a7la klam
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

a7la klam


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإحساس العبادي بالذنب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

الإحساس العبادي بالذنب Empty
مُساهمةموضوع: الإحساس العبادي بالذنب   الإحساس العبادي بالذنب Icon_minitimeالأحد 18 نوفمبر 2007 - 12:10

الإحساس العبادي بالذنب

د . محمود البستاني
ترتبط ممارسة (الذنب – بمعناه العبادي) بجملة من العمليات النفسية التي يمكن أن تفرز في حالات خاصة نتائج ذات طابع صحي , وأخرى ذات طابع مرضي .
طبيعيا , إن ممارسة الذنب تجسد سلوكا مرضيا : وفق التصور الإسلامي لمفهوم المرض : كما ان الإصرار على ممارسته يعد تصعيدا للحالة المرضية ...
بالمقابل , فإن الندم على ممارسة الذنب يعد مؤشرا للسلوك الصحي , فإذا إقترن على عدم المعاودة إليه : حينئذ يجسد قمة السلوك الصحي , لكن : نظرا لأن ممارسة الذنب تقترن بمشاعر الإثم (طالما يحمل الإنسان جهازا فطريا من إلهامية الخير والشر) : حينئذ فإن حالة من التوتر لا بد أن تطبع سلوكه , وهو (توتر) يكتسب سمة الصحة أو السوية النفسية على العكس من حالات التوتر الأخرى التي تعد مظهر إضطراب الشخصية , والسر في ذلك عائد إلى أن الإحساس بالمسؤولية لابد أن يقترن بتوتر النفس في حالة صدور المفارقات عن الشخص أو مواجهته لأية مفارقة وإلا أصبح الشخص فاقدا لحس المسؤولية في حالة عدم مبالاته في مواجهة المفارقات , لذلك فإن التوتر في حالات خاصة يظل سمة صحية وهو امر قد أنتبه عليه اكثر من باحث في علم النفس الأرضي بالنسبة للمفارقات الإنسانية التي يستجيب لها الشخص بحالة من التوتر الصحي .
وقد أشارت التوصيات الإسلامية إلى هذا الجانب حينما أوضحت الفارقة بين الشخصية المؤمنة وغير المؤمنة , بأن الاولى تتحسس الذنب وكأنه جبل جاثم على صدرها , بينما تتحسس الأخرى ذلك وكأنه ذبابة عابرة على وجهه .
أن الفارق بين الاحساس بثقل الذنب وكأننه جبل جاثم على الصدر , والإحساس بعدم ثقله وكأنه ذبابة عابرة على الوجه : يدلنا على جملة من الحقائق النفسية والعبادية , منها : ان الإنسان مهما بلغت درجة شذوذه أو فقدان الحس الإنساني لديه لا بد ان يقترن صدوره عن الذنب بقدر من التوتر حتى لوكانت نسبته ضئيلة كل الضآلة لأن فقدانه نهائيا يعني سلخه من العضوية الإنسانية وهو أمر لا يمكن تصوره لأي كائن إنساني ولذلك يتحسس المفارقة ولو على مستوى الذبابة التي تمر على الوجه عابرا ..., ومنها : أن الهامية الخير والشر تفرض ضرورتها الفطرية على الشخص حتى ولو كان بمعزل تام عن الله تعالى , بمعنى أن الجهاز الفطري (فألهمها فجورها وتقواها) يفرض على الشخصية إحساسا بالتوتر حتى لو كانت غائبة عن إدراك هذه الحقيقة مثل الشخصية الكافرة أو الممانعة في المعاصي ...
ومنها ان الشخصية المؤمنة يتضخم حجم توترها من الذنب بقدر وعيها العبادي من جانب وبقدر ضخامة الذنب من جانب آخر ....
هذ الحقيقة الأخيرة ينبغي أن نقف عندها ما دمنا نتحدث عن الذنب وما تواكبه من الأحاسيس وما تترتب على هذه الاحاسيس من نتائج عبادية ونفسية بالنسبة لنظرة الشخصية عن ذاتها وافتراق ذلك عن المفهومات التي يطرحها علم النفس الأرضي عن الذات وقضاياها .
إن الملاحظة الإسلامية المشار إليها عبر ذهابها إلى أن المؤمن يتحسس الذنب وكأنه جبل جاثم على الصدر تومئ إلى أن مثل هذه الشخصية ذات وعي عبادي حاد بحيث تتوتر إلى درجة التحسس المذكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
 
الإحساس العبادي بالذنب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
a7la klam :: شَــهْـــدُ الـْكَــلِــمَــاتْ :: الدِينُ والحَيَاةُ فِى كِتَابِ الله-
انتقل الى: