a7la klam
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

a7la klam


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيكولوجية تعلم الحب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
a7la ayam
Admin
Admin
a7la ayam


عدد الرسائل : 724
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

سيكولوجية تعلم الحب Empty
مُساهمةموضوع: سيكولوجية تعلم الحب   سيكولوجية تعلم الحب Icon_minitimeالسبت 10 نوفمبر 2007 - 14:11

ملف عيد الحب (الفالنتاين)
سيكولوجية تعلم الحب


د.علي سليمان
اننا نقف الآن وجها لوجه أمام مشكلة من أصعب المشكلات ألا وهي مشكلة الجانب التطبيقي العملي في الحب.هل يستطيع الإنسان أن يتعلم شيئاً ما عن طريقة أو كيفية اتقان فن من الفنون أو حرفة من الحرف؟وهل يستطيع الإنسان أن يتعلم طريقة أو كيفية ممارسة هذا الفن أو تلك الحرفة؟
الحب عبارة عن خبرة شخصية لابد أن يمر بها الإنسان حتى يصبح لها معنى في حياته (تشير كل الحقائق الى أنه مامن انسان على هذه الأرض إلا وقد مر بهذه الخبرة ولو مرة واحدة في حياته,حتى ولو في أبسط شكل من أشكالها,سواء كان ذلك في طفولته المبكرة أو في سنوات عمره الأولى,أو في مرحلة نضجه).ان مهمة أية مناقشة للجانب التطبيقي في الحب,قد تكون هي الشرط الذي يجب أن يتوفر لنا حتى نتمكن من مناقشة الحب "كمادة" أو كفن أو كعلم مثل غيره من المواد والعلوم والفنون,وحتى نتمكن أيضا من مناقشة الخطوات الأولى في الحب.أن الخطوة الهامة والفاصلة في سبيل التوصل الى الهدف لابد أن نتبع من الإنسان المحب,أي لابد وأن يبدأها كل انسان بنفسه,ومع ذلك فانني اعتقد أن مناقشة الخطوات الأولى عن طريقة وكيفية اتقان اي فن من الفنون أو علم من العلوم أو حرفة من الحرف,قد تكون عاملا مساعدا على الأقل لكل راغب في التعلم.
1- النظام:
ان الممارسة العملية والتدريب العملي على أي فن أو علم أو حرفة,يتطلب من الإنسان التدريب على مجموعة من الأشياء العامة,بغض النظر عما إذا كانت هذه الأشياء تدخل مباشرة في المجال الذي يريد اي فرد ما أن يتعلمه,أي بغض النظر عما إذا كان هذا الشخص يهتم بدراسة التجارة أو الطب أو الهندسة أو تعلم الحب.ويتطلب التدريب والتعلم لأي مهنة من المهن أو حرفة من الحرف أو فن من الفنون أو علم من العلوم توفر درجة معينة من النظام.فلايستطيع الإنسان ان يتوصل الى اي شيء أو يحصل على أي شيء إذا لم يكن انساناً منظماً (النظام هنا شرط ضروري للمارسة والتعلم ).وعندما يفعل الإنسان مايفعل أو يقوم بأداء عمل معين وفقا لحالته المزاجية.فإن مايقوم به هذا الإنسان,قد يوصله الى ممارسة هواية مسلية,ولكن هذا لن يؤدي به الى أن يصبح ماهراً أو خبيراً في هذا المجال,بالدرجة التي تجعله يحقق نجاحاً وتفوقاً.المشكلة هنا ليست فقط مشكلة النظام في التدريب على فن معين أو على عمل معين,ولكن المشكلة هي مشكلة النظام في الحياة كلها.قد يعتقد البعض أنه ليس أسهل على انسان العصر الحديث من تعلم النظام,ألا ينتظم هذا الانسان عددا معيناً من الساعات في العمل الذي يقوم به يوميا؟ أو ينتظم عددا من الساعات في المدرسة إذا كان تلميذا أو مدرسا؟ وهو عندما يؤدي عمله – بغض النظر عن نوع هذا العمل – لابد وأن يؤديه بطريقة منظمة؟ ولكن الحقيقة هي أن الإنسان المعاصر يبدو أقل تنظيماً بعد الانتهاء من العمل بدرجة واضحة – فعندما لايكون لدى الإنسان عمل نجد أن الكسل يلازمه ,كما تلازمه عدم الرغبة في عمل أي شيء..انه يحتاج الى حالة من الاسترخاء حتى يتمكن من استخدام كلمة مهذبة.ونجد أيضاً أن هذه الرغبة في عدم العمل ماهي إلا رد فعل لروتين الحياة.فلأن الإنسان قد أجبر أو اضطر اضطراراً على أن يعطى من وقته عدداً معيناً من الساعات يومياً وعلى أن يعطى من صحته وقواه طوال هذه الساعات أثناء العمل,وربما كانت أهداف العمل تختلف عما كان يتمناه هذا الإنسان,كما أن العمل قد يتم بأسلوب يختلف تماما عن الأسلوب الذي كان يود هذا الإنسان أن ينجزه به,ولكن هذا الأسلوب ما هو إلا أسلوب قد سبق تحديده ليتمشى مع النظام الكامل للعمل,وبالتالي فإذا حاول ذلك الإنسان أن يتمرد أو يتذمر,فإن عصيانه يعتبر تمرداً على النظام العام.
2- التركيز:
التركيز كشرط ضروري لتعلم واتقان أي فن أو علم من العلوم أو حرفة من الحرف ليس في حاجة الى البحث عن دليل أو برهان,فكل من حاول ذات يوم أن يتعلم فنا أو حرفة أو مهنة يعرف ذلك جيدا.ويعتبر التركيز في مجتمعنا أكثر ندرة من النظام أو التنظيم الذاتي.إن ثقافتنا المعاصرة تقود الإنسان الى نوع من الحياة الممزقة الخالية من هدف واضح يركز عليه الإنسان فالإنسان في مجتمعنا يقوم بأداء الكثير من الأشياء دفعة واحدة,انه يقرأ ويستمع الى الراديو والى الموسيقى,ويسلى نفسه ويأكل وهذا يدل على اضطراب الإنسان ومرضه.
لقد أصبح الإنسان في المجتمع الحديث انسانا مستهلكا,يجلس فاتحا فاه مستعدا لابتلاع كل شيء(المشروبات والصور والعلم).وهذا النقص في تركيز الإنسان على شيء محدد,يظهر لنا بوضوح وجلاء في الصعوبات التي يواجهها كل منا عندما يخلو الى نفسه.
3- المثابرة:
عندما نتحدث عن المثابرة فإننا نعرف أن كل انسان يريد أن يتعلم فنا أو علما أو مهنة يعرف أن الصبر والمثابرة ضرورية جداً,إذا ماأراد الإنسان أن يحقق الهدف من التعلم.عندما يريد الإنسان أن يصل الى نتيجة سريعة,فأنه لايتعلم أي فن إطلاقاً.ويعتبر الصبر والمثابرة على نفس درجة الصعوبة التي نجدها في النظام وفي التركيز,ذلك ان نظم الانتاج الحديثة,وخصوصا الانتاج الصناعي تتطلب منا العكس تماما,فهي تتطلب السرعة وليس الصبر او الأناة أن كل الآلات الحديثة قد تم تصميمها لتدور بسرعة معينة.
ومن الطبيعي أن يكون لهذه السرعة أسسها الاقتصادية,ولكن الكثير من الجوانب الأخرى توضح أن قيمة الإنسان أصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالاقتصاد,بل أن الاقتصاد هو الذي يحدد قيمة هذا الإنسان ,ذلك اننا نجد أن مواصفات جودة الآلة هي نفسها مواصفات جودة الإنسان.ان الإنسان المعاصر يعتقد أنه سيفقد الوقت ويضيعه إذا لم ينته من أداء عمل معين بسرعة فائقة,ولكنه من ناحية أخرى لايعرف ماذا سيصنع بالوقت الذي توفر نتيجة الانجاز السريع للعمل,غير أن يحاول قتل هذا الوقت.
