a7la klam
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

a7la klam


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدين الثابت والتدين المتطور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

الدين الثابت والتدين المتطور Empty
مُساهمةموضوع: الدين الثابت والتدين المتطور   الدين الثابت والتدين المتطور Icon_minitimeالأحد 18 نوفمبر 2007 - 12:08

الدين الثابت والتدين المتطور

حسن الترابي
من أول بدائه الدين التي يعرفها أهله وأولياؤه معنى الثبات,لأن الدين مرجعه الى الله الأزلي الذي لايحول,ولأن اصل الدين هو الوحي المعصوم الذي لاينتسخ,ولكن مالا يعهده الناس في أمر دينهم هو المعنى الآخر الذي يزاوج الثبات ويجاريه,ألا وهو التطور والتجديد,وفي هذا تذكرة لأولياء الدين الذين يغفلون إلا عن معنى الثبات والإستقرار في الدين ولأعداء الدين الذين يتوهمون في الدين طبيعة جمود ورجعية,والحق أن ظواهر الجمود والرجعية إنما تطرأ على الحادثات وكسب البشر ولاتطرأ على جوهر الدين,فهي تغشى صور التدين أو مواقف الناس من الدين,ويفيد هؤلاء وأولئك أن يلاحظوا أن الله – سبحانه وتعالى – قد أسس الحياة كلها على معنى الزوجية,وهكذا جعل أمر الدين دائراً بين الثبات والتطور,فلئن كان في الدين أصل ثابت فإن من الأمراض التي تلازم التدين الجنوح للجمود,ومن المعالجات التي يستدعيها التدين التجديد بعد التقليد والبعث بعد الجمود.
فالوجود الكوني كله حادثات تزول وتحول,والتدين هو محاولة لعبادة الله من خلال التفاعل مع تلك الحادثات,فلابد للمتدين إذن حتى يثبت مع المعنى الديني الزلي – معنى عبادة الله – أن يتقلب مع هذه الحادثات,وأن يتطور حتى يضمن دائماً إستقامة على القبلة والوجهة الى الله – سبحانه وتعالى – من حيث يحسب هو ويتوهم أنه ثابت على التوجيه القديم,وذلك هو مغزى الطبيعة الإبتلائية في الحياة الدنيا,فالله قد شاء أن يبتلينا بالتفاعل مع الكون,وقد كان لله – لو شاء – أن يبقينا في مسرح الجنة نعبده على وجه واحد مطلق ولكنه أنزلنا الى الأرض وحياتها الدنيا وابتلانا بمختلف صروفها وظروفها,يمتحننا أحياناً أخرى لينظر كيف نعمل في كل حال : (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون).
ويمتحننا الله على الصعيد الحضاري بتحد يرد علينا من الخارج عدواناً وغزواً,كما يمتحننا بتحد تأملنا علينا من الداخل مرضاً وإنخذالاً في وحدتنا أو نهضتنا,وعلى أي صعيد من الحياة تأملنا أطوار التاريخ رأيناها جميعاً أقدار ابتلاء يسلطها الله ويديرها علينا ولابد أن نتقلب معها ونتطور حتى نضمن في كل طور وفي كل دور أن نستقيم على معنى العبادة الثابت الذي يقربنا الى الله زلفى,ولكن المرء إذا جمد بكسبه وركن الى حادثات الكون فإن الحياة ستحتويه وتطوح به فيغدو عبداً مسخراً دائراً مع ظروف الكون محجوباً عن رسالته الإنسانية في تسخير الكون لعبادة الله.
هذا هو معنى التزاوج والتجاوب اللازم بين المطلق والنسبي أو بين الثابت والمتطور في التدين,وهو معنى لابد أن يعيه كل متدين طوال حياته,ولربما يحسب المؤمن – حين يخوض ابتلاء عظيما بتوفيق الله – أن له بعد ذلك ان يرتاح,ولكن الإنتصار على الابتلاء – بذاته – يتحول الى ابتلاء جديد يعرض المؤمن للغرور والقعود إلا ان يستمر وعيه بوجه الابتلاء المتجدد ويضطرد كسبه في الكدح والمكابدة ولذلك تأتي الآيات لتخاطب المؤمنين بأن يؤمنوا ( ياأيها الذين آمنوا أمنوا..),يقول المرء :أما وقد آمنت ماذا يبقى لي إلا أن أثبت على ايماني؟ كلا! لايكفيه ذلك ولايشفيه,فالآية تدعوه أن يحقق الإيمان حيناً بعد حين وطوراً بعد طور,وقد يبلغ المرء طوراً بعيداً من التقوى ولكن الدين يدعوه الى أن يتقي الله ثم يتقيه (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )..(ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما أتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين)..
وهكذا يتقلبون في التقوى حيناً بعد حين ويغفر الله لهم ويرضى عنهم كل حين,فإذا استطاع المؤمن في كل هذه الجولات التي تدور عليه أن يثبت في كل مجال فإنه قمين باضطراد كسبه الثابت وتدينه المستمر تجاه التحديات المختلفة أن يترقى مرتبة بعد مرتبة ويتقرب الى الله – سبحانه وتعالى – زلفى,وقد يكون حظ المرء من حياته دورات يوفق ثم يخيب ويتقدم ثم ينتكس أو قد يكون حظه كالفلك السائر مهما علت به أو هبطت موجات الحياة فهو سائر قدماً الى الله – سبحانه وتعالى – زلفى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
 
الدين الثابت والتدين المتطور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
a7la klam :: شَــهْـــدُ الـْكَــلِــمَــاتْ :: الدِينُ والحَيَاةُ فِى كِتَابِ الله-
انتقل الى: