a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
| موضوع: وقت الفراغ هو مرحلة التهيؤ للعمل والابداع الثلاثاء 20 نوفمبر 2007 - 5:14 | |
| [center]وقت الفراغ هو مرحلة التهيؤ للعمل والابداع كامل عمران أبرزت الحضارة المعاصرة في سيرورتها المتعاظمة , بفضل مصادر تطورها الداخلية, ظاهرة تدعى (وقت الفراغ) التي سرعان ما وسمت هذه الحضارة بطابعها , وجعلتها تعبيرا عنها , بحيث باتت اليوم حضارة (وقت الفراغ) , ويرى البعض ان هذه الظاهرة اختراع حديث – وهي نظرة لا تخلو من تمحور غير مبرر على وحدة حضارية تمحور الانسان الغربي على الحضارة الغربية كما هو حال علماء النفس الاجتماعيين , الذين يعتقدون ان إشباع الحاجات الفكرية – تحقيق الذات على سبيل المثال – غير موجود في الحضارات التقليدية أو البدائية . وتشير الوقائع الى أن ظاهرة وقت الفراغ , تلازم وجود الثقافة في المجتمع , سواء أكانت الثقافة قديمة أم حديثة , إلا أن تلك السكة التي تميز الحضارة المعاصرة , المتمثلة في إنقاص يوم العمل وإسبوعه , وانتشار نظام العطلات والأجازات المأجورة , التي انتجت مزيدا من وقت الفراغ عند أفراد المجتمع , وقد اعطت هذه الظاهرة بعدها وانتشارها في المجتمع المعاصر , ويعتقد البعض ان ظاهرة وقت الفراغ , تتجلى في صورة زمن محرر بالتقابل مع زمن العمل , ولا يمكن فهمها الا ضمن هذا التقابل , بحيث أصبحت امرا لا غنى عنه لنمو المجتمع الحديث وتطوره , فمن خلالها يتم تصريف سلع الاستهلاك التي يجري انتاجها على نحو دائم ومتزايد , وتبين الدلائل أن ليس ثمة وقت متحرر من الالتزام المعياري , فما هو عمل بالنسبة الى البعض قد يكون فراغا عند الآخرين , وهذا بدوره يجعل من وقت الفراغ مفهوما يتسم بالنسبة الى حد كبير وربما كان ذلك ايضا سببا يدعونا الى تدعيم تصورنا وقت الفراغ كمفهوم اكثر شمولا من مجرد الوقت المتحرر نسبيا من الالتزام بالعمل , فوقت الفراغ مفهوم اجتماعي يمكن أن يستخدم للأشارة الى الاتجاهات , والرغبات , والتفضيلات , وانماط التفكير , والاهتمامات ذات الانواع المتعددة لدى الافراد والجماعات , خلال فترات من حياتهم اليومية لهم الحق في استثمارها على نحو يشيع حاجاتهم الشخصية ويحقق اهدافهم الخاصة , ونظرا لاهمية هذه الظاهرة الاجتماعية , ذات الجوانب السلبية والايجابية , نشأ علم اجتماع خاص بها , يبحث جوانبها المختلفة وارتباطاتها بالبناء الاجتماعي , هو علم اجتماع الفراغ . ويرتبط وقت الفراغ واستثماره بالبناء الاجتماعي السائد , وبمستوى التقدم الحضاري , ودرجة تعقد النظم الاجتماعية والثقافية , ويعتمد وقت الفراغ على العلاقات الاجتماعية , ويخضع للقوانين التي يفرضها الممجتمع على هيئاته المختلفة , لهذا تختلف انشطة وقت الفراغ , باختلاف المجتمعات والثقافات , بل هي تختلف باختلاف الافراد والجماعات في المجتمع الواحد ويعود السبب الى التباين والاختلاف في طابع القيم والانماط السلوكية والاجتماعية السائدة في المجتمع . ولا يجوز اعتبار وقت الفراغ في هذا العصر , مسألة ثانوية يمكن التقليل من أهميته وقيمته بالنسبة الى الانسان والمجتمع , فقد قال سقراط : (إن وقت الفراغ لهو اثمن ما نملك) , ولا يمكن في هذا العصر تصور الحياة عملا متواصلا , لأن ذلك يؤدي بعد فترة الى الشعور بالتعب والملل , لذا فإن تحقيق التوازن بين وقت العمل ووقت الفراغ , امر اساسي للأنسان , فالترفيه الثقافي والروحي والجسدي , ضرورة حيوية تمهد لحركة العمل والابداع , وتتجلى أهمية وقت الفراغ لانه منطلق التكوين الذاتي وإعادة إنتاج الحياة الذاتية , من خلال ممارسة افراد المجتمع بنشاطات تسهم في بناء شخصياتهم وتنميتها , فمن خلال معرفة نشاطات أوقات الفراغ يمكن الحكم على شخصية الانسان , أي قل لي ماذا تفعل في وقت فراغك , وانا اخبرك بشخصيتك , إن الشخصية التي تعيش ظروفا خالية من انشطة وقت الفراغ هي شخصية غير سوية , وتكشف انشطة وقت الفراغ عن مواهب الناس وقدراتهم , وتعمل على الترويح والترفيه عن انفسهم وتجدد طاقاتهم الانتاجية , وتلبي حاجاتهم البيولوجية والنفسية والاجتماعية , كما تعمل على استعادة القوى التي خسرها الانسان اثناء العمل اليومي , مما يعني ان وقت الفراغ مرحلة من مراحل التهيؤ للعمل والابداع , ولا بد من الاشارة الى ان اساءة استثمار وقت العمل ووقت الفراغ او التناقض ببينهما , يؤدي الى تصرفات لا سوية مثل , اندفاع الشباب , وملل الكبار – وهناك كلمة شهيرة مؤداها (أن تشعر بالملل هو ان تقبل الموت) . إن كثرة وقت الفراغ الشباب بالأضافة الى الوسائل المتطورة التي انتجها التقدم العلمي والتقاني وعدم التحكم في آليتها وكيفية استثمارها , وقدرتها على جذب الشباب اليها خصوصا الشباب الذي لم يدخل معترك الحياة بعد , تتطلب التخطيط لاستثمار أوقات الفراغ عند الشباب , لفهم حاجاتهم ورغباتهم , وخلق الوعي بأهمية استثمار أوقات فراغهم , وتدريبهم على حسن استثماره , بوضع برامج تحقق له توازنا انفعاليا وعقليا وصحيا واجتماعيا , بحيث يغدو وقت الفراغ منفذ تعبير عن حاجاتهم ورغباتهم المكبوتة , وبذلك يكسبهم انماطا من السلوك تعزز صفات ايجابية مثل التعاون , والصداقة , والشعور بالولاء والانتماء , والمنافسة الشريفة , والمبادرة والعطاء , ويمكنهم من التكيف الاجتماعي الذي يتفق مع المعايير الاجتماعية , ويؤدي عدم استثمار اوقات الفراغ ايجابيا الى وقوع الشباب في مشكلات منها : القلق , التوتر , الخوف من الذات , الضجر , الملل , البطالة , الضياع , السقوط , الانهيار الاخلاقي , تناول المسكرات , تعاطي المخدرات , السهر في اماكن منحرفة , وهذه كلها سلوكيات تؤدي الى الحط من قيمة الانسان , وبناء مظاهر الضعف والجمود والسلبية والانحراف لديه و وإضعاف شخصيته الاجتماعية وقد تنبه الشاعر العباسي أبو العتاهية لخطورة وقت الفراغ على الشباب فقال : (إن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة ). فالتخطيط في مجال الشباب عمل وقائي تنموي , يندرج في إطار خطط التنمية الشاملة , التي تخدم المجتمع حاضرا ومستقبلا , وتصون امكاناته , وتبعده عن الوقوع في المشكلات التي تمنع تطوره بشكل متوازن .
[/center] | |
|