4- الدافعية:
تكمن أهم شروط التعلم لأي مهنة أو فن أو علم في شروط الدافعية,أي في مدى توفر الإهتمام الشخصي نحو تعلم هذه المهنة أو ذلك الفن أو العلم الذي يريد الإنسان أن يتعلمه.إذا لم يكن الفن أو العلم أو المهنة التي يريد الإنسان تعلمها تمثل بالنسبة له أهمية كبرى,وإذا لم تستحوذ على كل اهتمامه,فإنه لن يستطيع التعلم,وفي أحسن الحالات قد يظل هذا الإنسان من هواة ذلك الفن أو العلم أو العمل,ولكنه لن يصبح انسانا خبيراً وذا باع في هذا المضمار أو ذاك.ولهذا الشرط اهمية خاصة في ميدان الحب مثل غيره من ميادين العلوم والفنون والمهن التي يتعلمها الإنسان,غير أنه يبدو وكأن العلاقة بين هواة الحب وبين خبراء الحب تفسر في مصلحة هواة الحب,إذا ماقورنت بالعلاقة في مجالات العلوم والفنون الأخرى.
إذا أعدنا النظر في الشروط العامة المطلوبة لتعلم أي فن أو مهنة أو علم,فإننا نجد أن هناك نقطة هامة تجب الإشارة إليها:
إن الإنسان لايبدأ مباشرة بتعلم المهنة أو العلم أو الفن الذي يريد تعلمه بطريقة مباشرة,ولكنه يبدأ بطريقة غير مباشرة دائما فعلية أولا أن يتعلم – غالبا – أشياء أخرى قد تبدو لأول وهلة وكأنه لاعلاقة لها بما يريد الانسان أن يتعلمه ويتقنه.ولنأخذ على سبيل المثال انسانا يريد أن يتعلم فن كتابة القصة.نجد أن عليه أولا أن يبدأ بالقراءة وليس الكتابة ..عليه أن يعود الى كتب الأدب ويقرأ كثيراً حتى ينمي في نفسه الموهبة,ثم عليه بعد ذلك أن يتعلم فن الكتابة وأصول كتابة القصة سواء القصة القصيرة أم الرواية..
وإذا طبقنا ماسبق في مجال الحب فان هذا يعني أنه على كل انسان يرغب في تعلم الحب وفي أن يكون خبيراً في الحب أو فناناً في الحب أن يبدأ في كل مراحل حياته بالتدريب على النظام والتركيز والمثابرة والصبر.
ولكن كيف يتمرن الإنسان على النظام؟
على الإنسان أن يصحوا صباحاً في ساعة محددة كل يوم,وأن يؤدي عملا معيناً مثل التمرينات الرياضية مثلا,أو الجري أو القراءة,أو التنزه ,وعليه ألا يترك نفسه فريسة لتأثير المغريات الوقتية على حساب حياته المرسومة كالاستمرار مثلا في قراءة قصة بوليسية,أو مشاهدة فيلم في التليفزيون,أو أن يأكل أكثر من اللازم طالما كان الأكل لذيذ الطعم,أو أن يتمادى في تضييع الوقت بلا حسيب ولارقيب ان هذه هي أوضح وأبسط القوعد المعروفة انه من الضروري ألا يكون النظام الذي يتمرن الإنسان عليه مفروضاً عليه من الخارج,ولكن يجب أن يكون تعبيراً عن الرغبة الحقيقية عند الإنسان,حتى يشعر الإنسان بأن هذا النظام شيئاً حسناً ومقبولا,وحتى يتعود الإنسان تدريجياً على هذا النظام بالدرجة التي تجعله يشعر بأن شيئاً ما ينقصه لو أنه أخل بالنظام الذي تعود عليه.
ثم يأتي عامل التركيز,وهنا نبدأ بالقول بأن عنصر التركيز قد أصبح في عصرنا الحالي أمرا شاقا.انه يبدو أن التركيز في المجتمع المعاصر قد أصبح يصطدم بالتصدع والتشقق وعدم الوضوح,ولكن الانسان يجبر على غير رغبة منه ودون أن تتوفر لديه القدرة على أن يركز.
إن أهم خطوة لتعليم التركيز هي أن يتعلم الإنسان أن يقضي وقتا مع نفسه فقط..أن يخلو الانسان الى نفسه بلا كتاب يقرأ فيه ,ولاصحيفة يتصفحها أو راديو يسمتع الى مايذاع من خلاله وتبدو القدرة على التركيز بوضوح في قدرة الإنسان على أن يخلو بنفسه...هذه القدرة على الوحدة والخلود الى النفس هي أحد الشروط الهامة للقدرة على الحب.إن الإنسان المحب لله والمتصوف يستمتع في خلوته بحبه الإلهي..يجد الوجود كله في شخص من يحب..ويخلوا الإنسان العاشق الى نفسه فيجد حبيبه الغائب..انه قادر على التركيز,ولذلك فهو قادر على الحب.أما إذا كان الإنسان يرتبط بانسان آخر لأنه يجد فيه العون والمساعدة,أو لأنه في حاجة اليه,لعدم قدرته هو نفسه على الاستقلال,فإن الشخص الآخر لايعدو أن يكون هو الشخص المنقذ أو المساعد,وهنا لن تكون العلاقة بين هذين الشخصين علاقة حب,انها علاقة مصلحة وهذا ماتعكسه موجة أغاني (بحبك لا..محتاج لك آه..).
انه من الغريب فعلا أن تكون قدرة الإنسان على أن يكون وحيداً حين يخلو الى نفسه وينقطع عن الناس هي شرط قدرته على الحب,لأن الحب يعني التقاءه بالمحبوب فلايشعر بالوحدة .ان كل من حاول أن يجرب خبرة العزلة والوحدة وجد انها شاقة وصعبة,وسيجدها كذلك كل من يحاول ذلك,وشيئاً فشيئاً يصبح انسانا عصبياً,أو ليس مفهوم السجن هو العزلة؟,والعزلة عذاب وعقاب؟ ويبرر الإنسان عدم الميل الى تمرين نفسه علىالاعتزال وعلى الخلود الى النفس بالحجج العقلية أو بالقول بأن هذا كله ليس له أي معنى,لأنه من الهراء أن يضيع الإنسان وقته في مثل هذه الأشياء التافهة.
سيتأكد الإنسان في وحدته من ان الأفكار ستتكاثر,وبأنه في عملية حساب ومساءلة مع النفس,وقد يلاحظ هذا الإنسان فجأة أنه يخطط لما سيفعله بعد ذلك وبأنه يفكر في الصعوبات التي تواجهه في العمل,أو يفكر فيما سيفعله هذه الليلة مثلا.ان عدداً من التمرينات السهلة يمكن أن تساعد الإنسان كثيراً على تعلم فن التركيز ولنأخذ على سبيل المثال تمرين الجلوس مسترخياً بلا توتر,واغلاق العينين,ومحاولة تركيز النظر على نقطة,أو على مساحة بيضاء أمام العين,وطرد كل الأفكار المزعجة وكذلك كل الصور الأخرى التي تشتت التركيز.وقد يحاول البعض التركيز على ملاحظة عملية تنفسهم بلا تفكير في هذه العملية,ولكن يدرك الإنسان فقط عملية التنفس ويعيها في جسمه..ثم يحاول الإنسان أن يشعر بنفسه وبذاته,على أنها مركز قوته,وعلى أنها هي التي تحدد له عالمه.وعلى الإنسان أن يمارس عملية التفكير والتركيز يومياً لفترة من الوقت في الصباح وفي المساء قبل النوم.والى جانب هذا التمرين,على الإنسان أن يتعلم أيضاً التركيز في كل شيء يعمله,أن يتعلم التركيز عندما يستمع لمحدثه أو يستمع الى قراءة القرآن (وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (الاعراف /204) أن يتعلم التركيز عندما يقرأ كتابا ما,أن يركز عندما يتحدث مع انسان آخر,وأن يركز عندما يلقي بنطره على صورة معينة في أحد صالات العرض.وعندما يتقن الانسان فن التركيز ويكتسب هذه القدرة فلن يؤثر على الإنسان ماذا يقوم به من عمل,ولن يغيره ماذا يفعل,فالأشياء الهامة وكذلك الأشياء غيرالهامة سيصبح لها بعدا جديداً في الواقع,لأن الإنسان في حالة تركيزه سيكون أكثر انفتاحا وإدراكا.
وحتى يتعلم الانسان كيف يركز عليه أن يتجنب المناقشات الفارغة التي ليس لها موضوع ولاجوهر,لأن مثل هذه المناقشات وإنما هي مضيعة للوقت.
ان التركيز في العلاقة مع الآخرين يعني بالدرجة الأولى القدرة على الاستماع.فالكثيرون من الناس يعتقدون أنهم يحسنون الاستماع الى غيرهم,كما أنهم يدلون بنصائحهم التي تدل على أنهم لم يستمعوا أصلاً الى كل ماقيل..انهم لايأخذون مايقوله محدثهم مأخذ الجد,الأكثر من هذا انهم لايأخذون مايدلون به لمحدثهم من إجابات ونصائح مأخذ الجد.والنتيجة هي أنهم يصابون بالتعب من الحديث,إنهم يعيشون في الوهم,ذلك الوهم بأنهم سيكونون أكثر تعبا وإرهاقاً إذا استمعوا جيداً وانصتوا لكل مايقال,والحقيقة أن العكس هو الصحيح.ان كل عمل يتم التمرين عليه من خلال تركيز الانسان على هذ ا العمل,يجعل الانسان يقظاً واعياً,(بغض النظر عما إذا كان الإنسان سيشعر فعلا بعد ذلك بالتعب والارهاق فهذا شيء صحيح وطبيعي),بينما نجد أن كل تدريب على عمل مايتم دون تركيز الانسان على العمل الذي يتدرب عليه,سيصيب الانسان بالصداع والدوار,وسيصيبه ليلا بالأرق والسهر.
يعني التركيز أن يعيش الإنسان تماما في الحاضر,في المكان والزمان الذي يوجد فيه الإنسان فعلا,ولايفكر فيما سيأتي,وفيما سيجب على الإنسان أن يقوم به,في نفس الوقت الذي يقوم فيه بأداء عمل آخر,انه من البديهي أن يقوم الإنسان الذي يحب بتمرين نفسه على التركيز.. على الإنسان أن يتعلم أن يقترب ممن يحب,عليه أن يقترب بلاقناع,وأن يكون واضحا صريحاً وعليه ألا يفر ممن يحب ليخفي نفسه,ويخفي ما يجول بصدره عنه,كما يحدث عادة في وقتنا هذا.يقول المثل ان كل بداية صعبة حتى في تعلم التركيز,بدرجة تبدو وكأن الإنسان لايستطيع التوصل الى هذا الهدف.ومن اللوازم الضرورية للتركيز,الصبر والمثابرة.فإذا لم يعرف الإنسان أن لكل شيء أوان,ولكل وقت أذان,وأن كل شيء بميقات,وأراد الإنسان أن يستعجل الأمور في غير أوانها وأن يصل الى النتائج في غير موعدها,فلن يستطيع الإنسان أن يصل الى أي درجة من التركيز,سيكون انساناً قلقا معذبا.إذا أراد الإنسان أن يتصور ما هو الصبر وماهي المثابرة فعليه فقط أن ينظر الى الطفل في سنوات نموه الأولى,يحاول الانتقال من الحبو الى المشي فتواجهه العقبات,يسقط المرة تلو المرة,وقد يصاب ويتألم ويبكي,ولكنه لايكف عن المحاولة,وفي كل مرة يكتسب حركة جديدة تعضد مقصده,ويقوى عوده ويشتد ساعده حتى يأتي اليوم الذي يستطيع فيه الطفل أن يمشي على قدميه دون مساعدة من أحد,وأن يجري دون خوف من السقوط.ماذا قد يستطيع الإنسان الناضج أن يحصل عليه وهو يحاول تحقيق أهدافه الهامة مستعيناً بالصبر والتركيز الذي نشاهده في مثال الطفل.
