الفجوة الرقمية بيننا وبينهم!
* تنتشر مقاهي الانترنت ,حتي في اماكن لا تتصور انها تتسع لمقهي عادي وليس انترنت كافيه'.كما ازدادت العروض من قبل الشركات المختلفة لتيسير سبل شراء اجهزة الكمبيوتر المنزلية. وربما يعطي ذلك انطباعاـ لمن لا يدري ان الانترنت جزء لا يتجزأ من حياة الناس وان النهم التكنولوجي قد بلغ مداه.ولكن للأسف الشديد فان حال الدول العربية يدعو للحسرة وخيبة أمل حتي علي المستوي التكنولوجي.فوفقا لآخر تقرير صادر عن الأمم المتحدة, ويضم الدراسات والاحصائيات الخاصة بمجتمع المعلومات واستخدام الكمبيوتر والانترنت, هناك فجوة رقمية كبيرة بين الدول المتقدمة والدول العربية.
فهل تتخيل انه علي الرغم من ان مستخدمي اللغة العربية يتجاوز عددهم المائتي مليون ألا ان اللغة العربية علي صفحات الانترنت تمثل نحو6 في الالف من مجمل ما يتم نشره علي شبكة المعلومات الدولية.واذا كان من الطبيعي ان تمثل اللغة الانجليزية, وهي اللغة الاوسع انتشارا في العالم, سبعة واربعين ونصفا في المائة من مجمل ما يتم نشره فهل من الطبيعي ان تحتل اللغة العبرية التي لا يستخدمها سوي سكان اسرائيل ما يزيد علي25 الف مقالة علي الانترنت أي ما يفوق عدد المقالات بالعربية مرتين ونصف المرة.
أما من حيث مستخدمي الانترنت فيشير التقرير الي ان عدد المستخدمين في الدول العربية يمثل مليونا ونصف مليون فرد من اجمالي عدد مستخدمي الشبكة اي بمعدل انتشار سبعة في الالف اي ما يوازي واحدا علي ثلاثين من المعدل العالمي!
واذا بحثنا عن اسباب هذا التراجع فسنجد ان مستوي التعليم يتصدر القائمة فمعظم الدول العربية مازالت تعاني من ارتفاع نسبة الأمية بين سكانها.
كما ان حجم الميزانيات التي تخصصها الدول العربية للانفاق علي العملية التعليمية لا ترقي باي حال من الاحوال للميزانية التي تخصصها أقل دولة في العالم المتقدم. يأتي مصاحبا لمستوي التعليم بالطبع اتقان اللغة الانجليزية مما يسهل للمستخدم للاطلاع علي المواقع المختلفة بشبكة الانترنت.وهناك ايضا المستوي الاقتصادي والمسائل الفنية المتعلقة بالتوصيلات وسرعة التحميل.
ومما له صلة بهذا الموضوع فقد كشفت دراسة حديثة أجراها د.صلاح أبو الخير ـ الباحث بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ عن أن عدد مستخدمي الانترنت في مصر ارتفع الي557 مستخدما من بين كل الف من السكان عام2004, معظمهم ينحصر في فئة الشباب الذين بلغت نسبتهم80 في المائة.
اما عن اوجه استخدام الانترنت فقد اظهرت الدراسة أن نحو60 في المائة من مستخدمي الشبكة يقضون اغلب اوقاتهم في حجرات الدردشة و12 في المائة في المواقع العلمية والادبية والتجارية و8 في المائة امام المواقع السياسية و20 في المائة يزورون المواقع الاباحية.
وبالنظر الي البيانات السابقة نجد ان80 في المائة يستخدمون الانترنت فيما لا يفيد بل واحيانا ما يضر.كما ان اغلب هؤلاء يتحولون الي مدمني انترنت فيما بعد.وارجع الباحث ذلك الي الاحباط والعزلة والاكتئاب وصعوبة التفاعل مع المجتمع بصورة مباشرة مما يدفع الكثيرين إلي محاولة الهروب من الواقع الي حياة اخري افتراضية.