a7la ayam Admin
عدد الرسائل : 724 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 28/10/2007
| موضوع: النجومية وبزنسة الرياضة الأحد 18 نوفمبر 2007 - 12:19 | |
| النجومية وبزنسة الرياضة مصطفى حجازي في بحثها عن الإثارة وجذب المشاهدين تركز الشاشات التجارية على النجومية علىاختلاف ألوانها,وتعطي لأخبار النجوم من المساحة ووقت البث ما لايقارن مع الأوقات المخصصة للموضوعات الأخرى. على أن الرياضة على الشاشات أصبحت أبرز مجال للنجومية. الإعلام المرئي يسر سبل المتعة والمشاركة الرياضية لمليارات المشاهدين على سطح الكوكب في مختلف المباريات الدولية والأولمبية. وخلق فرصاً غير مسبوقة للتفاعل الإنساني الملتقي على أكثر الأنشطة نبلاً وارتقاء,وهي الأنشطة الرياضية بالطبع. الرياضة بما هي أسمى قيم الجهد غير النفعي والأداء الإنساني السامي والعطاء وتجاوز الإنسان لقدراته وأخلاقيات السلوك,كلها تشكل أبرز نموذج لتهذيب السلوك وترسيخ القيم. ولقد تحولت الرياضة الى لحظات الحماس للإنجازات الخارقة والتنافس على تجاوز الذات وقدراتها. كما خلقت نوعاً جديداً من الشراكة العالمية وفرصها بفضل الشاشات. حتى أنها اصبحت العقيدة الجديدة للشباب والأجيال الصاعدة,التي حلت محل العقائد السياسية والاجتماعية وهذا كله إنجاز بشري من طراز مميز. على أن للمسألة جانب آخر خفي لابد من الوقوف عنده.لقد حولت الشاشات بقدرتها على البث,وانطلاقاً من اخلاقيات اقتصاد السوق,الرياضة الى سلعة يتم التعامل معها "كبزنس". تسليع الرياضة اصبح ظاهرة شبه كونية من خلال الشاشات,وبالطبع قبلها. إنما الشاشات أضفت عليها المدى الكوني. نحن هنا بصدد المنطق الربحي للرياضة. فالنجومية لم تعد تقاس بأدائها الخارق فقط,بل كذلك بأثمانها: كم كسب النجم الفلاني؟ وكم يساوي بالمقايضات بين الأندية؟ والكسب ليس بالقليل على اية حال. فما يكسبهنجم عادي خلال موسم رياضي يزيد عن رواتب أساتذة كلية بأكملها من ذوي الرتب والرواتب العالية. نحن هنا غزاء حالة تتجاوز مسألة رعاية الرياضة والرياضيين كما هو مفروض. إننا بإزاء قطاع أعمال ذي رأس مال كبير جداً,مما يشيع تسميته بالأندية الناجحة تجارياً. مع النجومية وتسليع الرياضة بدأت تنحرف الأخلاقيات الرياضية النبيلة. وبدأت تظهر وبشكل متزايد أخبارالصفقات والفضائح على مستوى الأندية واللاعبين والمديرين والمستثمرين. وتكاثرت الضغوطات غير المشروعة على الرياضيين ودفعهم لوضع الفوز كهدف أعلى تصبح كل الممارسات مباحة من أجله: المنشطات وقضاياها. وكذلك فإن التحالف التجاري بين الشاشات وشركات الإعلان وإنتاج المواد الرياضية اصبح يشكل سوقاً مالية ذات شأن عظيم. في كل هذا لايبدو على الشاشات سوى سلوكات النجومية. أما الجهد والعناء والتدريب والمراس والإنضباط بما هي نموذج راق في التنشئة ,فلايتم التوقف عندها. وفي العالم الثالث,حيث الشباب المهمش الذي لافرص له,تحولت الرياضة الى الأمل السحري بالخلاص: فلعل الحظ يوافي هذا اللاعب أو ذاك,ويحدث إختراق حاجز البؤس,ويقفز الى النجومية ومايرافقها من حظوة ومكاسب ومتع. كرة القدم على طول بلاد العالم الثالث وعرضها أصبحت امل من لاأمل لهم. وحلم من يخلو واقعه من إمكانية الحلم,بالقفز فوق سور البؤس. ذلك مايقبع في لاوعيهؤلاء الشباب,ومايمر بأحلام يقظتهم. وذلك ما أصبح يستقطب طاقاتهم الحيوية وحماسهم الوجودي. بالطبع إن الاهتمام الرياضي ومايرافقه من حماس هو,من قنوات تصريف الطاقات الأكثر إيجابية. إلا أن ردود الفعل التي تكاد تشبه الثورات والتمردات الوطنية لخسارة الفريق الوطني,والإحتفاء بنشوة النصر المسكرة,بل المخدرة,تضعنا أمام مسائل تتجاوز مجرد الحاجة الإنسانية الى البطولات والانتصارات والشعور بالإنتماء. إنها ظواهر جديرة بالدرس,طالما انها تهدد استقرار بعض أنظمة الحكم في العالم الثالث,فيما لو خسر الفريق الوطني! نجومية الرياضة,كما نجومية الفن لم تعد غريبة عن ثقافة الربح. أما نجومية الجهد والإنتاج والعلم فتقبع في مكانها المتواضع,وبالطبع تتسابق كبريات الشركات الدولية على رعاية المباريات الكبرى. فالكوكاكولا هي أكبر ممول للمباريات الدولية. ومعها يأتي جيش جرار من إعلانات مختلف الشركات حتى ليخيل للمشاهد أحياناً أن المباراة وإمتاع الجمهور ماهي سوى وسائل للإعلان عن سلع الشركة الراعية,ويتم التفنن في ذلك بالطبع. وفي هذا الصدد تطالعنا التقنية الرقمية كل يوم بشيء مثير. آخره مشروع طباعة الدعايات على أرض ملاعب كرة القدم خلال المباريات الدولية,بواسطة تقنية الواقع الإفتراضي. هنا تضاف بواسطة الحاسوب وخلالالبث المباشر للمباراة اي دعاية يراد الإعلان عنها,وتبدو وكأنها مرسومة على أرض الملعب,بدون أن يكون لها وجود فعلي في الواقع المادي الحقيقي. هذه التقنية تسيل لعاب شركات الإعلان الكبرى التي تقدر مردودها بحوالي 17 مليار دولار سنوياً. إلا أنها تثير موجة عارمة من الجدل والنقد حول برنامج المباراة التي تجذبه,وإغراق دماغه بالدعاية بشكل غير مباشر ولامهرب له منه. | |
|