يتطلب التركيز أيضاً القدرة على أن يكون الانسان يقظاً.ولكن مامعنى هذا؟هل من المطلوب من الإنسان أن يقضي وقته كله يفكر في نفسه عن نفسه,وأن يحلل نفسه,أم ماهو المقصود بالضبط؟
توجد لدى الإنسان العادي درجة محددة من اليقظة والوعي لما يدور في جسمه,انه يلاحظ كل تغير حتى لو كان هذا التغير غير مصحوب بأية آلام محسوسة.ومن السهل على الإنسان أن يعي ويدرك وعيه بإحساسه وبجسمه,ذلك أنه توجد لدى الإنسان صورة محددة تماماً عن كل حالة يشعر فيها بالارتياح.
ولكن تكمن الصعوبة عند الإنسان في ملاحظة العمليات النفسية وفي الوعي بها,ذلك لأن الكثيرين لم يعرفوا أي انسان يمتاز باليقظة الكاملة لكل العمليات النفسية التي تدور في داخله.
ان هناك الكثيرين من الناس الذين لايعرفون تماما معنى أن يكون هناك انسانا ناجحاً,أو انسانا ممتلئا بالاشراق والرغبة والتركيز,لم يشاهدوا حتى الآن انسانا محبا أو انسانا واضحا أو انسانا متحضرا,أو انسانا يمتاز بالقدرة على التركيز والانتباه.وحتى يستطيع الإنسان أن يعي كل مايدور في نفسه,لابد أن يكون لدى النفس هذا الإنسان تصوراً ما عن الانسان السليم الصحيح الممتلىء حياة ونشاطا.ولكن كيف يستطيع الانسان أن يمر بهذا الحدث,إذا لم يكن هو نفسه سواء في طفولته أو في نضجه قد حدث له أن رأى ذلك النوع من الانسان السليم؟ولن نجد اجابة سهلة على هذا السؤال ,ولكن السؤال في حد ذاته يهيب بنا ان ننظر نظرة ناقدة الى اساليب التربية.
ينسى الإنسان أثناء تعليمه اهم الجوانب التي تتصل بنمو شخصيته الإنسانية والتي تكون على درجة من الأهمية بحيث يمكنها أن تبلور لنا انسانا ناضجاً قادراً على الحب في الوقت الحاضر.في بعض المراحل والحقب التاريخية كان الانسان غالبا هو المخلوق الوحيد الذي يتميز بالنفس والروح والأخلاق,حتى جاءت نظرية داروين وهزت الإنسان بعنف وحاولت ان تظهر الإنسان على أنه ليس هو أهم المخلوقات على الأرض.وبدأ الكثيرون يجرون وراء هذه النظرية لاهثين.لقد كان للعلم في المقام الأول واجباً يختلف عن كونه مصدراً للمعرفة والمعلومات,فقد كان واجبه هو أن ينقل بعض الاتجاهات والمواقف الخاصة للآخرين,اما في الوقت الحاضر وفي ظل المجتمعات الصناعية (الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية على السواء) نجد أن الأفراد الذين يحتلون أماكن هامة,والذين يعتبرون نماذج لغيرهم,من الممكن أن نعتبرهم أي شيء,إلا أن يكونوا ممن يحملون في داخلهم صفاتا نفسية ذات قيمة أو معنى.
وإذا نظرنا الى الأعمال الأدبية الضخمة والى الأعمال الفنية المبتكرة والى الاختراعات العليمة الجديدة وفكرنا فيها بعمق,فإنه سيلوح لنا أن الفرصة مازالت قائمة لنقل نظرة شمولية واضحة عن مدى الوعي بالحياة.فإذا لم نوفق في التوصل الى اقامة حياة واضحة ناضجة,فاننا سنواجه بالاحتمال القائم بأن ثقافتنا وتقاليدنا سيصيبها الخراب والدمار في يوم ما.أن التقاليد تعتمد ليس فقط على نقل الأفكار والمعارف,وانما تعتمد أيضاً على الاتجاهات الانسانية,فإذا نسى الجيل القادم هذه الحقيقة ولم يعشها ويخبرها,فإن هذا يعني ضياع حضارة الإنسان التي كونها عبر آلاف السني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://noseir.yoo7.com
 
سيكولوجية تعلم الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
a7la klam :: قـِسْـمُ الأُسْرَة :: سِــــنُّ الـمُــرَاهَــقَــة-
انتقل الى: