الله ..في مضمون العبادة الخاضعة لحركة القلب التي تحدد مسار حركة الجسد .
وهكذا نجد في هذا الفصل , أن الصوم ليس مجرد حالة مادية سلبية فيما هي اللذة الغذائية او الجنسية , بل هو حالة روحية وعملية على مستوى الالتزام الأخلاقي الشرعي الذي يمثل صوم الجسد عن كل ما حرمه الله , وقد جاء في الحديث المأثور عن الامام جعفر الصادق (ع) : اذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك , (وعدد شيئا غير هذا) وقال : لايكن يوم صومك كيوم فطرك , وفي كلمة اخرى له : اذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك وقار الصائم ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك .
( اللهم صل على محمد وآله , وقفنا فيه على مواقيت الصلوات الخمس بحدودها التي حددت , وفروضها التي فرضت , ووظائفها التي وظفت , واوقاتها التي وقّت , وانزلنا فيها منزلة لمصيبين لمنازلها , والحافظين لأركانها , المؤدين لها في اوقاتها , على ما سنه عبدك ورسولك محمد صلواتك عليه واله , في ركوعها وسجودها , وجميع فواضلها على اتم الطهور واسبغه , وابين الخشوع وابلغه ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
 
الصوم.. بمعناه المادي والروحي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
a7la klam :: شَــهْـــدُ الـْكَــلِــمَــاتْ :: الدِينُ والحَيَاةُ فِى كِتَابِ الله-
انتقل الى: